كتب: محمد الصحن
اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، زيارته للعاصمة النمساوية فيينا بلقاء رؤساء كبريات الشركات النمساوية، وكذلك مع عدد من رجال الأعمال المصريين، حيث تنظم اللقاء الغرفة التجارية النمساوية بالتنسيق مع السفارة المصرية، وتم استعراض فرص الاستثمار المتاحة في مصر، ونجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري والمشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيليّن، في إطار الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس إلى النمسا.
وأجرى السيسي مباحثات موسعة مع الرئيس النمساوي، أعرب في مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال النمساوي، مشيدا بعلاقات الصداقة المصرية النمساوية المتينة والممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، معربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري، من خلال تعظيم حجم الاستثمارات النمساوية في مصر.
وأكد الرئيس السيسي أن الاستثمارات والصناعات النمساوية لديها فرصة كبيرة حاليًا، للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة في مصر، وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً في ضوء رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، واتفاقيات التجارة الحرة التي تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبي في مصر بالتعاون مع النمسا، وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
كما عقد الرئيس السيسي جلسة مباحثات على مستوى القمة مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد "كورتز" في هذا الصدد بالإصلاحات الاقتصادية الشاملة في مصر، والتي كان مؤداها التحسن الملحوظ في مؤشرات الاقتصاد المصري.
وأكد الجانبان أهمية عقد اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني في أقرب فرصة، لوضع تصور محدد للمشروعات التي يمكن تدشينها مستقبلًا بين البلدين، حيث تم التوافق حول عقدها خلال عام 2019 للمرة الأولى منذ عام 2010، الأمر الذي من شأنه أن يعمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية النمساوية، خاصةً بمشاركة الشركات النمساوية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر، كتنمية المحور الاقتصادي لمنطقة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة.
وشهدا الرئيس والمستشار النمساوي التوقيع في ختام المباحثات على عدد من الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين للتعاون في عدد من المجالات كالتكنولوجيا والابتكار، وتشجيع ريادة الأعمال، وتعزيز العلاقات الاستثمارية الثنائية، والتعليم العالي، والسكك الحديدية، ويلي ذلك المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.
وزار الرئيس المجلس الوطني النمساوي "البرلمان"، وكان في استقباله فولفجانج سوبوتكا رئيس المجلس، وأكد "سوبوتكا" ترحيبه بزيارة الرئيس إلى النمسا، مشيرا إلى العلاقات المتميزة التي تربط الشعبين المصري والنمساوي، وموضحًا حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التي شهدت طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد البرلماني.
وتناول اللقاء بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في المجالين السياحي والثقافي.
وشارك الرئيس السيسي في الاجتماع السياسي لرؤساء الدول والحكومات في إطار المنتدى الأوروبي الأفريقي رفيع المستوى بفيينا، وألقى الرئيس كلمة خلال الجلسة.
كما شارك الرئيس في جلسة الحوار رفيع المستوى تحت عنوان "الانتقال بالتعاون إلى العصر الرقمي"، في إطار المنتدى الأوروبي الأفريقي بفيينا.
كما التقى الرئيس السيسي كريستالينا جورجييفا، الرئيس التنفيذي للبنك الدولي بفيينا، وأكد حرص مصر على دفع التعاون مع البنك الدولي كشريك في عملية التنمية المستدامة في مصر.
كما التقى الرئيس السيسي ماريان شاريتس رئيس وزراء سلوفينيا، على هامش مشاركته في أعمال منتدى أوروبا - أفريقيا بالعاصمة النمساوية فيينا وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم أيضا بحث تنشيط وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
كما التقى الرئيس السيسي، جوزيف موسكات رئيس وزراء مالطا، على هامش فعاليات منتدى "أوروبا - أفريقيا"، المنعقد في العاصمة النمساوية "فيينا".
وتناولت المباحثات القضايا الإقليمية، خصوصا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والملف الليبي، حيث إن مالطا دولة جوار لليبيا وتتأثر بشكل مباشر بما يحدث فيها.
واستعرض السيسي الجهود المصرية فيما يتعلق بالملف الليبي، لافتا إلى أن رئيس وزراء مالطا أعرب عن تقديره لجهود مصر والرئيس السيسي في هذا الإطار.
وكان الرئيس السيسي قد وصل الأحد الماضي إلى العاصمة النمساوية فيينا، للمشاركة في أعمال المنتدى رفيع المستوى بين أفريقيا وأوروبا، لتعزير الشراكة بينهما.
وجاءت مشاركة الرئيس في المنتدى، إلى جانب لفيف من الزعماء والقادة الأفارقة والأوروبيين، تلبية لدعوة المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، والرئيس الرواندي بول كاجامي، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي.
وعلى الجانب الثنائي بين مصر والنمسا، تضمنت الزيارة، عقد لقاء قمة مع المستشار النمساوى، فضلًا عن مباحثات ثنائية مع عدد من كبار المسؤولين والساسة النمساويين لبحث أطر التعاون الثنائي، خصوصًا في مجالات الاستثمار والتجارة، التكنولوجيا والابتكار، التعليم والبحث العلمي، والنقل والسكك الحديدية، فضلًا عن تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف بشأن الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.