داوود : كلمة رئيس وزراء ماليزيا رسالة تبرهن على مكانة الأزهر في العالم

داوود : كلمة رئيس وزراء ماليزيا رسالة تبرهن على مكانة الأزهر في العالمرئيس جامعة الأزهر

مصر10-11-2024 | 18:32

استهل الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، كلمته بحمد الله الذي جعل الأزهر الشريف قبلة للعلم ومهوىً للأفئدة من شتى بقاع الأرض. وأشار إلى أن هذا اليوم يمثل حدثًا تاريخيًا، حيث يجتمع علماء الأزهر وطلابه في مركز الأزهر للمؤتمرات، لاستقبال شخصية سياسية وفكرية بارزة ذات خبرة واسعة ومسيرة طويلة في نهضة ماليزيا، وهي رئيس وزراء ماليزيا معالي الدكتور أنور إبراهيم. وأضاف أن هذا اللقاء يأتي محملاً بمشاعر المحبة والتقدير، احتفاءً برئيس الوزراء الماليزي وتكريمًا له.

وأكد رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بقاعة الأزهر للمؤتمرات، والتي استضافت كلمة رئيسَ وزراء ماليزيا تحت عنوان "معا أقوى: رؤية للأمة الإسلامية من خلال التمكين التكنولوجي والاجتماعي والإقتصادي"، بحضور الوفدَ المرافقَ الماليزي لسعادته، والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ولفيف من علماء الأزهر السادةُ الوزراءُ والسفراءُ، أن اللقاءٌ يشهد عمق العلاقات التاريخية بين مصر وماليزيا، وعمق العلاقات التاريخية بين الأزهر الشريف وماليزيا، ويعبر عن مدى المحبة بين الشعبين، وما رأيناه وشاهدناه من الحفاوة والاستقبال التاريخي لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف في زيارته الأخيرة لماليزيا وفي هذه الزيارة لمعالي رئيس الوزراء الماليزي لمصر وللأزهر الشريف لهو خيرُ دليل على هذا.

وثمن حرص رئيس الوزراء على إلقاء محاضرته التاريخية في رحاب جامعة الأزهر التي يدرس فيها ما يقترب من نصف مليون طالب مصري، وأكثر من ثلاثين ألف طالب وافد من نحو مائة وأربعين دولة على مستوى العالم، منهم أكثرُ من أربعة آلاف طالب ماليزي نشهد لهم بحسن الخلق وبالجد والاجتهاد في طلب العلم، لافتا أن طلاب الأزهر هم سفراء الأزهر ومعاهدُه وجامعاتُه في كل دولة في العالم، ينشرون فكره الوسطي المعتدل، ويحملون مصابيح الهداية ومشاعل النور إلى العالم، جهزهم الأزهر وأعدهم لذلك، فكان شريكا لهم في كل علم ينشرونه، وما أتوا واديا وما نشروا من معرفة إلا وكان للأزهر نصيبٌ من أجرها ونورها، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا".

وأوضح "داوود" أن من يقرأ التاريخ ويقرأ الواقع المعاصر للأمة الإسلامية مثنى وثلاث ورباع يعلم علم اليقين أن وَحْدةَ الأمة التي بلغت الآن أكثر من 2 مليار مسلم هي تاجُ عزتها، وسرُّ قوتها، وهي الروح السارية في جسدها؛ ولهذا كرر القرآن الكريم الدعوة إلى الوحدة فقال جل وعلا: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " (الأنبياء 92) ، " وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ " ( المؤمنون 52) ، ووحدة العالم الإسلامي هي الغاية التي يسعى لها بكل ما يملك من قوة شيخُنا الجليل فضيلةُ الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر في الداخل والخارج.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن النصر والعزة والتمكين لا يتحققون إلا بالوحدة وامتلاك أسباب القوة. وأشار إلى أهمية الدخول بقوة إلى ساحة الابتكار وإنتاج المعرفة، مع السعي للمنافسة العالمية بأفضل ما يمكن أن تنتجه العقول. كما شدد على ضرورة الإيمان بأن الخمول هو أخو العدم، وأن إبطاء الساعة يفسد تدبير السنة، وأن العلم لا يُدْرَكُ براحة الجسم، كما قال الحكماء.

وأضاف أننا إذا نشأنا جيلاً أقل من مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتخلف، وإذا نشأنا جيلاً في نفس مستوانا فقد حكمنا على الزمن بالتوقف. لذا لا بد أن نعمل على تربية جيل أفضل من مستوانا. ونقل قول شيخنا الدكتور محمد أبي موسى حفظه الله، مؤكدًا أن أعداءنا ينشئون أجيالهم على القوة والجد والمجد، وأنه ينبغي علينا أن نؤسس أجيالنا على نفس الأسس، وألا نتركهم نهبًا للضعف والعجز والكسل والانشغال بالتفاهات وسفاسف الأمور.

أضف تعليق