شكك وزير القوات الجوية الأمريكية فرانك كاندال، في قدرة السلاح الأمريكي على توفير طائرة الخزان الشبحية للتزود بالوقود جواً للجيل التالي في ضوء عدم توافر الموارد المالية اللازمة والضرورية لإتمام ذلك المشروع.
ويعتبر سلاح الجو الأمريكي ال طائرة الخزان - التي تعرف بـ"نظام إعادة التزود بالوقود جواً للجيل التالي" أو NGAS - ضرورية لتحديث قدرات الطيران الأمريكية بالتوازي مع توفير مقاتلات الجيل السادس، التي تعرف بمقاتلات "الهيمنة الجوية للجيل التالي" NGAD، والتي يصاحبها طائرات "الرجل المجنح" المسيّرة بدون طيار، ويطلق عليها "طائرة القتال التشاركي"، CCA.
وأفادت مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية بأن كاندال أقر أمام "منتدى اتحاد خط التموين الجوي وخزان الوقود" في مدينة جربيفين بولاية تكساس، بأن السلاح يواجه أزمة موازنة، لذا فإن الشكوك تحيط بقدرته على الوفاء بتنفيذ النظم الجوية الثلاثة وإنتاجها.
ونقلت عن وزير سلاح الجو قوله "في ضوء تعهداتنا، ومواردنا، وأولوياتنا الاستراتيجية، فإنه من الصعوبة بمكان بالنسبة لي، حتى الآن، معرفة كيف سيتم تلبية أي مزيج من تلك التصميمات الثلاثة." لافتاً إلى أن "أكثر ما يقلقه يتمثل في مدى كفاية مواردنا."
ويأمل سلاح الجو الأمريكي أن يتمكن من إدخال "نظام إعادة التزود بالوقود جواً للجيل التالي" NGASفي الخدمة بحلول منتصف ثلاثينيات هذا القرن، حتى يتمكن السلاح من تبني طريقة أكثر دفاعية لإعادة تزويد المقاتلات وغيرها من الطائرات .
ويعد هذا النظام ضرورياً، على وجه الخصوص، حال اندلاع حرب في منطقة المحيطين الهندي والهادي، حيث يتطلب الأمر تحليق المقاتلات فوق المحيط لمسافات طويلة، لذا ستحتاج إلى إعادة التزود بالوقود مرات عديدة.
وقد تتمتع طائرات الخزان بقدرات شبحية للتخفي من الخصوم، ويدرس سلاح الجو فكرة أن يكون تصميمها ذا أجنحة ملتصقة ببدن الطائرة BWB.
وكان الوزير كاندال قال - في تصريحات سابقة - إن طائرات الخزان المقترحة يرجح أن يكون تصميمها فريداً، لا يعتمد على الصورة النمطية للطائرة التجارية الموجودة في الوقت الراهن.
لكن موجة التحديثات في سلاح الجو الأمريكي - التي تشمل دخول قاذفة القنابل الاستراتيجية الشبحية من طراز "بي-21" الخدمة، والعمل سابقاً على إدخال صاروخ "إل جي إم-35 ايه سينتنيل" النووي - أضرت سلاح الجو بشكل متزامن، ووسعت من موارده المطلوبة، وأرغمته على إعادة النظر فيما هو واقعي من الناحية المالية.
وتقول المجلة الأمريكية إن الميزانيات المشددة وتوقعات ارتفاع التكاليف ألقت بظلال من الشكوك حول إمكان المضي قدماً في مشروع مقاتلات "الهيمنة الجوية للجيل التالي" NGADفي هذا الصيف.
ويجري سلاح الجو حالياً عملية مراجعة لاستراتيجية الهيمنة الجوية مدتها أربعة أشهر، بهدف دراسة كيفية تغيير تصميم مشروع "نجاد" لتقليص تكاليفه، علاوة على دراسة كيف يمكن للمقاتلة المستقبلية العمل بشكل متناغم مع غيرها من النظم- وبالأخص "نظام إعادة التزود بالوقود جواً للجيل التالي" NGAS، و"طائرة القتال التشاركي" المسيّرة CCA- من أجل تحقيق السيطرة على الأجواء في مناطق الصراع.
ويرى كاندال أن كثيراً من الأمور تبدلت منذ بدأ البنتاجون في التفكير في مشروع مقاتلات "الهيمنة الجوية للجيل التالي" NGAD قبل عشر سنوات، بما فيها التهديدات المحتملة التي تواجهها الولايات المتحدة، والتكنولوجيا، وكيف للتشكيلات العسكرية المختلفة أن تخطط للقتال بصورة مشتركة جنباً إلى جنب مع قوات الحلفاء.
ودفعت تلك التغييرات سلاح الجو الأمريكي إلى التريث وإعادة النظر للوقوف على الاستراتيجية المثلى للوصول إلى طائرة المستقبل المخصصة لمهام إعادة التزود بالوقود جواً.