كتب: أحمد عاطف آدم
منذ أن اكتشف العالم الأسكتلندي الشهير ” الكسندر فليمينج ” للبنسلين عام ١٩٢٨ صار هذا الدواء الذى عرف هو ومشتقاته فيما بعد باسم “المضادات الحيوية” بمثابة طوق النجاة والحل السحري للقضاء علي الكثير من الأمراض التي تسببها الميكروبات والجراثيم داخل أجسادنا.
وبعد البنسلين توالت الأبحاث نحو تطوير هذا السلاح الفتاك، بالشكل الذي يسمح للأطباء بفرض سيطرتهم علي هذا الكم الهائل من تلك الكائنات الدقيقة التي فتكت بملايين البشر في العصور المظلمة.
لكن دائما يبقي الصراع قائم ما بين المقاومة، وعوامل الهدم والفناء، إنها سنة الحياة، فتلك الكائنات متناهية الصغر والتي تعمل في الخفاء داخل خلايانا الحية بشكل تتنوع نسبة خطورته وتأثيرة ، لا تفقد الأمل في البقاء، ونحن أيضا نساعدها علي ذلك بدفعها علي فك شفرات تلك المضادات أوتحييدها.
اكتشاف بكتريا جديدة
في الصين تم مؤخرا إكتشاف نوعين جديدين من البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي لم تكن معروفة من قبل.
وبحسب موقع صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، فقد أبدى العلماء قلقهم إزاء الظاهرة، والتي تدق ناقوس الخطر وتنذر بعواقب وخيمة قد تودي بحياة الملايين من البشر مستقبلا، إذا تضاعفت تلك السلالات التي أصبحت لا تتأثر بوجود المضادات الحيوية ، ولديها القدرة علي الوصول إلي الدم مسببة إلتهاب السحايا وهى ( الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي ) أو تصل إلي الرئة مسببة الإلتهاب الرئوي المميت.
صدمة
كما كانت الصدمة كبيرة عندما أكتشف العلماء مؤخرا نوعا من البكتريا غير المعروفة والتي لا تستجيب لـ ” بنسيلين” أو الـ “سيفالوسبورين” ، وهما مادتان فعالتان في تدمير وتفكيك الروابط الخلوية للعديد من أنواع العدوى البكتيرية .
معلومات أخرى هامة جاءت ضمن تقرير الموقع ذائع الصيت، تعكس مدي خطورة الأمر، حين تكشف أن هناك نحو ٧٠٠ ألف مريض حول العالم يموتون ، و ٢٣ ألف شخص من بين ٢ مليون مصاب في أمريكا وحدها يلقون نفس المصير بسبب ما يسمي بالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية، وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه في حالة إستمرار تفاقم الوضع فإننا سنصل في النهاية لعصر ما بعد المضادات الحيوية ، وعندها سيكون من الضروري حتما البحث عن بديل سريع لضمان البقاء علي هذا الكوكب.
تحذير
والجدير بالذكر أن المنظمة العالمية المهتمة بالإحصائات المتعلقة بالشئون الصحية، دأبت مرارا وتكراراً علي التحذير ، وكان آخرها من خلال هذا التقرير ، بضرورة عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية ، كما أشارت إلي ضرورة ضبط الجرعات الموجهه للحالات التي تحتاجها وفقط .