كتبت: أمل إبراهيم
يحكى أن عصفورا سعيدا رأى يوما شجرة كبيرة لكنها بلا أوراق ، اغصانها عارية ،فكر العصفور قليلا ثم حلق بعيدا إلى الحقل وجمع بعض الأزهار بمنقاره الضعيف وعاد بها إلى الشجرة وبدأ فى تزيينها وظل هكذا فترة من الوقت يحلق ويعود محملا بالأزهار ،حتى بدأت الشجرة تزدهر بالأوراق والورود ويفوح منها العطر، ظنت الشجرة أن الحل الوحيد كى تبقى على حالها أن تحتفظ بالعصفور الى الأبد ورأت أن حبسه داخلها هو السبيل كى تحيا مورقة، لم يكن العصفور سعيدا ببقاءه بعيدا عن الطيران لأن حبسه يعنى نهايته وفكر فى طريقة للهرب من قلب الشجرة و قرر أن يتحول إلى كائن قوى يمكنه الفرار ،أصبح العصفور أسد له جناحين بدلا من عصفور حر وسعيد ولكنه فى أعماق نفسه كان يرغب أن يهب السعادة إلى غيره فقرر أن يكون شجرة تورق وتثمر الأزهار وتكون مستقرا وسكنا للعصافير.
ربما تكون هذه القصة الصغيرة صاحبة الحس طفولى جزء من خيال أو فصل فى أسطورة ولكن بعض القصص تعيش داخلنا وتتحول مع الوقت إلى فكرة أو حتى أسلوب حياة، هذه القصة تبدو أكثر جمالا عندما تشاهدها مطبوعة على الحرير.
الحكاية هنا مختلفة وشديدة التميز والتأثير، أمر لا تقابله إلا صدفة اى شىء من قبيل الحظ الجيد ، صاحبة القصة أسمها 'قمر الزمان عبد الحليم" درست الهندسة المعمارية وعملت بها وتقول أنها تعشقها ولكنها كانت تبحث عن طريقة تحسن من خلالها التعبير عن نفسها ، لديها ولع بالمنتجات اليدوية والمجتمعات المنتجة فى أفريقيا والهند وتعرفت على هذه المجتمعات من خلال والدتها التى كانت تمدها بالكتب حول نفس الموضوع .
كانت" قمر " تفكر دائما فى حضارات الأنسان وتحاول أن تجد إحدى الحضارات تشعر من داخلها أنها تنتمى إليها ،أو أن مفردات تلك الحضارة تعبر عنها وعن شخصها ،تفكيرها الدائم وبحثها الإجابة عن السؤال دفعها للسفر إلى إنجلترا لدراسة طباعة المنسوجات .
كانت تريد أن تحكى قصه حياتها او حياة من تأثرت بهم من خلال الطباعة على القماش والخامات الطبيعية، هناك وأثناء الدراسة تعرفت على صديقة هندية كانت تحكى عن فنون الطباعة فى الهند وبعد أن أنهت' قمر" دراستها فى إنجلترا سافرت إلى الهند وتعلمت هناك طباعة النسيج عن طريق القوالب وعادت معها ألوان الطباعة لتبدأ مشروعها صبغ وطباعة منسوجات من الحرير الطبيعى ورواية قصة العصفور على شيلان من الحرير الناعم والألوان الهادئة ، عالية الرقة شديدة الاختلاف.
عند عودتها بدأت التفكير فى عمل ورشة فى السيدة زينب حتى تتعرف على أصل الطباعة فى مصر وقابلت صديقتها وشريكتها' نهير الجندى" التى آمنت بفكرتها وبدأت بتمويل المشروع معها ، فى البداية لم تكن الألوان الهندية تتفاعل مع المياه المصرية فكانت النتيجة غير مرضية وبدأت طريق البحث عن أصل الطباعة وصباغة الأنسجة فى مصر القديمة من خلال مواد طبيعية مثل قشر الرمان والحنة والعصفر وغيرها.
وتم العمل من خلال الورشة والبيع "أون لاين" وأطلقن أسم "شجرة" على المشروع الخاص بقمر الزمان وصديقاتها اللواتى بدأت تزداد أعدادهن إيمانا منهن بالفكرة الأولية وهى كيف يعبرن عن أنفسهن من خلال الطباعة على المنسوجات وخاصة " الشال " .
"إسراء رشاد فى التصميم ، رنا أشرف و نهال شعيب تسويق ، نورهان أحمد طباعة ، رهام محمد صباغة ، نهير الجندى وقمر الزمان زهرات من الواقع "
[gallery type="slideshow" td_gallery_title_input="نساء يطرقن باب النجاح قمر الزمان وقصة العصفور حبيس الشجرة " ids="218266,218267,218268,218269,218270,218271,218272,218273,218274,218276,218277,218278"]