5 مشاهد كاشفة.. فى القمة العربية
5 مشاهد كاشفة.. فى القمة العربية
كتب: محمود مناع
عندما يكون الحديث على واقع الرغبة فى التغيير إلى الأفضل يكون حديثا موضوعيا وإقرارا لواقع الحال والذهاب قليلا إلى الوراء حتى يتسنى لنا التأصيل، وتحليل الواقع للوصول إلى رؤية مستقبلية يحلم بها الجميع فى وطننا العربى ....
المشهد الأول .......
تعتبر جامعه الدول العربية أحدى التنظيمات الإقليمية التى ولدت لجمع الشمل العربى وتحقيق الوحدة ...وقامت على فكرة الكونفدرالية العربية التى يكون فيها القرار ملزما لمن يقبله فقط !!
وشأنها شأن معظم التنظيمات الإقليمية تمتلك شخصية مستقلة ولكنها تعانى من عدم فاعلية قراراتها وذلك لأسباب كثيرة منها عدم اﻻتفاق على فكرة السيادة أيهما يعلو على الآخر السيادة الوطنية أم السيادة الفوقية للمنظمة وحتى الآن السيادة التى لها كلمة السيادة، هى السيادة الوطنية.
ووضع أهداف غير قابلة للتحقيق فى عالمنا العربى وارتفاع سقف الطموح الذى يتسبب فى الإحباط الممتد، وافتقاد الجامعة العربية للتأثير على القرار الدولى والتأثير يأتى من الدول فرادى تبعا للوزن النسبى لكل دولة وفقا لمعطيات كثيرة منها إمتلاك القوة بمعناها الواسع، والخلاصة تنظيم لديه عيوب كثيرة من حيث القوة والتأثير والفاعلية مما جعل البعض يشير إلى إجراء اصلاحات على الميثاق أو حتى تغيير التنظيم من الأساس ويكفى أن نذكر أن أهداف الجامعة توثيق الوحدة العربية وحماية استقلال الدول والحفاظ على أمنها وسلامتها وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأعضاء.... والرأى عندك عزيزى القارئ هل تحقق ذلك؟!.
ربما تحقق بعض من كل فى الماضى أما الآن وغدا فعندى شك يقارب اليقين والقصد تحقيق إنجازات تدعم من خيار الوحدة فى وسط تحديات أراها قاسمة.
المشهد الثانى
تحت عنوان الأمل كانت القمة الأخيرة وربما لم تختلف عن القمم السابقة ولكن لعظم التحديات والرغبة فى حصول اﻻنفراجة فى المشهد العربى وخاصة مع حضور كل القادة العرب، وإحياء التضامن العربى والوحدة فى ظل ظروف وأجواء صعبة للغاية، كان الأمل مع الفرصة لتحقيق ذلك على الرغم من عدم وجود مبادرات واضحة لإصلاح الأحوال وأزمات الدول العربية ومنها الأزمة السورية والليبية واليمنية والعراقية بالإضافة إلى التوتر فى العلاقات بين دول أخرى مصر قطر السعودية مما جعل القمة تحمل رغبة للوصول إلى حلول أو حتى تحقيق تفاهم وتقليل حدة اﻻختلاف بين الدول وخصوصا مع حرج الظروف وزيادة النفوذ الإيرانى والتركى فى الداخل العربى والقصد النفوذ الإيرانى المتزايد فى العراق وسوريا ولبنان واليمن ومحاولة تحجيم هذا الدور الذى وصل إلى درجة كبيرة وخصوصا في ظل تسلط إيرانى واضح فى العراق وسوريا ولبنان واليمن أيضا.
والمشهد الليبى الذى يؤكد صعوبة الخروج بصيغة توافقية بين الأطراف المتصارعه كل ذلك وأكثر والقضية الفلسطينية التى تاهت وسط الأزمات السابقة.
المشهد الثالث
فى القمة الأخيرة ﻻبد من رصد بعض الملاحظات التى لها دﻻلة، ومنها خروج الرئيس السيسى من القاعة أثناء خطاب أمير قطر تميم بن حمد، ويعنى ذلك فى أبسط صورة انتقال الموقف الرسمى من مرحلة التحفظ إلى مربع أخر يشير إلى ما يشبه إقرار اﻻختلاف والتوتر بين البلدين، وذلك على واقع الخلاف الحاد بين البلدين فى تقدير المواقف السياسية والاقتصادية والتدخل القطرى فى الشأن المصرى الداخلى فى ضوء تبعية قطر للرأى الغربى وتبنيه.
واﻻجتماع بين الرئيس السيسى والملك سلمان العاهل السعودى لإزالة الخلاف بين البلدين والأيام ستكشف مدى التقارب الذى نتمناه قريبا فى ظل تحديات كبيرة....
المشهد الرابع
التوصيات التى صدرت عن القمة متوقعة ونمطية وقد تكون متشابهه مع توصيات القمم السابقة وأهم هذه التوصيات التأكيد على التسوية السلمية للأزمة السورية والوصول إلى وقف إطلاق النار مع حث دول الجوار والمجتمع الدولى للقيام بمساعدة اللاجئين والوقوف إلى جانب الحلول التى يتوافق عليها الشعب السورى بكافة أطيافه.
والمطالبه دون تحديد آليات ذلك باﻻنسحاب التركى من العراق والتأكيد على وحدة العراق وتأييد عملية تحرير الموصل من الدواعش
دعم الشرعية فى اليمن ورفض التدخلات الإيرانية من خلال دعم الحوثيين
دعم وحدة واستقرار ليبيا وتحقيق المصالحة الوطنية بوساطه عربية ودولية
مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله واستخدام الوسائل الإعلامية والثقافية السلمية وكذلك العسكرية....
وتناول البيان الختامى الإعراب عن القلق من ظاهرة الإرهاب اﻻصولى وتنامى اﻻسلاموفوبيا
أما المسألة الفلسطينية فقد كان التأكيد على الموقف العربى الموحد ورفض اﻻعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والجديد هو اﻻعتراف بالكيان الصهيوني (دولة إسرائيل) إذا ما تم اﻻنسحاب لحدود 1967 واستمرار المفاوضات لتحقيق السلام العادل والشامل !!
المشهد الخامس والأخير
القمة أظهرت الحاجة إلى التوافق العربى الذى أراه حتميا مع عظم التحديات التي تواجه الوطن العربى، التوافق سيخلق بيئة صالحة ويجعل القرار العربى مسموعًا ومؤثرًا على المستوى الإقليمى والدولى.
والجامعه العربية تحتاج إلى ثورة على الميثاق والأقرب تعديل شامل يضمن للقرار هيبة واﻻجماع قاعدة ولى زمانها وﻻبد من خلق آليات للإلزام فى القرارات التى تضيع هيبتها من عدم التنفيذ إﻻ لمن يقبلها.
وإذا كان التأثير العربى فى القرار الدولى بات ضعيفًا، فالوحدة هى المخرج للوصول إلى الفاعلية ومواجهة تداعيات العولمة والتكتل اﻻقليمى من حولنا.
أما عن ايجابيات القمة فكانت المواجهة الحقيقية لإيران وكذلك تركيا وأتمنى الوقوف صفا واحدًا لمواجهة التسلط الإيرانى والتركى لأن تداعيات ذلك علينا كارثى لأنها مسألة تمس الهوية بالأساس.
وأخيرا على القادة العرب أعباء أراها قاسمة والوحدة اليوم قبل غدًا هى الطريق الوحيد ﻻستقلال الرأى وعلينا تبنى سياسات تدعم التكامل الاقتصادي والسياسى لمواجهة غول العولمة....
والبحث عن الوسائل التى تدعم ذلك وﻻبد من الوصول للتنمية والأمن والبناء على ذلك للوصول إلى بر الأمان.
.. وإلى حديث أخر