وكالات
تسبّب دمج الأذان بالموسيقى في ملهى ليلي بمنطقة الحمامات، شمال شرق تونس، إلى ضجة واسعة أدت بالسلطات إلى اتخاذ قرار إغلاق الملهى إلى إشعار آخر، وفتح تحقيق حول المتسبيين بهذا الوضع.
وخلق الفيديو الذي التقطه شخص داخل الملهى هذه الضجة، إذ يسمع المشاهد صوت الأذان ممزوجا بموسيقى في مهرجان راقص يحمل اسم "أوربت فيستفال" احتضنته ملاهي ليلية بمدينة الحمامات السياحية، حضره مجموعة من المغنين ومحترفي الـ"دي جي" الأوروبيين.
وصرّح والي نابل، منور الورتاني، بأنه اتخذ قرارا بغلق الملهى، زيادة على إعلان فتح تحقيق في الموضوع، متحدثا عن أن "المساس بالشعائر الدينية خط أحمر لا يجب تجاوزه".
كما عبّرت وزارة الشؤون الدينية التونسية، في بيان لها، عن "شجبها لمثل هذه التصرفات التي تمسّ من المقدّسات ومن الشعائر"، معتبرة أن "الاستهزاء بمشاعر التونسيين وقيمهم الدينية أمر مرفوض قطعا"، داعية إلى "عدم الانجرار وراء ردود الأفعال المتشنجّة والتعقل واعتماد الموعظة الحسنة في نبذ مثل هذه التصرفات".
وقام بمزج الموسيقى، دي جي من انجلترا، هو داكس دجي" الذي اعتذر عمّا وقع، نافيا أن يكون قد تعمد إهانة المسلمين، حسب ما نقلته إدارة "أوربت فيستفال" على صفحتها على فيسبوك، لافتة إلى أن الحادث يمكن أن يقع في أيّ مكان وفي أيّ بلد وأن "داكس" لم تكن له أبدا نية استفزاز أحد.
وتابعت الإدارة أن صوت الأذان ألهم "داكس" وظن أن اللحن يمكن أن يعجب جمهور المهرجان، كما أنه أخذ الموضوع من زاوية السلام والتصالح وبنية حسنة، متحدثة عن أنهم لا يرغبون بالدخول في نقاشات دينية، وأن فكرة الإساءة إلى الإسلام الذي يبقى "دين سلام وتسامح" بعيدة عن قصد المهرجان.
وقد أصدرت محكمة في مدينة الحمامات، شمال شرق تونس، اليوم الخميس 06 أبريل، حكما بالسجن عاما كاملا بحق الديجي الإنجليزي 'داكس ديجي"، الذي يوجد خارج تونس، بسبب واقعة دمج الموسيقى مع الأذان في ملهى ليلي، وفق ما نقله محامون حضروا الجلسة لوسائل إعلام تونسية.
وحكمت المحكمة بستة أشهر على المغني بتهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة، وستة أشهر أخرى بتهمة التجاهر بالفحش، مع النفاذ العاجل بحقه، بعد الضجة الكبيرة التي خلقها مقطع فيديو أظهر دمج الموسيقى بالأذان في مهرجان راقص احتضنه ملهى ليلى بمدينة الحمامات خلال الأسبوع الماضي.
وجرى إسقاط الدعوى بحق وكيل الملهى الليلي الذي جرى إيقافه يوم الأحد الماضي، إذ لم يحمله القضاء مسؤولية ما جرى، خاصة مع اعتراف الفنان الإنجليزي أنه هو من دمج الموسيقى بالأذان دون أن تكون له نية الاستفزاز، حسب ما نشرته إدارة المهرجان التي نقلت كذلك اعتذاره.
وتسبّبت الضجة في اتخاذ سلطات ولاية نابل لقرار إغلاق الملهى الليلي الذي احتضن الحفل بشكل مؤقت، كما أصدرت وزارة الشؤون الدينية بيانا نددت فيه بما جرى، داعية إلى ضبط النفس في الرد على ما اعتبرته إساءة للمقدسات.
ورفعت جماهير رياضية الأذان في المدرجات خلال مبارة محلية لكرة اليد هذا الأسبوع، كما نظم نشطاء على المواقع الاجتماعية حملة واسعة لرفع الأذان، يتم خلالها إطلاق صوت للأذان في الحسابات. ومن الشخصيات التي شاركت في الحملة، الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي.
وكتب المرزوقي على صفحته بفيسبوك: "اللغة العربية والإسلام هما العمود الفقري للشعب والأمة .لا مساس بالعمود الفقري وإلا انهار كل الجسم وما فوقه من ثياب ".