كتب: محيى عبدالغنى
أكد الدكتور محمد أحمد مرسى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أنه كانت لمصر علاقات متميزة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكانت مصر تعتبر الدائرة الإفريقية الهامة، مضيفًا أن مصر عادت إلى أفريقيا خلال قمة عام 2017 على مستوى القادة الأفارقة، وتم إجراء سلسلة من الاجراءات لتفعيل هذه العلاقات، لتحقيق التبادل المشترك .
وأضاف مرسى فى تصريحات خاصة لـ «دار المعارف» أن سبق لمصر تنظم مؤتمر التجارة الحرة عام 2015 وعنواتها "السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى" ومضمونه التعاون الاقتصادى المتعدد بين دول القارة، مضيفًا أن هناك دور سياسى قوى لمصر من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى، وهذه تكون بداية مشابهة لنشأة الاتحاد الأوربى والذى بدأ بالتعاون الأمنى والاقتصادى، موضحًا أن مصر اليوم تعود بقوة إلى أفريقيا، وذلك نتيجة سياسات سليمة اتبعتها مصر فى الداخل والتى انعكست على الخارج الأفريقى والدولى وجعلت القيادات الأفريقية اتجهت إلى التعاون مع مصر.
وأشار إلى أن تجربة مصر فى السنوات الماضية والسلبيات التى مرت بعد ثورة 25 يناير، موضحًا أن مصر تمكنت من الخروج من سلبياتها وقد حققت قدر من التنمية، التى تطلبها أفريقيا، مضيفًا أن مصر أصبحت نموذج للقضاء على حزمة من المشكلات من عدم الاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى.
ويواصل أستاذ العلاقات الدولية حديثه أن مسئولية مصر الآن استيعاب التطلعات الأفريقية وتحويلها إلى مشروعات ملموسة على أرض الواقع، مضيفًا أن الاتحاد الأفريقى مطلوب منه تحقيق تنمية القارة الأفريقية، موضحًا إذا نجحت مصر فى مسعاها، فإن ذلك يعطيها قدر من المصداقية لاستمرارها فى ريادة أفريقيا لتحقيق المصالح المشتركة للدول الأفريقية، مؤكدًا أن أفريقيا تتطلب الخبرة من مصر حتى تتمكن مجموعة الدول الأفريقية من بناء مستقبل واعد للقارة.
وأشار مرسى إلى أن السياسة المصرية تسعى إلى تحقيق الاستقرار وتحقيق التنمية، ومقومات ذلك القضاء على الارهاب والتطرف وإنهاء الحروب الأصلية التى تعيق التنمية الأفريقية، وتحقيق التنمية ينص على الفقر والجهل، ولن يأتى ذلك إلا إذا اتجهت الدول الإفريقية من خلال عمل جماعى يقوده الاتحاد الأفريقى.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن التجربة جديدة بإعادة نشرها فى دول الاتحاد الأفريقى، موضحًا أن الدور المصرى ليس بجديد على أفريقيا، مضيفًا أن القضاء على حالة الجمود فى العلاقات بين الأشقاء الأفارقة يؤكد على قوة مصر فى دعم دول الاتحاد.
واختتم مرسى بأن الاهتمام المصرى بالدائرة الأفريقية لن يحدث إلا إذا اتبعت أسس حديثة وقواعد تتماش مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.