كتب: خالد سالم
سطر الطيار محمد أباظة ملحمة إنسانية فى سماء شرم الشيخ، الجمعة الماضية، أثناء عودته من السعودية إلى القاهرة، عندما هبط فى مطار شرم الشيخ الدولى لإنقاذ مريض كان بين الحياة والموت.
أثناء عودة الطيار محمد أباظة قائدا للرحلة الجوية القادمة من الطائف بالمملكة العربية السعودية إلى القاهرة، وبالتحديد فوق مطار شرم الشيخ، بعد دخزل المجال الجوى المصرى بفترة وجيزة، أبلغته المضيفة أن أحد الراكب تعرض لأزمة قلبية وعمره 60 عام.
فطلب الطيار من الطبيب الموجود على متن الطائرة، توقيع الكشف الطبى على المريض، وبالفحص، تبين الطبيب أن الحالة طارئة وتستدعى نقل المريض لأقرب لمستشفى فى أسرع وقت، وبدورها أبلغت المضيفة قائد الطائرة، وعلى الفور قرر الكابتن محمد أباظة تغيير مسار رحلته والهبوط فى أقرب مطار، استجابة للحالة الطارئة، فأبلغ برج المراقبة التابع لمطار شرم الشيخ، وطالبهم بتجهيز سيارة إسعاف، فى أقرب موقع بجوار الطائرة.
وبالفعل تمكن الطيار من الهبوط فى مطار شرم الشيخ الدولى، وتم إسعاف الراجل بنجاح، وانتظر الطيار أكثر من ساعة، حتى يطمئن على حياة الراكب وعودته إلى متن الطائرة ثم استكمل طريق العودة إلى القاهرة.
وبالفعل تمكن الراكب المريض من صعود نفس الطائرة ذاتها مرة أخرى، بعدما تحسنت حالته الصحية تمام التحسن والطيارة طلعت من شرم للقاهرة
من اللافت للنظر أن قائد الطائرة لم يتعامل مع الحالة على أنه مسن وأنه يمكن أن يتوفى حتى لو هبط إلى مطار شرم الشيخ، ولم يكن أسير الروتين والمواعيد المحددة للرحلات، ولم يحسب التكلفة المادية، فالحياة أغلى من وقود الطائرة، والإنسانية فوق التعليمات.
مثل الطيار قدوة تحتذى، وأضاف أسما جديدا فى سجل شرف الطيران المصرى، فلم يرض بالحلول المسكنة للضمير بإخطار المضيفة مثلا بإعطائه جرعة مسكنات، خاصة أن المسافة بين شرم الشيخ والقاهرة صغيرة نسبيا. فكانت الرسالة مفادها "الدم المصرى غالى"، ومازال لدينا رجال محترمين.