حمادة عبد الوهاب
ﺧﻠﻖ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 50 ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺭﺳﻤﻴﺎً ﻃﻠﺐ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ "ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ"، ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺣﻮﻝ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ، ﺇﺫ ﺇﻥّ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﻳﻌﻨﻲ ﺩﺧﻮﻝ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻂ، ﺑﻴﻦ ﺑﺮﻭﻛﺴﻞ، ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻋﻨﺪ ﺑﺤﺚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ.
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻨﻘﺾ (ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ) ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻜﺘﻞ ﻣﻊ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻄﻨﻪ 32 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻹﻳﺒﻴﺮﻳﺔ.
ﻭﻭﻓﻘﺎً ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻓﺈﻥ ﺃﻱّ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺩﻭﻥ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﻨﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻭﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
ترحيب إسباني
ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻨﺤﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ ﺧﻼﻝ ﺑﺤﺚ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻳﻨﻴﻴجﻮ ﻣﻨﺪﻳﺰ ﺩﻱ ﻓﻴجﻮ، ﺇﻥّ ﻣﺪﺭﻳﺪ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍً ﺃﻥّ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑـ" ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﻓﻌﺖ ﻋﻨﻪ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ".
كما رحب وزير الخارجية الإسباني ألفونسو داستيس، بدعم الاتحاد الأوروبي لحق مدريد في الموافقة على أي اتفاق يتعلق بجبل طارق خلال المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد.
لكن داستيس لم يجزم - خلال مقابلة مع صحيفة "إلبايس" الإسبانية - بأن حكومته قد تستخدم حق النقض ضد أي اتفاق في المستقبل بشأن جبل طارق، مضيفًا أن النهج التفاوضي الذي سيعتمده الاتحاد الأوروبي لم يتم إقراره بالكامل.
[caption id="attachment_23510" align="aligncenter" width="300"]
جبل طارق[/caption]
من جانبه، قال مسؤول أوروبي رفيع إن جبل طارق ليس الملف الوحيد المرتبط بنزاعات قانونية أو بسيادة يتم تقاسمها، لافتا على سبيل المثال إلى حدود أيرلندا الشمالية والقواعد في قبرص".
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي "يسعى بطبيعة الحال إلى الدفاع عن حقوق دوله الأعضاء الـ27".
جبل طارق تعترض
ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ، ﺍﺗﻬﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻓﺎﺑﻴﺎﻥ ﺑﻴﻜﺎﺭﺩﻭ، ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑﺴﻌﻲ " ﻣﺸﻴﻦ " ﻻﺳﺘﻐﻼﻝ " ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ " ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺑﺴﻂ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻣﺆﻛﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻪ ﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧّﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﻣﺎﻱ ﻭﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥّ " ﻣﺎ ﻧﺸﻬﺪﻩ ﻫﻮ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺃﻧّﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻔﺮﺽ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ". مضيفًا ﺃﻥّ "ﺳﺠﻞ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻛﻌﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻫﻮ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﺜﺎﻟﻲ، ﻭﺷﻌﺒﻨﺎ ﻳﺆﻳّﺪ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﻌﻀﻮﻳﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻔﺘﺎﺀ.. ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻣﻌﻘّﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪﻩ".
بريطانيا: لن نتخلى عن جبل طارق
[caption id="attachment_23507" align="aligncenter" width="300"]
جبل طارق[/caption]
وﺗﻌﻬﺪّﺕ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺗﻴﺮﻳﺰﺍ ﻣﺎﻱ، أمس، ﺑﺄﻥّ ﺑﻼﺩﻫﺎ ﺳﺘﻈﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺑﺸﺄﻥ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ.
ﻭﻗﺎﻝ بيان للحكومة البريطانية، ﺇﻥّ ﻣﺎﻱ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎً ﺑﺮﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻟﻄﻤﺄﻧﺘﻪ ﺑﺄﻥّ ﻟﻨﺪﻥ ﺳﺘﻈﻞ "ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻮﺻّﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﺇﺷﺮﺍﻙ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ".
ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﺑﻮﺭﻳﺲ ﺟﻮﻧﺴﻮﻥ، ﻗﺪ ﺃﻛﺪ ﺃﻥّ ﺩﻋﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﺠﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﺳﻴﻈﻞّ " ﻛﺎﻟﺼﺨﺮﺓ ﻻ ﻳﻠﻴﻦ".
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقابلة مع بي بي سي، إن بريطانيا ستحمي جبل طارق "بكل السبل" لأن مواطنيه "أعلنوا بوضوح أنهم لا يريدون العيش تحت الحكم الأسباني".
ودافع فالون عن عدم ذكر جبل طارق في رسالة ماي التي أشارت فيها إلى تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة، قائلا "إنها أشارت إلى وثيقة منفصلة عن جبل طارق".
صعود إسباني
[caption id="attachment_23509" align="aligncenter" width="300"]
جبل طارق[/caption]
ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ، ﻗﺎﻝ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻓﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻣﻴﻼﺱ ﺑﻤﺪﺭﻳﺪ ﺇﻣﻴﻠﻴﻮ ﺳﺎﻳﻨﺰ ﻓﺮﺍﻧﺴﻴﺲ، ﺇﻥّ " ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻛﻤﻠﻒ ﺗﻔﺎﻭﺿﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﻳﻌﻜﺲ ﺻﻌﻮﺩ ﺩﻭﺭ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻟﻠﻤﻐﺎﺩﺭﺓ".
ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺃﻥّ "ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻣﻜّﻨﺖ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻼﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﺎﺡ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺪﺭﻳﺪ ﺑﻤﻨﺤﻬﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻔﻴﺘﻮ. ﻣﺪﺭﻳﺪ ﺃﺿﻴﻔﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﺭﺳﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ".
ﻭﻭﻓﻘﺎً ﻠﺼﺤﻴﻔﺔ الجادريان، ﻓﺈﻥّ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ "ﻣﺆﻟﻤﺔ" ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺳﻂ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﻛﻮﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ، ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻴﺤﻬﺎ. ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤﺘﺸﺪﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺣﻴﺎﻝ "ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ" ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﺤﻤّﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﺪﺙ ﻧﺎﺩﺭ.
ﻭﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺄﻥ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻠﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ " ﺗﻴﻨﻴﻮ ﺇﻧﺘﻠﻴﺠﺎﻧﺲ " ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺃﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﺑﺎﺭﻭﺳﻮ، ﺇﻥّ "ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻛﺮﺍﻓﻌﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ، ﺇﻧّﻪا ﺇﺣﺪﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻨﺢ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻮﻳﺎً ﻟﻼﻧﺪﻓﺎﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ"، ﺧﺎﺗﻤﺎً ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻥّ "ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ".
الأزمة تاريخيًا
[caption id="attachment_23511" align="aligncenter" width="300"]
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى[/caption]
ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻭﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ 7 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﺍﺕ ﻣﺮﺑﻊ، ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﻜﻢ ﺫﺍﺗﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺇﻳﺒﻴﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ.
ﺷﻬﺪ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻫﺠﻮﻣﺎً ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ ﺇﻧجﻠﺘﺮﺍ ﻭﻫﻮﻟﻨﺪﺍ ﻭﺍﻟﻨﻤﺴﺎ، ﺿﺪ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺇﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ، ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1704، ﻭﺑﻌﺪ ﻗﺼﻒ ﺍﺳﺘﻤﺮ 6 ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﺩﻣﻴﺮﺍﻝ ﺟﻮﺭﺝ ﺭﻭﻙ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻗﻮﺓ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ 1800 ﺑﺤﺎﺭ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮﻟﻨﺪﻱ، ﺳﻘﻂ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻭﺧﻀﻊ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺍﺳﺘﺴﻼﻡ.
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1714 ﻣﻌﺎﻫﺪﺓ " ﺃﻭﺗﺮﺷﺖ" ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻠﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻋﻦ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ.
ﺑﻘﻲ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺓ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ 1981 ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻐﺖ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺔ، ﻭﻗﺮﺭﺕ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﻜﻢ ﺫﺍﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻌﻤﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ، ﻃﺎﻟﺒﺖ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺴﻴﺎﺩﺗﻬﺎ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ ﺗﻨﺎﺯﻝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻋﻨﻬﺎ. ﺃﻣﺎ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﺄﻋﻠﻨﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻻ ﻳﻠﻐﻲ ﺇﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ، ﻟﻜﻨّﻬﺎ ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺢ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺍﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ.
ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺇﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﺷﻬﺪ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺷﻌﺒﻴﺎً ﻋﺎﻡ 2002 ، ﺻﻮّﺕ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻭﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮﻥ، ﺑﻨﺴﺒﺔ %99 ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ.
ﻭﺟﺒﻞ ﻃﺎﺭﻕ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1973 ، ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻜﺘﻞ، ﻭﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻔﺘﺎﺀ ﺧﺮﻭﺝ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺻﻮّﺕ ﻣﻮﺍﻃﻨﻮ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺑﻠﻐﺖ 96 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﻳﺖ 52 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻴﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ.
وﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺣﺎﻟﻴﺎً ﺣﻮﻝ ﻋﻀﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ، ﺑﻴﻦ ﻟﻨﺪﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪﺕ، أمس ﺍﻷﺣﺪ، ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺗﻬﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻪ، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺪﺭﻳﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﻻﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻗﻠﻴﻢ.