كتب _ أحمد شنب
"العودة لأحضان الوطن" شعار ترفعه وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج منذ تولى الوزيرة السفيرة نبيلة مكرم هذه الحقيبة الوزارية المهمة إذ أنها دأبت على ربط أبناء المصريين بالخارج بوطنهم من خلال فعاليات ومنتديات وزيارات لتكريس روح الإنتماء وإقامة جسر من التواصل بينهم ووطنهم .
والتقي وفد من شباب الجيل الثاني والثالث من المصريين بالخارج المقيمين في أستراليا مع قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية ، بحضور السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.
ووصل الشباب إلى مصر يوم الثلاثاء الماضي في إطار برنامج الحكومة تجاه شباب المصريين في الخارج بالتعاون بين وزارات الدفاع والهجرة والشباب والرياضة، وكذلك الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب.
يضم الوفد 75 شابا مصريا من مختلف أنحاء أستراليا، وتم إعداد برنامج شامل للوفد ليلتقوا خلاله مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، فضلًا عن تنظيم زيارة إلى قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلى زيارة مدينتي الأقصر وأسوان، وزيارة عدد من الأماكن السياحية بالقاهرة كمجمع الأديان وبرج القاهرة وخان الخليلي والمتحف المصري، وذلك لتعزيز ربطهم بوطنهم الأم مصر.
كما تم أيضًا تنظيم زيارة لمقر قيادة قوات الصاعقة؛ للتعرف على أساليب التدريب ورفع الكفاءة القتالية، بالإضافة إلى تنظيم دورات في الأمن القومي بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها عن الدولة المصرية بالخارج، كونهم سفراء مصر بالخارج.
ووفقا للبروتوكول الموقع بين وزارة الهجرة والأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، بشأن إعداد برامج تدريبية لشباب المصريين بالخارج، فإنه سيكون هناك زيارة لمقر الأكاديمية لحضور محاضرات من شأنها إعداد جيل قادر على القيادة داخل مصر وخارجها، كما تم تنظيم لقاء مع ممثلين من هيئة الرقابة الإدارية لتوضيح الجهود التي تبذلها الدولة في محاربة الفساد.
ونظمت وزارة الهجرة زيارة للوفد إلى هيئة قناة السويس بصحبة السفيرة نبيلة مكرم وبحضور الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وجلين مايلز سفير أستراليا لدى مصر، للتعرف على طبيعة العمل في القناة ومشاهدة قناة السويس الجديدة حيث تأتي تلك الزيارة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وفق البروتوكول الموقع بين الوزارتين لربط الجيلين الثاني والثالث من المصريين بالخارج بوطنهم الأم مصر، وتماشيا مع رؤية مصر لدمج شبابها في عمليات التنمية المستدامة.
كما تأتي تلك الزيارة في إطار تعريف أبناء وشباب مصر بالخارج على طبيعة الأوضاع الداخلية في مصر وما يواجهه هذا البلد من تحديات ومخاطر في المرحلة الراهنة ، ورحب الفريق مميش بالوفد قائلا:" أهلا بكم في شريان الحياة قناة السويس، فنحن الآن نتواجد في مكان حفره أجدادنا بدمائهم، ليقدموا للعالم هذا الشريان الاقتصادي".
مضيفا : القناة تشهد مرور ما يقرب من 18 ألف سفينة سنويا، ولهذا حفرنا قناة موازية لقناة السويس لقبناها بقناة السويس الجديدة بهدف تخفيض توقيت مرور السفن وزمن العبور بات أسرع وأصبحنا نقدم كافة الخدمات الي العالم عبر هذه القناة وأصبحت المنطقة من أهم المناطق الاقتصادية على الصعيد الدولي .
وأكد مميش أن مشروع قناة السويس الجديدة، فكرة مصرية وبعقول وأياد مصرية وبأموال المصريين، فكان مشروعا مصريا 100%، فهيئة قناة السويس تضم 25 ألف موظف جميعهم مصريون يقومون بإدارة الهيئة بكفاءة شديدة، مشيرا إلى أنهم خلقوا قيمة مضافة للمنطقة بأكملها، وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري هم أبطال مشروع قناة السويس الجديدة، لافتا إلى عزيمة وإخلاص المصريين في الوقوف بجانب الرئيس السيسي من أجل بناء الوطن. وأوضح مميش أن مصر تسير بخطى واثقة، وأنجزت الكثير ولديها أكثر من ذلك،وتعد قناة السويس شريان التجارة العالمي، وأن ما أنجزته مصر في عام واحد بحفر قناة السويس الجديدة رسالة للعالم أننا نستطيع
تعميق الولاء
من جانبها، أوضحت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة أن استعراض جهود الدولة والمشروعات القومية يعمق الولاء للوطن، ويساهم في ترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية لدى أبنائنا بالخارج. واضافت أن برنامج الزيارة يشمل زيارة لمقر قيادة قوات الصاعقة بالإضافة إلى تنظيم دورات في الأمن القومي بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة التي يتم ترويجها عن الدولة المصرية بالخارج، كونهم سفراء وأبناء مصر بالخارج.وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن مشاركة سفير أستراليا بمصر، تعكس الحرص الدائم على تقوية العلاقات بين الشعبين، والوقوف على ما تبذله الدولة المصرية من جهود ضخمة للإسراع بخطط التنمية في المجالات كافة.
وأكد السفير الأسترالي بالقاهرة جلين مايلز أن الجالية المصرية في أستراليا تمثل قطاعا كبيرا ولها تأثير عظيم في المجتمع بل وتعمل على الترويج للثقافة المصرية والتاريخ المصري في الأوساط الأسترالية، وأبدى إعجابه برحلة التنمية التي تسير فيها مصر.
تم عرض فيلم عن قناة السويس الجديدة والمنطقة الاقتصادية بمبنى المحاكاة، تضمن مراحل الحفر و المشروعات الاستثمارية التي تم إنشائها ضمن مشروع تنمية منطقة قناة السويس وأبرز الصناعات والفرص الاستثمارية المرتقب إقامتها كما قام الوفد بجولة بحرية في القناة وكذلك زيارة أنفاق مدينة الإسماعيلية.
البابا يستقبل الوفد
وفي كلمته للشباب قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية: "أنا في غاية السعادة وأرحب بكل أبنائنا الأحباء شبابا وشابات"، وتابع: "أوجه خالص التحية للسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، علي حرصها الدائم لجمع شبابنا في الخارج، فقد كانت هذه أحد الأحلام التي نسعى لتحقيقها، وكان هذا الحلم يقف أمامه عقبات كثيرة ولكن اليوم بفضل الصلوات الكثيرة وجهد وزيرة الهجرة سمح الله لهذا الحلم أن يتحقق". وأضاف:"هدف هذا اللقاء أن يكون هناك تواصل دائم بين شبابنا في الجيل الثاني والثالث والجيل الأول الذى يعيش خارج مصر".
وأكد قداسته أن الكنيسة في امتدادها تعمل كأنها أم، وهذه الأم دائمًا تبحث عن أبنائها، ومصر هي سيدة الحضارة وهى التي قدمت الحضارة للعالم كله، ومن هذه الحضارة كانت الحضارة المسيحية ممثلة في الكنيسة المصرية الوطنية، ولذلك لنا الفخر ليس في مصر فقط، بل في كل العالم بالكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بتاريخها بإيمانها بتراثها بقديسينها.
واضاف البابا في ختام لقائه:"كل بلاد العالم في يد الله ولكن مصر في قلب الله، فمصر هي التي احتضنت العائلة المقدسة ومصر التي حظيت بالتاريخ الديني العظيم ومصر لها هذا العمق في الزمان وفى التاريخ وفى الجغرافيا ولها العمق في الحضارة ولذلك نحن نفتخر بها كثيرًا، ففي مصر بركة خاصة نسميها الأراضي المقدسة مثل فلسطين التي ولد بها المسيح، مصر التي تهتم بالشباب ونرى الحكومة هنا في مصر تهتم بالشباب كثيرًا".
ومن جانبها، قدمت السفيرة نبيلة مكرم الشكر لقداسة البابا على استقباله للوفد من شباب مصر بالخارج، لافتة أن الشباب المصري سواء بالداخل أو بالخارج يلقى اهتماما كبيرا من القيادة السياسية والحكومة ليكون قادر على تحمل المسئولية في المستقبل.
كما أعرب الدكتور أشرف صبحي عن سعادته بمقابلة هذا الوفد، مرحبا بهم في بلدهم مصر، ومؤكدًا أنه فخور بما ذكره البابا تواضروس وحرصه على ربطهم بوطنهم الأم. ومن جانبهم، أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم البالغة بلقاء البابا، ووجهوا الشكر لوزيرة الهجرة على إتاحة الفرصة لعقد هذا اللقاء.
الشباب يتحدثون
والتقت" دار المعارف " بعدد من وفد الشباب قالت "روز غالي" الطالبة التي تدرس مجال الإسعاف في أستراليا: كنت لا أعرف أي شئ عن مصر وبعد أن شاهدت قناة السويس، واستمعت إلى شرح المشروعات التنموية سأكون سفيرة المعرفة بإنجازات وطني وكل ما يتعلق بقناة السويس عبر موقع التواصل الاجتماعي في أستراليا، مضيفة: "لازم يعرف العالم الصورة الصحيحة عن مصر".
وأضاف فادى عماد غالي الطالب بكلية الهندسة بأستراليا:"غادرت مصر وأن طفل صغير وحينما جئت إلى أرض الوطن وجدته يسير نحو العالمية".وأوضح أنه بعد حركة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر، اكتشف أن المصريين كافة يقفون بجانب بعضهم من أجل تحقيق النهضة والتقدم، وأضاف أن مشروع قناة السويس جعل العالم يغير وجهة نظره عن مصر.
وأشار "فادي الذي ولد في منطقة جسر السويس ثم هاجر مع أسرته إلى أن مصر تتغير للأفضل، قائلا "لنا ان نفخر بمشروع قناة السويس " .
وقالت جيسكا حنا، التي ولدت في أستراليا، إنها سعيدة بوجودها في بلدها مصر، مشيرة إلى أنها حريصة على التحدث باللغة العربية لأن جدتها وجدها كانا حريصان على تعليمها اللغة العربية وخاصة "العامية المصرية".وأكدت شدة ارتباط أسرتها باللغة المصرية، مشيرة إلى أنها درست الطب النفسي، وأيضا تعمل في مجال إخراج الأفلام أيضا.
وأوضحت "جيسكا" أنها كانت خائفة من زيارة مصر لما سمعته في أستراليا من أخبار سيئة عن عدم توافر الأمان، إلا أنها تؤكد أن نظرتها تغيرت بعد ما شاهدته من أمن داخل وطنها، فضلا عن الإنجازات التنموية التي تتم على أرض الواقع.
ووصف "جورج شحاتة" أحد أبناء المصريين في أستراليا، أن وسائل الإعلام دائما ما تصدر لنا الأخبار السيئة عن مصر، وأنه ليس هناك أمان بها، مشيرا إلى أنه بعد زيارته لمصر لاحظ تغيير كبير وأن الوضع مستقر والشعب المصري طيب جدا. وأشاد بحجم المشروعات التي تتم في قناة السويس، قائلا "أشعر بالفخر أن قناة السويس الجديدة استطاع المصريين إنجازها في عام واحد". وأكد أنه سينقل كل ما شاهده لأصحابه في أستراليا وسيدعوهم لزيارة مصر من أجل تنشيط السياحة وتصحيح الصورة الخاطئة لديهم عن وطننا.
ولفتت يويستينا عماد أنها تشعر بالفخر أيضا لبناء الحكومة المصرية مسجد الفتاح العليم، والكاتدرائية في العاصمة الإدارية الجديدة، وافتتاحهما في نفس التوقيت.
وأشارت سارة فؤاد إلى أنها ستزور مصر كل عام لما شعرت به من أمان داخل شوارعها، كما إنها ستدعو أصدقائها لزيارة مصر لمشاهدة ما بها من معالم وآثار تجعلها مختلفة عن أي دولة أخرى في العالم
[gallery type="rectangular" size="large" td_select_gallery_slide="slide" ids="230085,230086,230087,230088,230090,230091,230092,230093,230094"]