الفوز الساحق الذي حققه دونالد ترامب فى الانتخابات الأمريكية 2024 والعائد للبيت الأبيض بولاية تاريخية ثانية، أثبت أنه الوجه الحقيقي لبلاد العم سام بوعوده الانتخابية، التي قضى أكثر من عامين فى إطلاقها خلال حملته الانتخابية دون مواربة أو تزييف أو ارتداءً للأقنعة، تلك الأقنعة التي تسببت فى السقوط المدوي للحزب الديمقراطي ومرشحته كامالا هاريس. أغرب تلك الوعود الانتخابية، التي ساقها ترامب خلال حملته الانتخابية، كانت عندما تعهد فى إحدى جولاته الانتخابية بعدم إساءة استخدام السلطة إذا عاد إلى البيت الأبيض، قائلا: «لن أكون ديكتاتورا باستثناء اليوم الأول»، الموافق 20 يناير المقبل، مؤكدا أنه سيتخذ فى هذا اليوم 41 قرارا استثنائيا، أهم تلك القرارات الاستثنائية التي وعد ترامب باتخاذها فورا جلوسه بالمكتب البيضاوي، هي الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين وإغلاق الحدود الأمريكية الجنوبية، فى واحدة من أكبر عملية ترحيل جماعي فى التاريخ، والغريب أن ترامب تعمد تكرار وعد الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين أكثر من 200 مرة خلال حملاته الانتخابية، وفقا لتحليل لصحيفة «واشنطن بوست»، التي أكدت أن الرئيس المنتخب سيكون أمامه عقبات قانونية فى سبيل تنفيذ وعده، أما هجوم «الكابيتول» الذي أعقب فوز بايدن فى انتخابات عام 2020، فيسعى ترامب إلى إطلاق سراح بعض المتورطين فى هذا الهجوم ليكون قرار العفو عنهم من أولى قراراته عقب جلوسه بمكتبه البيضاوي.
وفى وعد انتخابي آخر نال الكثير من الجدل داخل الأوساط الأمريكية، أكد ترامب أنه سيقيل المحقق الخاص جاك سميث، الذي أقام قضيتين فيدراليتين ضده، إحداهما تتهمه بالاحتفاظ بصورة غير قانونية بوثائق سرية فى منزله، وأخرى بالتخطيط لإلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسية عام 2020، وقال فى مقابلة «سأعزله فى غضون ثانيتين»، وسيكون أحد أول الأمور التي سيتم التعامل معها فى يومي الأول بالبيت الأبيض، الكثير من الوعود الانتخابية الاستثنائية التي ينتظرها العالم من الرئيس الجديد فى يومه الأول، منها أيضا منع المتحولات جنسيا من المشاركة فى الرياضة النسائية، وإلغاء أوامر تنفيذية قررها الرئيس السابق بايدن والخاصة بشراء الأسلحة والتعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي. أما أخطر تلك التعهدات التي أطلقها ترامب خلال جولاته، فكانت عندما أعلن نيته الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ 2017، وهي الاتفاقية التي وصفها ترامب بأنها أكبر عملية احتيال فى التاريخ، متعهدا بإطلاق العنان للقدرات الأمريكية فى التنقيب عن النفط، وهو ما سيكلف العالم أجمع المزيد من التلوث البيئي ويزيد من التغير المناخي بالكرة الأرضية.