سعاد واحدة من آلاف المصريين وربما الملايين الذين يرتادون مكاتب الخدمات الحكومية كل يوم لإجراء واحدة من المعاملات الحكومية، لكن هذا اليوم كان مختلفا بالنسبة لها، فعندما وقفت أمام موظفة الأحوال المدنية في محافظتها بني سويف ، اعتذرت لها الموظفة أنها لا تستطيع إتمام معاملتها نظرا لأنها تحتاج شهادة وفاة زوجها «مميكنة» لتتضمن رقمه القومي، ولأنه توفى قبل سنوات طويلة، وقبل استخراج بطاقات الرقم القومي في مصر، فلكى تستخرج تلك الشهادة فعليها التوجه إلى مقر الأحوال المدنية الرئيسي في القاهرة، أو إلى مكتب الصحة الذي استخرج له شهادة الوفاة في الإسماعيلية حيث مسقط رأسه لإضافة الرقم القومى على شهادة الوفاة للمرة الأولى.
سعاد غادرت المكتب الحكومي، وقد انتابها الضيق الشديد، فهى لا تستطيع السفر بمفردها للقاهرة فهى تجهل طرقها وتخشى زحامها، وعليها أن تسترضى ابنها لكى يرافقها فى تلك الرحلة لإنهاء معاملتها، وبعد وعود وتعهدات وافق الابن على مرافقة والدته، ودون الاستغراق فى تفاصيل المعاناة، فقد تمكنت من استخرج ورقتها المطلوبة من القاهرة بعد يوم طويل وجهد جهيد وتكلفة مالية أثقلت كاهلها المجهد أصلا.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر .. اضغط هنا