يعتبر سرطان البنكرياس المتقدم من أكثر أنواع السرطان شراسة وصعوبة في العلاج. فمعدلات البقاء على قيد الحياة عند المصابين به منخفضة، كما أن اكتشاف الورم في مراحله المبكرة يعد أمرًا صعبًا، إذ لا يظهر في التصوير الإشعاعي إلا بعد انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم. إضافة إلى ذلك، يعد الورم مقاومًا لمعظم أدوية السرطان المتوفرة، مما يزيد من صعوبة علاجه.
وفى هذا السياق كشفت نتائج تجربة سريرية أجرتها جامعة آيوا الأمريكية، فاعلية حقن فيتامين “c” بجرعات عالية عن طريق الوريد لمرضى سرطان البنكرياس أثناء العلاج الكيميائي.
وأشارت نتائج الدراسة العشوائية من المرحلة الثانية، إلى أن إضافة جرعة عالية من فيتامين “c” عبر الوريد إلى العلاج الكيميائي ساعدت في مضاعفة معدل بقاء المرضى المصابين ب سرطان البنكرياس النقيلي (أي الورم الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والكبد وتجويف البطن) من 8 أشهر إلى 16 شهراً.
خلال الدراسة، تم تقسيم 34 مريضًا مصابًا ب سرطان البنكرياس النقيلي في المرحلة الرابعة عشوائيًا لتلقي إما العلاج الكيميائي التقليدي، أو العلاج الكيميائي مع الحقن بجرعات عالية من فيتامين “c”.
وأوضحت نتائج الدراسة، أن متوسط مدة بقاء المرضى الذين تلقوا العلاج الكيميائي مع فيتامين “c” كان 16 شهراً، مقارنة بـ 8 أشهر للمرضى الذين تلقوا العلاج الكيميائي فقط. كما تم تمديد فترة البقاء دون تطور المرض من 4 أشهر إلى 6 أشهر لدى المجموعة التي تلقت فيتامين “c”. وتعتبر هذه النتائج تقدمًا كبيرًا في استخدام جرعات عالية من فيتامين “c” عبر الوريد لعلاج مرضى سرطان البنكرياس، وقد استمرت جامعة آيوا في دراسة فوائد هذا العلاج لمرضى السرطان على مدار نحو 20 عامًا.
ويقول كولين، عضو مركز علاج السرطان بجامعة آيوا: “واجهنا العديد من الصعوبات والانتكاسات، لكن هذه النتائج تُعد تتويجاً لجهود كبيرة بذلها الكثير من الأشخاص. إنها خطوة إيجابية للمرضى ولجامعة آيوا”.