كثيرون يعرفون متلازمة استوكهولم ، وهى تعبير عن حالة نفسية يتعاطف خلالها الضحايا مع جلادهم ، كما حدث فى المدينة السويدية الشهيرة التى تحمل المتلازمة اسمها فى السبعينيات من القرن الماضي، حينما تعاطف بعض موظفى أحد البنوك مع خاطفيهم، وحاولوا تهريبهم ودافعوا عنهم فى المحكمة.
ولكن قليلون من يسمعون عن ظاهرة نفسية عجيبة أخرى تُسمى " متلازمة ليما "، وهى عكس متلازمة ستوكهولم ، حيث يتعاطف الخاطف مع الرهائن.
و" متلازمة ليما " سُميت بهذا الاسم، بعد حادثة خطف وقعت فى السفارة اليابانية فى ليما عاصمة دولة بيرو فى العام 1996 ، حيث قامت مجموعة تابعة لحركة عسكرية باحتجاز المئات من الرهائن الذين كانوا يحضرون حفلة تقيمها السفارة اليابانية فى مقر إقامة السفير، وخلال ساعات قليلة قام الخاطفون بإطلاق سراح معظم الرهائن ومن ضمنهم الشخصيات المهمة التى كانوا يحتجزونها بسبب التعاطف معهم.
وهناك أسباب عديدة لإحساس بعض المجرمين والخاطفين بمتلازمة "ليما"، من بينها وقوع خلاف بين الخاطفين أنفسهم، وتعاطف أحدهم أو بعضهم مع الضحايا، أو مطالبته لبقية زملائه بعدم العنف معهم ، كما قد يعيد الخاطف التفكير بالأمر أو يتعاطف مع الرهائن، مثلما شاهدنا فى العديد من الأفلام العالمية والمصرية.
ومن بين الأفلام المصرية التى تنطبق عليها تلك الظاهرة النفسية، فيلم "الإرهابي" من تأليف لينين الرملى وإخراج نادر جلال وبطولة نجم الكوميديا عادل إمام ومعه أحمد راتب ومديحة يسرى وصلاح ذوالفقار وشيرين.
ويحكى الفيلم عن "على عبد الظاهر" الذى دفعته ظروفه الاجتماعية من فقر وإحباط إلى الانضمام لإحدى الجماعات الدينية المتطرفة، وشارك معهم فى العديد من العمليات التخريبية مثل حرق محلات بيع أشرطة الفيديو وقتل السائحين الأجانب.
ويتم تكليف "علي" بتنفيذ عملية إرهابية كبرى يروح ضحيتها عدد كبير من السياح، وأثناء هروبه تصدمه فتاة ثرية جميلة بسيارتها وتحمله إلى بيتها حيث تعيش مع أسرتها لعلاجه فوالدها طبيب مشهور هو الدكتورعبد المنعم "صلاح ذوالفقار"، وتتصارع الأفكار داخله بين ما تروجه الجماعة وما يلمسه من خير وطيبة فيهم، ويتشكك فى كل ما آمن به، ويفقد حياته برصاص جماعة الإرهابيين التى كان ينتمى إليها خلال محاولته للدفاع عن تلك الأسرة.
وهناك أيضاً فيلم "الشيطان الصغير" من إنتاج عام 1963 ، ومن إخراج كمال الشيخ، وبطولة كمال الشناوى وسميرة أحمد وصلاح منصور وحسن يوسف.
وتدور قصة الفيلم حول الطفل "عصام" الذى يختبيء فى سيارة لنقل الأثاث خلال لعبه "الاستغماية" مع أصدقائه، ولكنه يغفو وحين يستيقظ يكتشف أن سائق السيارة يحاول إخفاء آثار جريمة قتل ارتكبها بمساعدة "التباع"، فيأخذه السائق كرهينة، وعندما يحاول "التباع" مساعدة الطفل على الهارب يطلق عليه السائق الرصاص، وبعد يوم كامل من المطاردات تتوصل الشرطة لمكان الطفل ويعود لأسرته.