أكد الكاتب الصحفي ثائر أبو عطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، أن دولة قطر قد علقت جهود الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح ذلك بعد تأكيد رسمي من المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الذي نفى التقارير التي أشارت إلى انسحاب قطر نهائيًا من مفاوضات وقف إطلاق النار والحرب على قطاع غزة.
وأضاف الأنصاري أن قطر قد أبلغت جميع الأطراف المعنية قبل 10 أيام من الإعلان الرسمي بأنها ستعلق دورها في جهود الوساطة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وقال " ابو عطيوي " في تصريح خاص لـ بوابة دار المعارف ، أن إعلان قطر عن تعليق المفاوضات يأتي في اطار الضغط علي حركة حماس وحكومة الاحتلال من أجل انجاز تقدم علي صعيد المفاوضات القادمة من أجل ابرام صفقة تبادل تؤدي إلي هدنة ووقف الحرب بشكل نهائي.
لافتا إلي أن إعلان قطر بتعليق جهود الوساطة يأتي في ظل تناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن الولايات المتحدة قدمت طلبها إلي قطر بإغلاق مكتب حماس في الدوحة قبل يوم واحد من الانتخابات الأمريكية، أي قبل فوز الرئيس الأمريكي ترامب ، وكذلك بأن قطر أبلغت حماس و إسرائيل بتوقفها عن الوساطة في مفاوضات الأسري، في ظل حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اعلان قطر تضمن اتهامات قاسية ل إسرائيل وكذلك ل حماس برفض صفقة نوايا حسنة حسب مسؤول دبلوماسي، لذا لا يمكن للقطريين الاستمرار في الوساطة ، كما أكدت وسائل إعلام عالمية أنه من المرجح أن تتراجع قطر عن تعليق وساطتها بالمفاوضات إذا أظهرت إسرائيل و حماس إرادة جادة للاتفاق وابرام صفقة تبادل.
ويري أن إعلان قطر عن تعليق المفاوضات جاء من أجل كوسيلة ضغط علي حماس و إسرائيل .
وعلي صعيد اخر اكد " ابو عطيوي " إن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لن يؤثر بشكل إيجابي وفعال علي القضية الفلسطينية وحتي لوقف الحرب المستمرة علي قطاع غزة، رغم تصريحاته الأخيرة التي سبقت إعلان فوزه ومطالبته نتنياهو يوقف الحرب .
واضاف " ابو عطيوي " إن دونالد ترامب هو الذي قام بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس ، ضمن اعتراف واضح منه علي السيادة الإسرائيلية علي القدس المحتلة باعتبارها عاصمة إسرائيل الأبدية هذا من جهة ، وكذلك اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية علي هضبة الجولان السوري المحتل، واعتبرها ذات سيادة إسرائيلية كاملة، مما شجع نتنياهو بتسمية مستوطنة بالجولان المحتل علي اسمه والتي اسمها " مرتفعات ترامب" .
لافتا الي موقف ترامب من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا " وقطع الدعم المادي والتحريض عليها ضمن سنوات رئاسته السابقة ، وكذلك اعتبار نتنياهو أن ترامب صديقا حميما ل إسرائيل في تصريحات سابقة.
واضاف إن دونالد ترامب صاحب " صفقة القرن" التي تقوم علي القضاء علي كافة معالم وعنوانين عدالة القضية الفلسطينية السياسية والإنسانية من خلال استباحة الأراضي الفلسطينية وتهويدها وبناء المستوطنات وطرد وتهجير الفلسطينيين منها ، لا يمكن أن يكون صاحب موقف عادل تجاه الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة والكاملة التي نصت عليها القوانين والأعراف الدولية .
واكد "ابو عطيوي " إن تصريحات دونالد ترامب التي قبل أيام والتي سبقت فوزه بمطالبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بوقف الحرب علي غزة ما هي إلا لاستمالة العرب والمسلمين من أجل التصويت له، ولكسب أصوات الناخبين التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية.
واكد إن قرار وقف الحرب هو صحيح بيد الولايات المتحدة الأمريكية ، ولكن ترامب علي استعداد أن ينحاز للعدالة الإنسانية ويرفع الحرب والعدوان المتواصل والقصف والقتل ووقوع الضحايا بالآلاف في ظل نزوح وتشريد أكثر من مليون مواطن فلسطيني من منازلهم والزج بهم في الخيام ومراكز الإيواء.
وطالب " الكاتب الصحفي الفلسطيني " أن يكون هناك صوت عربي عالمي موحد ، يطالب ترامب بصفته رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية أن يعمل بشكل جاد وفعلي وعاجل علي إلزام إسرائيل بوقف الحرب علي غزة بشكل فوري ، لأن استمرار الحرب والعدوان وعدم اكتراث ترامب بما تقوم به إسرائيل من حرب ابادة يعتبر دليل ادانة ضد الولايات المتحدة وادارتها الجديدة ، لأنها صاحبة القوة والتأثير الأكبر بالضغط علي إسرائيل والزامها بوقف الحرب علي غزة ، نظرا للواقع الإنساني المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة علي مرأي ومسمع العالم بأكمله.
وشدد علي اهمية أن يتحمل المجتمع الدولي و كافة الهيئات البرلمانية والمؤسسات الحقوقية المسئولية كاملة لمناصرة الشعب الفلسطيني وكذلك علي الأمم المتحدة، أن تقوم اليوم بدور فاعل وأكثر حراكا وأهمية من خلال تأسيس تكتل وتحالف دولي مناصر للقضية الفلسطينية الهدف منه الضغط علي دونالد ترامب بأن يكون إنهاء الحرب علي غزة أولي وأهم أولوياته ، والابتعاد عن المماطلة والتسويف ، حتي لا يتم سقوط ضحايا أكثر ونحن علي مقربة من الشهر الرابع عشر لاستمرار الحرب، التي دمرت كافة مناحي ومقومات الحياة في قطاع غزة .
وشدد علي اهمية ان يمتلك ترامب الإرادة الدولية في انصاف الشعب الفلسطيني ضمن مفاوضات سلمية جادة تقود لفكرة حل الدولتين، رغم معرفتنا المسبقة بأن ترامب رافض وبشدة فكرة حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة.
لافتا إلي تقرير صحيفة الفايننشال تايمز ، التي أكدت ان انسحاب قطر يشير إلي الصعوبات التي واجهها الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر، خلال أشهر من المحادثات الشاقة دون نجاح في إنهاء الصراع المستمر لأكثر من عام. ويعود التعثر إلي رفض كل من إسرائيل و حماس تقديم التنازلات الضرورية للتوصل إلي اتفاق.
كما كشفت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي مطلع، أن قطر قد حذرت حركة حماس من ضرورة إظهار الجدية في المفاوضات، محذرة إياها من فقدان موقعها السياسي في الدوحة إذا لم تلتزم بذلك. وأوضح المصدر أن الدوحة اتخذت هذا القرار بعد رفض حماس و إسرائيل المشاركة بجدية في المفاوضات، مما حال دون الوصول إلى اتفاق يُفضي إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة.