كتبت: أمل إبراهيم
في حين أن المطبخ الإثيوبي أصبح معروفًا بشكلٍ تدريجي ، إلا أنه ليس من المبالغة القول إنه يبقى واحدًا من أفضل الأسرار في العالم.
إن تناول الطعام على الطريقة الإثيوبية يعني إعادة التفكير في العديد من الافتراضات التي قد تكون لديكم حول العشاء بالنسبة لمعظمنا، لأن هذا يعني البدء بتجنب أدوات تناول الطعام والاستعداد للحصول على وجبة من خلال الأصابعة بطريقة فوضوية.
أغلب الوجبات الإثيوبية تسمى " إنجيرا " وهو خبز شبيه بالفطائر البانكيك الشبيهة بالكعك الإسفنجي ، على سطحها الغريب المطاطي يتم تقديم مجموعة كبيرة من الأطعمة ، متعددة الألوان بدءا من اليخني الحارة إلى الكاري إلى مكعبات من اللحم النيء.
إن وصفات المطبخ الإثيوبي من أكثر الوصفات التي حُفظت من جيلٍ إلى جيل، ولم تنتشر كثيراً كالمطابخ الأُخرى، و يتكوّن الأكل الإثيوبي من يخناتٍ حارة محضّرة بالخُضار والعدس، وسميّت هذه البلاد ببلد الخُبز والعسل، لاشتهارها بتربية النّحل وتصنيع أجود أنواع العسل، و يُعتبر خُبز الإنجيرا من أشهر الوصفات المشهورة فيها، ويُقدّم تقريباً مع كل الأكلات، بالإضافةِ إلى معجون الفلفل الأحمر والزّبدة الحارّة، التّي تُعدُّ من أساسيّات المطبخ الإثيوبي.
قد يتفاجأ من يزور إثيوبيا حين تقدّم له وجبة اللحم النيئ، غير أن استغرابه سرعان ما سيتلاشى حين يدرك أن تلك الوجبة هي “المفضلة” لسكان البلاد، وأنها تعد طبقًا فاخرًا لدى جميع الطبقات.
ففي إثيوبيا، تلتقي جميع العرقيات والديانات عند عادة اجتماعية تتمثل في تناول اللحوم النيئة، ضمن تقليد مازال راسخًا بالمجتمع، رغم تحذير الأطباء وانتشار ثقافة الوجبات السريعة بالبلاد.
ورغم ما يخلفه تناول اللحوم النيئة من أمراض، إلّا أنّ الإثيوبيين لا يكترثون لتحذيرات الأطباء، ولا يتوقّفون عن عادة يعتبرونها مظهرا من مظاهر الغنى والرفاهية.
وتحظى وجبة “كوتفي” التي تحضّر من اللحم النيئ والزبدة والتوابل والصلصة الحارة، باهتمام شريحة واسعة من الشعب الإثيوبي، وتعد هذه الوجبة في مقدمة الوجبات التي يتم من خلالها استهلاك اللحم النيئ.
وجبة “إنجيرا”، تعتبر هي الأخرى من المأكولات التي يتم تحضيرها من اللحم النيئ والطحين، وهي من عادات سكان القسم الجنوبي من البلاد.
ومن المكونات الأساسية في المطبخ الأثيوبي "الحبوب "وتعتبر واحدة من الدعائم الأساسية للنظام الغذائي الأثيوبي .
ومن الحبوب الشهيرة في اثيوبيا حبوب التف وهي حبوب كاملة يتم استخدمها لإعداد العديد من الأطباق الاثيوبية ومن الحبوب أيضا الشوفان والشعير والدخن والذرة الرفيعة والتي تحتوي على نسبة عالية من الألياف.
البهارات: الإثيوبيون ، مثل الهنود ، لا يخجلون من إضافة التوابل. واحدة من أكثر المرافقات شيوعا هي البربر ، وهو مزيج من التوابل الإثيوبية يحتوي على ما يصل إلى 16 عنصر مكون ، بما في ذلك مسحوق الفلفل الحار ، الحلبة ، الزنجبيل ، الثوم ، الهيل والقرفة.
بالإضافة إلى الأطباق التي لا نهاية لها ، من الضروري تجربة القهوة الإثيوبية بعد الوجبة. وأفادت تقارير أن أثيوبيا هي مسقط رأس القهوة العربية ذات الجودة العالية ، وتنتشر شهرة القهوة هناك على نطاق واسع باعتبارها من أفضل أنواع القهوة في العالم.