قررت الصين و البرازيل رفع مستوى العلاقات الثنائية والتعاون بينهما إلى مجتمع مصير مشترك صيني - برازيلي من أجل عالم أكثر عدلا وكوكب أكثر استدامة .
جاء ذلك خلال اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عقب حضوره القمة الـ19 لمجموعة الـ20 في ريو دي جانيرو ب البرازيل ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" اليوم الخميس .
وقال شي "إن العلاقات الصينية - البرازيلية في أفضل مراحلها في التاريخ، مشيرا إلى أن البلدين قررتا إقامة تضافر بين مبادرة الحزام والطريق واستراتيجيات التنمية البرازيلية"، مشيدا بقرار رفع مستوى العلاقات ومواءمة استراتيجيات التنمية في البلدين، باعتباره لحظة تاريخية أخرى في تنمية العلاقات الثنائية، ما يظهر الطبيعة العالمية والاستراتيجية وطويلة الأمد للعلاقات بين البلدين، ويلبي تطلعات الشعبين، ويمنح الزخم والدعم للتحديث ويظهر عزمهما على الدفاع المشترك عن النزاهة والعدالة الدوليتين وتعزيز التنمية المشتركة للعالم .
وحث الرئيس الصيني البلدين على تعزيز التبادلات الثقافة والتعليم والشباب، مشددا على ضرورة تعميق تضافر استراتيجيات التنمية، ودعا إلى اغتنام فرصة تضافر مبادرة الحزام والطريق مع استراتيجيات التنمية البرازيلية، وتعميق التعاون في مجالات رئيسية مثل الاقتصاد والتجارة والبنية التحتية والمالية والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الفضاء والعلوم والتكنولوجيا الزراعية والطاقة النظيفة.
كما أكد على أهمية إبراز قوة الصين و البرازيل في إرساء السلام والعدالة عالميا، قائلا إن الصين مستعدة لتعزيز الاتصالات والتنسيق مع البرازيل في الأمم المتحدة والبريكس وغيرها من الآليات متعددة الأطراف، وجعل صوت البريكس أعلى في تدعيم التعددية وتحسين الحوكمة العالمية.
وأشار إلى استعداد الصين لدعم البرازيل في استضافة الدورة الـ30 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مضيفا أنه انضم قبل 10 أعوام إلى قادة أمريكا اللاتينية والكاريبي في الإعلان عن إنشاء منتدى الصين- سيلاك، الذي قاد العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية والكاريبي إلى عصر جديد يتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة والابتكار والانفتاح والمنفعة للشعوب .
وحول القضايا العالمية، أشار إلى أن الصين و البرازيل أصدرتا "توافقا من 6 نقاط" بشأن التسوية السياسية لأزمة أوكرانيا وأطلقتا مجموعة "أصدقاء السلام" مع الدول المعنية في الجنوب العالمي بشان أزمة أوكرانيا، داعيا لحشد المزيد من الأصوات الملتزمة بالسلام ، لتمهيد الطريق أمام التوصل إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، كما أعرب عن قلقه إزاء التوسع المستمر للصراع في غزة، ودعا إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في وقت مبكر، وتنفيذ حل الدولتين، وبذل جهود دؤوبة من أجل تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
من جانبه، قال لولا إن البرازيل و الصين صديقان جيدان يحترمان بعضهما البعض، واصفا الصين بالشريكة الاستراتيجية الأكثر أهمية للبرازيل، لافتا إلى أنه يتعين على مجموعات العمل من الجانبين تسريع المناقشات وتدعيم التعاون في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والتمويل وسلاسل الصناعة والعلوم والتكنولوجيا والحماية الإيكولوجية، ومرحبا بالمزيد من الشركات الصينية للاستثمار وإجراء التعاون في البرازيل .
وأوضح لولا أن تعزيز تضافر استراتيجيات التنمية بين البرازيل و الصين سيسهم بشكل كبير في عملية إعادة التصنيع في البرازيل، وسيعزز تكامل أمريكا الجنوبية، وسيقدم نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين البلدان النامية .
وأشار إلى أن البرازيل تعارض "الحرب الباردة الجديدة"، وتدافع عن بناء عالم متعدد الأقطاب وشراكة عالمية تقوم على المساواة والاحترام المتبادل،و أنه يقدر دعم الصين القوي للبرازيل في تولي رئاسة مجموعة الـ20 ، وأوضح أن البرازيل و الصين تتمتعان بموقف متسق للغاية بشأن القضايا الرئيسية مثل التنمية والأمن الدوليين، وأن البلدين سيواصلان تعزيز الاتصال والتنسيق ضمن الأمم المتحدة ومجموعة الـ20 والبريكس وغيرها من الآليات متعددة الأطراف، والدفاع عن إصلاح نظام الحوكمة العالمي بشكل مشترك، وبناء نظام دولي أكثر عدلا وديمقراطية ومساواة واستدامة، وتعزيز حلول سلمية ودبلوماسية للقضايا الساخنة.