كانت ابنتي مشغولة بهاتفها بينما كنت أناديها وهي لا تسمعني اقتربت منها بهدوء لأجدها تتابع أحد مقاطع الفيديو للفنانة هند عبد الحليم، تتحدث فيه عن إصابتها بشلل في المعدة نتيجة أحد الحقن التي تستخدم في علاج مرض السكر والتخسيس المتداولة في الفترة الأخيرة، وراحت تروي كيف احتجزت في المستشفى أكثر من أسبوعين وهي تعاني، وتحذر من مخاطر اللجوء لهذا الأسلوب في إنقاص الوزن.
بالصدفة وخلال متابعتي للمقطع المصور مع ابنتي، وجدت إعلان تلفزيوني لوزارة الصحة يحذر أيضا من نفس الحقن التي يفترض في الأصل أنها تعالج مرض السكر، وتكرر الإعلان عدة مرات في أوقات متقاربة، ما يعني أن خطر هذا الأسلوب بات متزايدا.
وعلى الفور تحدثت مع الدكتور مصطفى البحيري استشاري التغذية العلاجية والسمنة، وأكد أن حقن السكر بالفعل أصبحت تستخدم بشكل متزايد في مجال إنقاص الوزن، حيث تعمل على تنظيم مستوى السكر في الدم، مما يساعد على الشعور بالشبع وتقليل الشهية، وبالتالي، يمكن أن تساهم في فقدان الوزن، ولكنها على صعيد آخر لها أضرار.
وتابع: على الرغم من فعالية تلك الحقن في إنقاص الوزن إلا أنها تتسبب في المخاطر والأضرار المحتملة، منها الغثيان واضطرابات في الجهاز الهضمي والتي تشمل الإمساك والإسهال وفقدان الشهية والدوار والصداع، وأحيانا تحدث العديد من المضاعفات الخطيرة مثل حدوث انخفاض حاد في سكر الدم، والذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
والتهاب البنكرياس احد مضاعفات حقن إنقاص الوزن، حسبما أكد استشاري التغذية حيث تسبب آلام شديدة في البطن، كما تسبب مشاكل في الكلى، وقد تتطلب غسيل الكلى في حالات نادرة، وحدوث مشاكل في المرارة مثل تكون الحصوات، و أضرار عصبية في حالات نادرة جداً، وهناك خطر آخر الجسم يصبح معتمدًا على الدواء، مما يجعل التوقف عنه صعبًا.
ولفت د. البحيري إلى أن تلك الحقن لا تناسب جميع الأشخاص، خاصة الذين يعانون من أمراض معينة أو لديهم حساسية تجاه مكوناتها، ويجب ألا نتناول تلك الحقن بدون استشارة الطبيب المختص لأنها من ضمن الأدوية التي يحذر استخدامها بدون استشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية وتحديد ما إذا كانت هذه الأدوية مناسبة له أم لا.
كما أن التغذية السليمة والنشاط البدني هما المفتاح الحقيقي لإنقاص الوزن، حيث يجب تناول التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني والرياضة بانتظام جنبًا، لتحقيق أفضل النتائج والحفاظ على الوزن المثالي على المدى الطويل، لأن الأدوية ليست حلاً سحرياً لإنقاص الوزن، بل هي جزء من خطة علاجية شاملة.
وفي السياق ذاته، تحدثت مع الدكتور محمد راضي، أستاذ السكر والغدد الصماء، أن أدوية السكر والتي تشمل الحقن تحتوي على مادة تعمل على زيادة إنتاج الأنسولين وتقلل من هرمون جلوكاجون، وعندما يزيد الأنسولين يتم خفض السكر في الدم، فيسبب إنقاص الوزن.
وتابع: السمنة من ضمن مضاعفتها الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وهنا تظهر فوائد حقن التخسيس، فهي تنقص الوزن وتنظم السكر، وتساعد على خفض مستوى السكر لديهم ويعتبر هذا هو السبب الذي أدى الي ازدياد استخدام تلك الحقن في إنقاص الوزن، فهي تساعد على القضاء على السمنة التي تسبب مرض السكري بمرور الوقت.
وهناك موانع لاستخدام حقن السكر منها أنها ممنوعة على مرضى القلب أو من لديه تاريخ وراثي بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية، لأن تلك العقاقير إذا تناولها من لديه مشاكل في الغدة الدرقية من الممكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بأورام الغدة.
ووجه الدكتور محمد راضي بضرورة عدم استخدام عقاقير السكر وبالأخص الحقن الا بعد إشراف طبي وأن تكون السمنة بالفعل مسببه أمراض واضحة مثل مرض السكري من النوع الثاني.