إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: آكلو الفول بدون تدميس!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: آكلو الفول بدون تدميس!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: آكلو الفول بدون تدميس!

*سلايد رئيسى18-12-2018 | 19:20

 الإخوان أصيبوا بالجنون.. وليس مستبعدًا أن ترى أعضاء الجماعة وقد ارتدى كل منهم نصف بنطلون "بيجامة".. وأطلق شعر رأسه وذقنه وراح يهيم على وجهه فى الشوارع ينظم حركة المرور (!!!)

على امتداد خمس سنوات ومنذ سقوط إمبراطورية الإخوان والجماعة تخطط وتفكر وتدبر وتعمل من أجل إشعال ثورة فى مصر.

الثورة اشتعلت لكن ليست فى مصر وإنما فى فرنسا!

فرنسا.. فرنسا.. المهم أن تنتقل إلى مصر بأى ثمن وبأى طريقة.. وهو ما لم يحدث أيضا.. الثورة اندلعت فى فرنسا وأصابت عدواها دولا أخرى مثل بلجيكا وهولندا.. والخوف أن تنتقل العدوى إلى كل دول أوروبا.. أما مصر فهى آمنة ومستقرة وبعيدة كل البُعد عن كل هذه الاضطرابات والفوضى.

حتى الأسباب.. من المفترض أن تؤدى إلى اشتعال الثورة فى مصر وليس فرنسا.. لكنها اشتعلت فى فرنسا وبقيت مصر آمنة مطمئنة!

فى فرنسا زاد سعر المحروقات زيادة طفيفة.. سعر الديزل على وجه التحديد ليس فقط من أجل الإصلاح الاقتصادى وإنما بهدف تقليل استخدام الديزل حفاظا على البيئة.. ومن أجل ذلك قامت الدنيا فى فرنسا ولم تقعد.. أما فى مصر فقد زاد سعر المحروقات مرة واثنين وثلاثة وترتب على ذلك اتباع سياسة رفع الدعم عن الوقود وزيادة فى كل أسعار السلع الأخرى..

ومع ذلك لم تشهد مصر أى ثورة.. وظلت شوارعها وميادينها آمنة مطمئنة!

ثم بالله عليك من المفترض أن يثور الشعب الفرنسى الذى يأكل الجاتوه والكورواسون ويشرب القهوة باللبن أم الشعب المصرى الذى يعيش على الفول والطعمية ويحلى بكوب الشاى؟!

ما هذا الحظ الأسود؟.. ما هذا الحظ الهباب؟!.. ماذا جرى للمصريين لماذا لا يثورون؟.. لماذا لا يسقطون النظام؟.. لماذا لا يطالبون برحيل الرئيس السيسى كما طالب أصحاب السترات الصفراء برحيل الرئيس ماكرون؟!

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بالنسبة للإخوان.. لا يتوقف الأمر عند هذه التساؤلات التى تفوح منها رائحة شياط الأعصاب.. لكن الحقيقة أن الإخوان – من خلال قنواتهم الإخوانية – بدأوا يسبون الشعب المصرى ويوجهون له الإهانات ويتهموه بالبلادة.. كل ذلك لأن الثورة قامت فى فرنسا ولم تقم فى مصر.. لأن شوارع باريس احترقت ودمرت وغرقت فى الفوضى بينما ظلت شوارع القاهرة آمنة مستقرة.

وليس فى ذلك كله ما يدعو إلى الحيرة والتناقض وإنما هو الغباء.. الغباء الذى يسيطر على عقول الإخوان حتى أنهم أصبحوا يعشقون الغباء تماما كما يعشقهم الغباء (!!!)

وبسبب هذه العلاقة الشرعية بين الإخوان وبين الغباء.. لا يريد الإخوان أن يفهموا.. ويصعب عليهم أن يفهموا..

لا يريد الإخوان أن يفهموا ويصعب عليهم أن يفهموا أن الأمن والأمان أصبح عند المصريين أهم ألف مرة من الأسعار المرتفعة.. خاصة بعد الأحداث التى عاشوها فى أعقاب 25 يناير.

ولا يريد الإخوان أن يفهموا ويصعب عليهم أن يفهموا أن الشعب المصرى لن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى إلى كرسى السلطة.. فالمصريون يطيقون العمى ولا يطيقون الإخوان.. لأنهم خانوا مصر وخدعوا الشعب المصرى.. خانوا مصر عندما فتحوا أبوابها للإرهابيين واشتركوا معهم فى عمليات القتل والتفجير.. وخدعوا الشعب المصرى عندما استطاعوا إقناع المصريين أنهم "ناس طيبة بتوع ربنا" ثم تبين أن كل هدفهم هو الوصول إلى حُكم البلاد لتسليمها بعد ذلك إلى الخليفة المنتظر!

لا يريد الإخوان أن يفهموا ويصعب عليهم أن يفهموا أن المصريين مهما بلغت معاناتهم بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار لكنهم بشكل أو بآخر يثقون بالرئيس السيسى ويصدقوه ويحفظون له جميل أنه خلصهم من الإخوان!

وبعد ذلك كله لا يريد الإخوان أن يفهموا ويصعب عليهم أن يفهموا أن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن انقلابًا وإنما كان ثورة شعبية أظنها كانت الأكبر على امتداد تاريخ البشرية!

يزعم الإخوان أن صور ملايين المصريين الذين خرجوا يوم 30 يونيو يهتفون بسقوط الإخوان وبُحكم المرشد.. ليس أكثر من "فوتوشوب" من اختراع مخرجى السينما المصريين.. والحقيقة أن الذى ينكر حجم هذه المظاهرات واحد من اثنين، إما أنه إخوانى أو أنه كائن يأكل الفول المدمس.. نيِّئًا بدون طهى وبدون تدميس.. وليس هناك فى الواقع فارق كبير بين الإثنين.. الإخوان وآكلى الفول المدمس بدون تدميس (!!!)

وبعد ذلك كله وربما قبله فإن مظاهرات فرنسا التى يعتبرها الإخوان نذير شؤم على مصر والنظام المصرى.. ومؤشر على قرب تفجر الثورة فى مصر.. هذه المظاهرات حجة على الإخوان ودليل على زيف قضيتهم.. كيف؟!

المعروف أن فرنسا واحدة من كبرى الديمقراطيات فى العالم.. أحزاب سياسية ومؤسسات تشريعية وانتخابات حُرة على جميع المستويات من أول رئيس الجمهورية إلى المحليات الصغيرة.

وليس غريبًا أن تملك دولة بهذه المواصفات كل الوسائل الدستورية والقانونية التى تسمح بالاعتراض على سياسات الحكومة وسياسات الرئيس.. بل وعزله.. باختصار فإن فرنسا وأخواتها من البلاد العريقة فى ممارسة الديمقراطية.. من جاء فيها بالصندوق يمكن أن يذهب بالصندوق!.. ورغم ذلك لم ينتظر الشعب الفرنسى الاحتكام للصندوق.. لم نسمع أحدًا يقول كما يقول الإخوان.. اتركوه يكمل مدته الرئاسية ثم اختاروا غيره بعد ذلك بالصندوق.

الديمقراطية وسيلة وليست هدفًا والشعوب لا تعبد الصناديق وتتعامل معها كأنها أبقار مقدسة.. الشعوب لها إرادة ولها كامل الحرية فى التعبير عن هذه الإرادة.

وعندما اندلعت ثورة 30 يونيو لم يخطئ الشعب المصرى لأنه لم يصبر على الرئيس الذى جاء بالانتخاب.. لم يخطئ الشعب المصرى لأنه لم يسمح باستكمال سنوات الرئاسة.. الشعب المصرى أراد.. فلابد أن يستجيب القدر ولابد أن يستجيب الجيش.. وليس عيبا أن ينحاز الجيش إلى الشعب وينفذ إرادته.

ولأن الإخوان يربطهم بالغباء رباط أبدى.. كالزواج الكاثوليكى.. لا طلاق فيه.. فإنهم لا يتوقفون عن الكذب بطريقة مكشوفة ومفضوحة ومتناقضة.

يقول الإخوان إنه حتى مع افتراض أن الشعب المصرى قام بثورة  30 يونيو فإنه لم يكن يستهدف إقصاء الرئيس المنتخب مرسى وإسقاطه ولكنه فقط كان يريد إجراء انتخابات مبكرة.. يا سلام  (!!!) ولماذا يا أذكى أشقائكم طالب المصريون بانتخابات مبكرة.. لكى ينتخبوا الرئيس مرسى مرة أخرى!!.. أم ليؤكدوا انتخابه!!.. أم أن الانتخابات الرئاسية أعجبتهم فقرروا إعادتها والفرجة عليها!!.. كما تعاد الأهداف فى مباريات الكرة لكى يشاهدها المتفرجون؟!

أيها الإخوان الكاذبون.. الشعب المصرى قام بثورة 30 يونيو وطالب بانتخابات مبكرة لإسقاط مرسى والتخلص من حُكم الإخوان!

ويقول الإخوان إن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما اتصل بالرئيس المعزول مرسى قبل أحداث 30 يونيو ودار بينهما حديث طويل.. ويضيف الإخوان الكاذبون ولا أعرف كيف سمعوا تفاصيل المكالمة.. أن الرئيس أوباما قال لمرسى: الديمقراطية لا تعنى الصندوق فقط.. والمعنى أن الرئيس المنتخب الذى جاء بالصندوق لابد أن يستجيب لمطالب الشعب وإرادته.

لكن الرئيس مرسى لم يعجبه كلام أوباما فقال له بحدة: مستر بريزيدنت.. المكالمة انتهت (!!!)

يا ولد (!!!)

هكذا أعطى الرئيس الإخوانى لرئيس أمريكا درسا فى الأخلاق وفى السياسة.. وفى الأدب!

ويزعم الإخوان أن وزير الدفاع الأمريكى "هيجل" فى عهد إدارة أوباما كان على علاقة وثيقة بالمشير السيسى وزير الدفاع فى ذلك الوقت.. وأن الوزير الأمريكى قال للمشير السيسى.. ولا أعرف أيضا كيف سمع الإخوان تفاصيل المكالمة.. افعل ما تريد.. المهم أن يتم إخراج الأمر كأنه ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا..

وأضاف.. أمريكا لا يهمها إلا الصندوق!

لو أن الرواية الإخوانية صحيحة، فلماذا توقفت المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر فى أعقاب 30 يونيو؟.. ثم إن هناك تناقضًا واضحًا وفاضحًا بين الروايتين.. رواية مكالمة أوباما.. ورواية مكالمة وزير دفاعه.

أوباما يقول الديمقراطية لا تعنى الصندوق فقط.. وهيجل وزير دفاعه يقول لا يهمنا إلا الصندوق.. فأى الروايتين تصدق أيها الإخوان الكاذبون.. يا آكلى الفول بدون تدميس؟!

ثم هل نسيتم مغامرات الست آن باترسون السفيرة الأمريكية فى مصر أيام الإخوان.. هل نسيتم تحركاتها المسعورة لإعادة الرئيس مرسى وإعادة الإخوان للمشهد السياسى فى مصر.

أيها الإخوان.. الذين اختشوا ماتوا.

أيها الإخوان الثورة التى تحلمون بها لن تتحقق.. وستظل مصر آمنة مطمئنة مستقرة.. ولو كره الكارهون!

 

    أضف تعليق

    تدمير المجتمعات من الداخل

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2