أحمد عاطف آدم يكتب: خليها تعنس وخليك في حضن أمك

أحمد عاطف آدم يكتب: خليها تعنس وخليك في حضن أمكأحمد عاطف آدم يكتب: خليها تعنس وخليك في حضن أمك

*سلايد رئيسى10-2-2019 | 16:37

دفعت حملة خليها تعنس منذ بضعة أيام والتي أقدم علي تدشينها بموقع " تويتر " طالبا في السنة النهائية بكلية الإعلام جامعة سوهاج ، إلي العديد من ردود الأفعال المضادة من جانب بعض الفتيات اللائي رئينها مسيئة إليهن ، علي أساس قوامها الدلالي الباعث علي تقزيم فكرة الإرتباط بهن ، ومن جانبه دافع الطالب وأرجأ سبب المبادرة لمغالاة أهاليهن في تكاليف الزواج ، بداية من الشَبْكَة الذهبية المقدمة للعروس والمبالغ فيها عند البعض، وكذلك إشتراط شقة معينة وأساس بعينه وما إلي ذلك ، وأضاف ضمن تصريحه السابق لإحدى الصحف بأنه لم يقصد الإساءة بشكل أو بآخر إلي فتيات حواء بل يعترض فقط علي طبيعة مغالاة الأهل في متطلبات الزواج ، وربما تناسي صاحب تلك المبادرة أن من بين من يدعو لوقف حالهن من حيث الإرتباط قد تكون إما شقيقتة أو أبنة عمه إلخ... . وبعيدا عن تلك الحملة غير المبررة وأخري أطلقتها بعض الفتيات بعنوان " خليك في حضن أمك " كرد يبدو منطقيا شكلا ، بسبب التقليل من قيمتهن التي لا ينكرها إلا مختل أو جاحد ، إلا أنني أجد أن جوهر المبادرتين يكمن في تلك الحالة التي يعيشها شباب الجنسين من التنمر المتبادل قبل وبعد الزواج حتي بعد صرف النظر عن "خليها تعنز" سالفة الذكر ، فتلك التصرفات ما هي إلا تأكيدا لحقيقة تعدد حالات الطلاق لعدم التوافق والإتفاق ، إذا أرتبط الأمر بطبيعة العلاقة الإجتماعية والسلوك الإنساني بين طرفي أقدس علاقة علي وجه الأرض وهي الزواج ، ليكون عنوانها الجديد هو علاقة " فرض السيطرة " ، بدلا من " المودة والرحمة " ، فكلا يسعي لتطبيع وتحجيم الآخر وصرفة بعيدا عن مسئولياته تجاة نصفه الآخر ، فنجد أن الزوج المعاصر ينسج في خيالة طبيعة مغايرة إلي حد كبير عن مهامه الطبيعية كرب أسرة يجب أن يقدم كل دلائل الرجولة من إحتواء واحترام وحنان ، ويبذل كل ما في طاقته للوصول لقمة العطاء من أجل أسرته الصغيرة حتي لو بدأت بزوجته قبل وصول أعضاء آخرين كالأبناء ، بالإضافه إلي جفاءة وتفضيلة لتواصله الصامت مع مواقع "الإنفصام الإجتماعي" معظم الوقت ، وإذا نظرنا إلي الجهه المقابلة سنجد حواء المدلله التي لا تمتلك سلاحا إلا إنوثتها الجوفاء الخاوية من الخبرات ، فباتت هي الأخري تدافع عن عدم قدرتها علي العطاء بمعاملة زوجها بندية تفتقر لأي براهين وجودية . في النهاية فإن المجتمع الذي يريد أن يستنسخ جيل الزمن الجميل ، عليه أن يستنسخ أولا التربة التي ترعرع أبنائه علي سطحها ، من إعلام نزية مثقف غير إنتهازي أو عشوائى ، وأهل متمسكين بتأصيل مبادئ وقيم أكثر تأثيرا وعمقا .
أضف تعليق