طارق السيد متولي يكتب: حتى لا يلتبس علينا الأمر

طارق السيد متولي يكتب: حتى لا يلتبس علينا الأمرطارق السيد متولي يكتب: حتى لا يلتبس علينا الأمر

*سلايد رئيسى22-1-2019 | 13:38

من المعروف أن ملوك الدولة القديمة فى مصر لقبوا من بين كثير من الألقاب بلقب الفراعنة، وهذا اللقب الذى ربطه البعض خطأ بالتجبر والطغيان لكل ملوك مصر القدماء، وقد ذكر القرآن الكريم الذى نسلم بكل ما جاء فيه بالطبع، قصة فرعون لسيدنا موسى عليه السلام.

بداية تعالوا نستعرض معًا قصة لقب الفرعون.. كان الملك المصرى أو الفرعون المصري كما اشتهر بذلك فيما بعد هو رأس الدولة له الرئاسة العليا فى شئون التشريع والحكم والإدارة.

وعادة ما تنسب سلطاته إلى قصره المسمى (برعو) أو (برنيسو) على أنه ليس من الضروري أن تؤدى هذه السلطة المطلقة الملك المصرى الملقب بالفرعون إلى الإشراف فى الربط بينها وبين ربوبية لازمة أو سلطة غاشمة كما يتردد، فلفظ فرعون لم يكن فى بدايته أكثر من تعريف اصطلاحى إدارى كتب فى صيغته المصرية ( برعو) بمعنى البيت العالى أو القصر العظيم. قصر الحكم أعلى الذى يتجه الشعب إليه بمشاعر التعظيم والأمل والولاء، ثم امتد مدلول لفظ (برعو ) على القصر والملك ساكنه الذى يُعتبر عرشه.

ونستطيع أن نفهم هذا إذا ما قارناه بما شاع فى العصر العثماني مثلا بعد عشرات القرون من التعبير بلفظ الباب العالى عن قصر السلطنة وبالتالي عن السلطان نفسه، بل ومقارنته بما تذكره الصحافة الحديثة عن سياسات البيت الأبيض فى أمريكا كتعبير عن سياسة رئيس الدولة فيها وجهازه الأعلى فى قصره.

بعد ذلك شاع لفظ فرعون مع الاسم الشخصى لكل ملك مصرى منذ أواسط الألف الثانى ق.م.

 كما شاع بعد ذلك بقرون طويلة لقب قيصر على كل حاكم أعلى للرومان والبيزنطيين وشاع لقب كسرى بين العرب على كل ملك فارسى، وحرفت النصوص العبرية لفظ ( برعو) إلى فرعو نظرًا لاختلاط نطق الباء مع الفاء فى اللغات القديمة ثم أضافت اللغة العربية إليه حرف النون الأخير فأصبح فرعون، بالتالى فإن لفظ فرعون (وجمعه فراعنة) لم يكن يدل على جنس أو على طغيان الحكم كما يشيع بالخطأ أحيانًا.

 أختم بأنه إذا وصف القرآن الكريم والتوراة الفرعون الذي عاصر موسى عليه السلام بالتجبر والطغيان وادعاء الربوبية فلا جدال فى وجوب التسليم بكل ما وصف به، مع العلم أنه لم يتم التوصل لمعرفة شخصية هذا الفرعون بالتحديد وما إذا كان من ملوك مصر القدماء أو من ملوك الهكسوس الذين احتلوا الأراضي المصرية فترة من الزمن.

فلا يجب أن نعمم صفاته هذه على كل الفراعنة. خاصة أن القرآن الكريم أيضًا وصف عزيز مصر وملكها اللذين آويا سيدنا يوسف عليه السلام بعد أن ردا عليه اعتباره بأوصاف طيبة، بل وروت التوراة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام قصد مصر ليتزود منها بعد أن عم القحط فى أرضه وبعد توجس وسوء ظن حدث بينه وبين فرعون مصر وقتئذ، أكرمه الفرعون ومنحه عطايا كثيرة.

فحتى لا يلتبس علينا الأمر يجب أن نعرف أن الحكام فى كل مجتمع وكل زمان يتعاقب فمنهم العادل والظالم والصالح والطالح.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2