طارق السيد متولى يكتب: مصر هبة المصريين

طارق السيد متولى يكتب: مصر هبة المصريينطارق السيد متولى يكتب: مصر هبة المصريين

*سلايد رئيسى19-12-2018 | 12:37

فى بلد عريق مثل مصر الذى يمتد تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، ينبغى علينا أن نهتم جيدًا بهذا التاريخ فهو يرشدنا فى الحاضر ويدلنا على المستقبل.

فأول ما نذكر مصر يتبادر إلى الخاطر نصيبها من التميز الإقليمى عن جيرانها، ونجد أن أحد أهم أشكال هذا التميز أن جريان نهر النيل فى أرضها قد خفف نتائج جفافها المناخى بعض الشىء واستخلصها إلى حد كبير من النطاق الصحراوى العظيم الذى يحيط بها ويمتد فى أغلب بقاع الشرق الأدنى من الخليج إلى المحيط.

وقد ساهم نهر النيل فى توجيه معايش المصريين ناحية الترابط والاستقرار، وكأنه سلسلة هائلة ربطت الدولة المصرية من قديم الأزل.

فطن المصريون القدامى من كبار الحكام وكبار المفكرين إلى واقع الترابط الطبيعى بين أجزاء أراضيهم ومدى اتصال مصالحها ومقومات حياتها وقوميتها.

وهو ما أدى إلى التبكير بظهور أول وحدة سياسية مستقرة معروفة فى التاريخ على أرض مصر.

ومع ذلك لم تخل البيئة المصرية يومًا من مشكلات تتطلب أن يواجهها سكانها بالتحدى العملى والفكرى حتى يتغلبوا عليها، وغالبًا ما تكون التحديات مصيرية، وما أشبه اليوم بالبارحة.

ففى فجر التاريخ لم تكن أمور النيل ومطالب الزراعة والمعيشة هينة دائمًا، إنما تخللتها مصاعب وظواهر مثل فيضان النيل ومناطق الأحراش النباتية والمناقع المائية، كل هذه الأمور كانت تستدعى اليقظة الجماعية لمواجهتها، مما أدى إلى تزكية إحساس المصريين الجماعى بضرورة الارتباط بحكم مركزى قوى مستقر يُشرف على جهودهم العامة وينسقها وينظم الانتفاع بها، وإلى جيش قوى يحمى هذه المصالح فى الداخل ويقف أمام أعدئها من الخارج.

فكانت الدولة المصرية دولة حضارية متقدمة ومستقرة لعقود ممتدة.

إن من ينظر إلى مصر لابد أن ينظر إليها من منظور تاريخى ويتعرف على طبيعتها الجغرافية وارتباطها بوادى النيل وطبيعة سكانها التى تميل إلى الاستقرار منذ فجر التاريخ  ليعرف أن مصر تحتاج إلى النظام والعمل الجماعى والحكم القوى المستقر، وأنه لا يصلح لها أبداً ولا لأهلها الفوضى وعدم النظام.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2