في مارس عام 1935 قرر عبد الرحمن بك كاسب ناظر مدرسة فؤاد الأول تكوين منتخب كرة قدم من جميع فئات المدرسة، ليتنافسوا في دوري المدارس الذي يتم سنوياً برعاية الملك "أحمد فؤاد الأول".
في السطور التالية نكشف النقاب عن "شخصيات رياضية لها تاريخ" في ملاعبنا الكروية المصرية ونستعرض شخصية حققت إنجازات لن ينساها التاريخ
أول طريق المجد.
ولعبت مدرسة فؤاد الأول مباراتها الأولى ضد المدرسة السعيدية على ملعب الأمير فاروق "التتش حالياً" بالنادي الأهلي تحت أنظار مسؤلين النادي الأهلي، داود بك راتب أمين صندوق النادي ومختار التتش القائد التاريخي للفريق، والذين أعجبوا بمهارات لاعب صغير السن في فريق منتخب مدرسة فؤاد الأول، يدعى عبدالكريم عزت صقر.
بعد الاستفسار عنه عرف "التتش" أنه ابن عم أسطورة الأهلي و منتخب مصر ممدوح مختار صقر والذي فقد ساقه بسبب هدفه في مرمى فريق يونان، فقرر داود بك راتب بالتعاقد مع الطفل عبدالكريم صقر صاحب الـ14 عام لينضم للنادي الأهلي، وهو القرار الذي تفاجأ به صقر ورفاقه.
يقول عبدالكريم صقر: " في مباراتي الأولى مع النادي الأهلي لم أصدق أنني بالفعل أصبحت لاعباً في النادي الكبير، حتى أنني فقدت بديهيات الكرة ولم أكن أعرف كيف أسدد وأصوب، وهتفت الجماهير ضد وسبوني، وبين الشوطين قررت الرحيل عن النادي وعدم لعب كرة القدم مرة أخرى ولكن مختار التتش قام بتهدئتي وأقنعني باستكمال المباراة، وقبل النهاية سجلت هدفاً، وتحولت كل الهتافات المسيئة إلى تشجيع واحتفال، وبعد المباراة حملوني على الأعناق، في مشهد كنت دائماً أحلم به قبل النوم.
تألق صقر أمام هتلر
وبعد تألقه مع النادي الأهلي انضم عبدالكريم صقر لبعثة منتخب مصر، بقيادة المدير الفني الإنجليزي مستر بوث، والتي خاضت منافسات أولمبياد برلين 1936، وسجل صقر هدف مصر الوحيد في الدورة ضد منتخب النمسا، تحت أنظار رئيس ألمانيا أدولف هتلر والذي حضر المباراة من المدرجات.
قرار ملكي وصفقة القرن
في عام 1939 أمر محمد حيدر باشا وزير الحربية المصرية ورئيس نادي المختلط آنذاك، بانتقال اللاعب عبد الكريم صقر من النادي الأهلي لنادي المختلط "الزمالك"، مقابل 50جنيه في صفقة هزت الوسط الرياضي وسميت بعد ذلك بصفقة القرن، بعدما أعجب الملك فاروق المعروف بانتماءه لنادي الزمالك باللاعب.
سداسية تاريخية أمام الملك
في مطلع عام 1941، جمعت مباراة بين نادي المختلط " الزمالك حالياً" والنادي الأهلي على ملعب نادي المختلط، في دوري منطقة القاهرة، وفاز الأبيض فيها بسداسية تاريخية تألق فيها عبدالكريم صقر بتسجيله هدفين، وبعدها بثلاثة أعوام تكرر المشهد مرة أخرى ولكن هذه المرة تحت أنظار الملك في نهائي كأس مصر، وسجل صقر هدف المختلط السادس، ليكتب تاريخاً عظيماً ويصبح الهداف التاريخي لأعرق ديربي عربي.
الصديق قبل الطريق
بعد نهاية مشوار منتخب مصر في أولمبياد لندن 1948، تلقى عبدالكريم صقر وصديقه محمد الجندي دعوة للاختبار في نادي هيدرسفيلد الإنجليزي، ونجح صقر في الاختبار وتلقى عرضاً رسمياً بقيمة 45 ألف جنيه إسترليني، ولكنه رفض بسبب تعلقه الشديد بصديق عمره محمد الجندي والذي لم يتم الإقتناع به من قبل النادي الإنجليزي، فقرر العوده للقاهرة إلى جانب صديقه تاركاً خلفه المال والأحلام.
نهاية أسطورة
ظل عبد الكريم صقر بالقلعة البيضاء عدة سنوات وعاد مرة أخرى للأهلي قبل أن يعلن اعتزاله، في مباراة جمعت بين النادي الأهلي وفريق ستوريا فيينا النمساوي، ليترك خلفه تاريخاً كبيراً وأرقاماً قياسيه.