تواجه الدولة المصرية ، موجات عاتية من الإرهاب الفكري ، الذى يعتمد على تضليل الرأى العام ، وتشكيك المواطن فى مؤسسات دولته الوطنية؛ بغرض إفشال الداخل المصري، وهذا عبر إثارة الشائعات والأكاذيب، وتزييف الحقائق، وإرهاب فكرى لا يقل خطورة عن ذلك الذى يغتال البشر، بل هو أشد فتكا بمستقبل الأوطان؛ فهو يستهدف بشكل مباشر عقل الأمة والوعى الجمعى للشعوب، الأمر الذى يؤدى إلى اغتيال الأوطان وضياعها.
وقد اعتمدت التجربة المصرية فى مجابهة الإرهاب والفكر المتطرف منذ عام 2014، على ثلاث ركائز أساسية؛ أولا: المواجهة المسلحة للعناصر التكفيرية.
ثانيا، المواجهة الفكرية للتطرف.
ثالثا، البناء والتنمية، ونجحت بالفعل الإرادة المصرية فى تحقيق الهدف وطهرت أرض الوطن من فلول التطرف والإرهاب، وقطعت الطريق على جماعة الإخوان الإرهابية لنشر فكرها الهدام عبر المواجهة الفكرية، التى استندت على تجديد الخطاب الدينى، وتعزيز القوة الناعمة المصرية، ولكن ظل الفضاء الإكترونى فضاء مناسبًا لتلك الجماعة وغيرهم من المتربصين بهذا الوطن، كسبيل لاستخدام حروب الشائعات، والتشكيك فى محاولة بائسة للتسلل مجددًا للعقول المصرية، وقد انتبهت الدولة المصرية مبكرًا لمخاطر الشائعات، التى هى إحدى أدوات الأجيال المتطورة من الحروب.
وبالفعل كانت الإرادة السياسية عبر توجيهات القيادة السياسية للمؤسسات الدولة المعنية، أو حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المواطن بشأن هذه المخاطر بشفافية، ووضوح كامل؛ ما شكّل وعيًا جمعيًا قادر على تصدى الداخل المصري لمخاطر حروب الشائعات، والتشكيك والذهاب نحو بناء التماسك الداخلى قادر على مواجهة مخاطر الفتن التى تسعى لها الشائعات .
والعمل مبكرًا لمواجهة مخاطر الشائعات كأحد مهددات الأمن القومى المصرى، كان وسيظل حاضرًا لدى العقيدة المصرية المدافعة عن الوعى الجمعى المصرى، وهو أيضا ما نحتاج إلى تعزيزه فى الوقت الراهن؛ حفاظًا على وعى الوطن واستقراره.