ممنوع الاقتراب أو التصوير.. مشكلات فى الكتابة وفى الإخراج

ممنوع الاقتراب أو التصوير.. مشكلات فى الكتابة وفى الإخراجممنوع الاقتراب أو التصوير.. مشكلات فى الكتابة وفى الإخراج

*سلايد رئيسى1-4-2017 | 22:59

كتب: محمود عبد الشكور                                   
[caption id="attachment_21694" align="aligncenter" width="226"]محمود عبد الشكور محمود عبد الشكور[/caption]
على الرغم من الفكرة الجميلة، إلا أن فيلم "ممنوع الاقتراب أو التصوير"، الذى كتبه وأخرجه رومانى سعد فى أول أعماله، يعانى من مشكلات واضحة فى السيناريو، حيث بدأت أحداث الفيلم فى الدوران حول نفسها لفترة من الوقت، قبل أن تتقدم إلى الأمام، كما أن بطلة الفيلم التى تلعبها "ميرفت أمين"، هى أضعف شخصياته فى الكتابة، وهناك أيضا مشكلات واضحة فى الإخراج، بالاعتماد على اللقطات الطويلة، مما جعل إيقاع الفيلم زاحفا، وهو أمر لا يناسب الفيلم الكوميدى عموما، الحقيقة أن الفيلم فقير للغاية فى  اللغة السينمائية، الشخصيات يتم تكديسها معا كيفما اتفق، والكاميرا مجرد آلة تنقل المشهد، دون ان تعبر عنه، والمونتاج ركيك يوصل بين المشاهد الطويلة بطريقة بدائية، وحوارات طويلة لا يخفف منها أن بعضها ظريف، لأنها أفسدت إيقاع الفيلم كله، وممثلون يتفاوت أداؤهم، بعضهم فى حالة جيدة مثل بيومى فؤاد، وياسر الطوبجى، وبعضهم يظهرون فى صورة باهتة مثل ميرفت أمين، وزكى فطين عبد الوهاب الذى يلقى حواره إلقاء بنبرة واحدة لا تتغير، والبعض حاول الاجتهاد مثل إيمان السيد ويسرا اللوزى ونور قدرى، باختصار فإن تنفيذ السيناريو يذكرنا مع الأسف بأفلام الهواة، مع أن رومانى سعد له فيلم قصير لافت فاز بجوائز عن ثورة يناير بعنوان" برد يناير".
يبدأ الفيلم بداية جيدة جدا، من خلال تجول الكاميرا داخل قسم للشرطة، يستعرض بعض الشخصيات، والضباط، والموظفين، ثم تبدأ الأحداث بالفعل مع وصول ثريا، السيدة ذات الأصول الأرستقراطية، ومعها المحامى الخاص ( محمد الصاوى)، وأسرتها المكونة من زوجها (زكى فطين عبد الوهاب)، وولدين كبيرين، وزوجة أحد الولدين، التى تنتظر مولودا، وابنة تدرس فى كلية علمية، لقد حصلت ثريا على حكم بتمكينها من الفيلا التى يشغلها القسم، ولكنها تقبل حلا وسطا من مأمور القسم ( بيومى فؤاد)، بأن يخصص لها هى وأسرتها حجرة فى المكان، إلى أن يتم نقل متعلقات الداخلية. تنشأ مواقف طريفة بين أفراد الأسرة، وبين زوار وضباط القسم، ويكرر الفيلم فى نماذج الأب والولدين والابنة وزوجة الابنة فكرة تسلط ثريا، مع أن ما رأيناه ليس تسلطا، وإنما امرأة تبحث عن حقها، كما يكرر السيناريو فكرة انجراف الولدين فى علاقات خطرة، تقود أحدهما إلى مصادقة بائعة الشاى، التى  كانت عاهرة، وتقود الآخر إلى تناول المخدرات بسهولة، مع أنه طبيب تخدير! هناك تكدس للشخصيات، وتكرار واضح جعل الأحداث تدور حول نفسها، يضاف إلى ذلك حرص المخرج على ألا يخرج ابدا من القسم، فأصبحنا مخنوقين من حجرة إلى أخرى، فى حوارات طويلة، بعضها ظريف، وبعضها سخيف وساذج، كأن تلد زوجة الابن طفلا يطلقون عليه اسم بيومى، تيمنا بالممثل بيومى فؤاد،  فيسأل بيومى فؤاد، عما إذا كان هناك ممثل فعلا اسمه بيومى. هذه تجربة تحتاج إلى عمل أفضل على السيناريو، وتحتاج أن يعرف المخرج أن الفيلم الكوميدى يحتاج إلى تكنيك مختلف، يعتمد بالأساس على الصورة والمونتاج، وليس فى فيلمنا شىء من ذلك.
أضف تعليق

إعلان آراك 2