الحماية الاجتماعية في مصر و تحسين جودة الحياة

الحماية الاجتماعية في مصر  و تحسين جودة الحياةد. يحيى هاشم

الرأى20-11-2024 | 08:25

تعد برامج الحماية الاجتماعية أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها الدول لضمان استقرار المجتمعات وتوفير حياة كريمة لمواطنيها و في مصر تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا لتعزيز هذه البرامج باعتبارها جزءًا من رؤية مصر 2030 التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. الحماية الاجتماعية هي مجموعة من السياسات والبرامج التي تهدف إلى دعم الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع وحمايتهم من الفقر والتهميش والازمات الاقتصادية حيث تشمل هذه البرامج تقديم المساعدات المالية والعينية و توفير الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة وضمان فرص العمل و تحسين مستوى المعيشة. تواجه مصر العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على جودة الحياة مثل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة ولذا تأتي برامج الحماية الاجتماعية كوسيلة للتخفيف من هذه الأعباء وتحقيق الاستقرار الاجتماعي. و من خلال هذه البرامج تسعى الدولة إلى مكافحة الفقر بتقديم الدعم المالي للأسر الفقيرة لضمان توفير احتياجاتهم الأساسية. بالاضافة الى تحسين جودة الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية مع تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال تقليل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. تنفذ مصر مجموعة متنوعة من البرامج التي تستهدف تحسين حياة المواطنين ومن أبرزها برنامج “تكافل وكرامة” الذي يقدم مساعدات مالية للأسر الأكثر فقرًا وكبار السن وذوي الإعاقة ويشترط على المستفيدين التزام أبنائهم بالتعليم والرعاية الصحية.     و كذلك مبادرة “حياة كريمة” التي تهدف إلى تطوير القرى الأكثر احتياجًا من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير خدمات صحية وتعليمية متكاملة.    كما ان هناك دور مهم  لبرامج دعم السلع التموينية التي تضمن وصول السلع الغذائية الأساسية بأسعار مدعومة للفئات المستحقة.    و دور التأمين الصحي الشامل الذي يهدف إلى توفير رعاية صحية متكاملة لكل المصريين فقد ساهمت هذه البرامج في تحسين ظروف المعيشة لملايين المصريين فعلى سبيل المثال أدى برنامج “حياة كريمة” إلى تغيير حياة سكان القرى النائية من خلال إدخال المياه النظيفة و بناء مدارس جديدةوتحسين الخدمات الصحية كما ساعد “تكافل وكرامة” في دعم الأسر التي تعاني من الفقر المدقع مما قلل من معدلات التسرب من التعليم وزاد من الاستفادة من الخدمات الصحية. و على الرغم من النجاح الكبير تواجه برامج الحماية الاجتماعية في مصر بعض التحديات فمنها    محدودية الموارد المالية إذ يتطلب توسيع البرامج استثمارات ضخمة.    كذلك الوصول إلى جميع المستحقين خاصة في المناطق النائية.    مع تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان أن يصل الدعم لمن يستحقه بالفعل. و للتغلب على هذه التحديات، يمكن زيادة كفاءة الإنفاق من خلال تحسين آليات الرقابة وتطوير أنظمة المعلومات. و الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الموارد وتقديم خدمات أفضل بالاضافة الى استخدام التكنولوجيا لتحديد المستحقين بدقة وضمان وصول الدعم إليهم. و لا يمكن ان نغفل زيادة الوعي المجتمعي و ارتباطه الوثيق بأهمية الحماية الاجتماعية ودورها في تحقيق التنمية. إن مستقبل الحماية الاجتماعية في مصر يبدو مشرقًا خاصة مع الدعم الحكومي الكبير والإرادة السياسية لتوسيع نطاقها ومع التركيز على تحقيق تنمية مستدامة وشاملة ستظل هذه البرامج مظلة أمان أساسية لتحسين جودة حياة جميع المواطنين. و تظل الحماية الاجتماعية ليست مجرد برامج حكومية بل هي انعكاس لقيم التكافل والعدالة التي يسعى أي مجتمع لتحقيقها لضمان حياة كريمة ومستقبل أفضل للجميع و تحسين جودة الحياة لكل المصريين و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين.
أضف تعليق