كتب: فتحى السايح
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن التفاوض حول منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى أوشك على بلوغ غايته، وتم الانتهاء من نحو 95% من قواعد المنشأ التفصيلية، والمأمول هو أن تُستكمل هذه المنظومة الاقتصادية التكاملية، بما في ذلك تحرير تجارة الخدمات، في أسرع الآجال.
وأضاف في كلمته خلال القمة الاقتصادية ببيروت: "ليس مقبولًا أن تظل التجارة البينية بين دولنا عند معدلاتها الحالية التي لا تتجاوز 12% من إجمالي تجارة الدول العربية، وليس مقبولًا أن تظل المنطقة العربية هي الأقل عالميًا من زاوية التكامل الاقتصادي، مع كل الإمكانيات التي يتيحها هذا التكامل للنهوض بالاقتصادات العربية والإسهام في تنويع نشاطاتها".
وواصل: "إن قمتنا هذه تُعقد بعد غياب دام ست سنوات.. شغلتنا فيها الأحداث الجسام، وواجهت خلالها بعض دولنا – ولا تزال- مختلف صنوف التحديات الأمنية والاضطرابات السياسية والأزمات الإنسانية، على أن هذه التحديات، على شدتها وخطورتها، تظلُ امتدادًا وانعكاسًا للتحدي الأخطر المرتبط بتحقيق التنمية الشاملة.
وأشار إلى أنه الإسراع بانتشال أكبر عدد من السُكان من هوة الفقر المدقع، هو الطريق الأمثل لتجفيف منابع التطرف والإرهاب، موضحا إن نحو 20% من سكان العالم العربي يعيشون في أوضاع تدخل تحت مُسمى الفقر متعدد الأبعاد.
وشدد أبو الغيط على أنه ما زالت هناك حاجة أكبر للعمل على تنويع الاقتصادات لتحصينها من التقلبات المرتبطة بأسعار الطاقة، مشيرًا إلى أن ما وقعت فيه بعض دولنا من أزمات أفرزت موجات من اللجوء والنزوح ويأوي العالم العربي، مع الأسف، نحو نصف لاجئي ومشردي العالم، قائلا: "يكفي أن نعرف أن نحو 4 ملايين طفلًا سوريًا قد تركوا مدارسهم بسبب الحرب الدائرة هناك منذ سبع سنوات.. يكفي كذلك أن نتابع الأزمات الإنسانية الخطيرة في كل من الصومال واليمن، دون أن يغيب عن أذهاننا أبدًا الواقع المأساوي الذي يُكابده يوميًا أهلنا في فلسطين بسبب ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من إغلاق وحصار وممارسات مُجحفة".