استطاع الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن يحقق نجاحا ملحوظا في إدارته للمهرجان، وفي دورته الـ 45 كان حفل الافتتاح مميز للغاية، وأرتقى به في المحافل العالمية، وفي إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام، دارت ندوة خاصة للفنان حسين فهمي، التي قامت "دار المعارف" برصدها في السطور التالية...
الدورة الـ 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تم التركيز على القضية الفلسطينية.. ما السبب؟
الحرب تكون بين الجيوش والذي يحدث في فلسطين ولبنان ليست حربا وإنما عملية إبادة للشعوب لأنها قوة واحدة تقوم على هذه الشعوب واضطررنا أن نلغي الدورة السابقة وسبب لنا مشاكل كبيرة لأننا قد اتفقنا على أفلام كثيرة وتم حجز تذاكر الطيران ولجنة التحكيم تم الاعتذار لها وكل هذا سبب لنا خسائر دون شك وبدأنا لم الشمل مرة أخرى في الدورة ال 45، وكان من الضروري أن نبدأ الدورة بذكر شعبنا في فلسطين وجاءت عليه كارثة لبنان فكان من الضروري أن نذكرهم في البداية وتم افتتاح الدورة.
ما أبرز التحديات التي واجهتها في تنظيم الدورة الـ 45 للمهرجان؟
التحديات التي تواجه أي مهرجان هي تحديات مادية والمهرجان يحتاج إلى تمويل كبير جدا، الثقافة ليس لها مردود مادي، ومن يقدم منتجا ثقافيا لا ينتظر منه أي عائد مادي، والثقافة هي ملك الجميع وهذا شيء مكلف، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو تركيبة مميزة؛ لأنها خليط بين القطاع العام ممثل في وزارة الثقافة والقطاع الخاص ممثل في الممولين للمهرجان، وأرى أنه وضع مميز جدا لأن الدولة من الضروري أن تشارك في المهرجانات الثقافية.
وأعدت ترتيبا وتشكيل إدارة المهرجان وحاولت أن تكون الإيجابيات أكثر من السلبيات، أعتبر أن هذه الدورة ولادة جديدة للمهرجان بفكر مختلف وإدارة جديدة، وإظهار مهرجان القاهرة دائما بشكل عصري وحديث كانت هي المهمة الأولى لدينا فتم توسيع النطاق لكي ينضم شباب كثير إلينا، وجعلنا دور العرض لم تقتصر على وسط البلد واتجهنا إلى التجمع الخامس والسادس من أكتوبر وجاء إقبال واسع من الجمهور على السينمات والأفلام، والأفلام المرممة الموجودة في مسرح الهناجر كل التذاكر مبيعة يوميا.
كيف يحصل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على العروض العالمية الأولى؟
أرى أن المهرجان أصبح لديه الصفة الدولية بحيث أن المسئولون عن الأفلام يحافظوا على الفيلم لكي يتم عرضه في المهرجان عرضا أولي ولدينا هذه الدورة عشرة أفلام عرض أول وفيلم الافتتاح كان عرض أول، وفيلم "مين يصدق" للمخرجة الشابة زينة عبد الباقي انتظر سنة كاملة لكي يتم عرضه في المهرجان.
ما المعايير التي يتم على أساسها اختيار الأفلام القديمة للخضوع لعملية الترميم؟
بدأت فكرة ترميم الأفلام في الدورة ال 44، وكانت البداية بفيلمين مصريين من خلال المهرجان وتوليت مهمة ترميم فيلم يوميات نائب في الأرياف للمخرج توفيق صالح و فيلم أغنية على الممر للمخرج علي عبد الخالق وكان ذلك بعد وفاته وهو زميلي في معهد الفنون و معهد السينما. وأصبح مخرج كبير وتعاونا معاً في عدة أعمال، فجاءت لي الفكرة وقمت بالترميم، وفي هذا العام أصبحت عضو مجلس إدارة في الشركة القابضة لدور العرض و الأستوديوهات و الأفلام فوجدت في الشركة 1400 فيلم من ضمنهم أفلام رائعة، وأقنعت مجلس الإدارة بترميم هذه الأفلام وتم الاتفاق على ترميم 10 أفلام ، وتوليت مهمة اختيار الأفلام وبدأت ب "قصر الشوق" و "بداية ونهاية" و "السكرية" و"بين قصرين" و"حرم بركات" و "شيء من الخوف" ، وبالتالي بعد عملية الترميم سيتم الحفاظ على هذه الأفلام بالتقنيات الحديثة لأن التقنيات القديمة في صناعة الأفلام انتهت .
ما الفرق بين رئاستك للمهرجان في الدورة السابقة و الدورة الحالية؟
كنت الطالب الأكاديمي المحب للسينما و المتلهف للمهرجان و دور العرض و أصبحت اليوم رئيس مهرجان القاهرة السينمائي ولدى مسئولية كبيرة جدا تجاه كل من يحب السينما و طلبة الأكاديمية، وأجهز لهم بشكل مستمر عروض و تذاكر مخفضة، أيضاً فرق التكنولوجيا بين الزمن القديم للسينما و الزمن الحديث كان كبيرا جدا و كان من الضروري التغيير إلى الزمن الحديث ليواكب العصر الحالي.
هل واجهت تحديات خلال مناقشة القضية الفلسطينية في المهرجان؟
على مدى السنوات الماضية عندما كنت أذهب للمهرجانات الدولية مثل مهرجان كان و مهرجان برلين و فينيسيا وغيرها، المهرجان تحول إلى سياسة مثلا في أوكرانيا وزيرة الثقافة الألمانية ألقت خطبة في الافتتاح عن ما الذي يحدث في أوكرانيا، أصبح المهرجان قاعة محكمة بها متهم و مجني عليه وتحولت المهرجانات الثقافية إلى منصات سياسية، وإن كان لديهم قضية نحن لدينا القضية الفلسطينية ولابد من عرضها وهذا من ضمن حقوقي أن أتحدث في أي قضية و لابد من عدم الخوف ومن الخطأ أن نعيش دائما في رد الفعل وليكن ما يكون .
ما سبب اختيار فيلم أحلام عابرة لفيلم الافتتاح؟
وجدت الفيلم مناسب جداً للموقف المتخذ في القضية الفلسطينية وتحدثت مع المخرج رشيد مشهراوي منذ 6 أشهر لكي يتم عرضه في افتتاح المهرجان وقَبل أن يكون العرض الأول له في المهرجان وأنا سعدت بذلك القرار منه.
ما طموحات المهرجان لهذه الدورة والدورات التالية؟
المهرجانات الجديدة لديها دعم مادي يقويها ونحاول التغلب على الماديات بتقديم مهرجان القاهرة السينمائي بشكل جيد و يوجد فيه أعمال مميزة و المسألة ليست أموال فقط ، وأرى أن مهرجان القاهرة لابد أن يستمر بقوة ويستقطب الشباب لأن روح المكان شابة وكل المتعاونين معي في المهرجان روحهم شابة مهما كان عمرهم، أيضا وجود الشباب مهم جدا لأخذ رأيهم لكي نتماشى مع العصر الحالي لأنهم يرون أشياء جديدة كنت لا أراها و تمت مراعتها داخل المهرجان .
ما الثوابت التي لا يمكن أن تتغير في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ؟
بالطبع لدينا ثوابت قومية و ثوابت تجاه الوطن و الأعراف و التقاليد ، رئيس المهرجان يضفي عليه ،و بالنسبة لي أتدخل في كل شيء داخل المهرجان؛ لأني مديره ومسئول عنه لأني لا أريد الخروج عن رؤيتي للمهرجان و أحاول أن جميع المتعاونين معي يرون نفس الرؤية لأن النجاح لا يأتي إلا عندما يكون لدينا نفس النظرة ونجتمع عليها لأن هذا هو الهدف المراد تحقيقه و الهدف هو أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يستمر ويكون بصورة أكبر في كل دورة له لأنه من الفئة الأولى مثل مهرجان كان ومهرجان فينيسا فمن الضروري استمرار المهرجان بقوته و في أحسن حال .
ماذا عن معايير اختيار الأفلام و مشاركة الدول الجديدة في المهرجان ؟
يأتي لنا عروض مختلفة من منتجين الأفلام وبالإضافة إلى حديثنا للمنتجين عن أفلام مميزة لهم، ليتم عرضها داخل المهرجان ، ولكن أهم الأسباب للاختيار هي جودة الفيلم وقيمته الفنية للحفاظ على المستوى الفني للمهرجان .
*هل من الممكن وجود أفلام مكونة من تقنية الذكاء الإصطناعي في الدورات المقبلة ؟
لابد من وجود فيلم سينما حقيقي ليتم قبوله داخل المهرجان والأفلام المصنعة من تقنية الذكاء الإصطناعي مرفوضة رفض تام ، لأني أبحث على القيمة الفنية داخل الفيلم و أن تكون قيمة راقية أفخر بتقديمها للمشاهد .
كيف تقوم بتنظيم وقتك في إدارة المهرجان ؟
اعتدت في حياتي العملية أعمل في تحدي ، أتحدى نفسي في قيامي بدور ، أتحدى زملائي في العمل معي لأن هذه هي طبيعة عملي والتحدي دائما في هذه المهنة هو النجاح ، في أول حياتي كنت اريد أن أكون مخرج ناجح ثم ممثل ناجح و الآن أصبحت رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي و أريد نجاح المهرجان لأن النجاح هو تحدي جميع الظروف و لا أحب وجود خطة بديلة هي خطة واحدة و أي شيء يعيق طريقي للنجاح أزيله من أمامي ، و أعتبر إدارتي للمهرجان كإنتاج مسرحية ومساعدي من أكبر مديري الإنتاج لكي أقدم منتج و يكون له كسب مردود وليس مادي إنما هو معنوي .
هل تنظيم المهرجان يؤثر على حسين فهمي كممثل ؟
بالطبع ، لأن عملي كممثل متوقف حالياً حتى انتهاء المهرجان وفور انتهائي منه سأبدأ في تصوير مسلسل جديد و هذه طبيعة عملنا ننتهي من مشروع ونأخذ فترة الخروج من الشخصية وندخل في مشروع آخر و شخصية أخرى ، وبالنسبة لي المهرجان هو مشروع ولابد أن ينجح .
ما النصائح التي تقدمها لرئيس المهرجان التالي؟
الحفاظ على المستوى الذي وصلنا إليه والمستوى الذي يليق بالمهرجان، ويضيف إلى المهرجان بدون تغيير المبدأ لأنه تضييع وقت ليس أكثر.