كتب: جهاد السعيد
تصدرت صورتها وهى بالبدلة الرسمية لسلاح الجو الأمريكى، بجوار صور لها بالحجاب، بعد أن أعلنت إسلامها على المذهب الشيعى، وعناوين من عينة " مطلوبة من سلطات التحقيق الفيدرالية أف بى أى " إلى أخره .. وانتشرت على نطاق إعلامى كبير خلال الساعات الماضية قصة مونيكا إلفريد ويت، المتهمة بالتجسس لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن تم تجنيدها من قبل الحرس الثوري الإيراني لخيانة بلدها ، وفقاً للمدعين الفيدراليين.
حسب الرواية الغربية تزعم السلطات الأمريكية أن ضابطة استخبارات سلاح الجو الأمريكى السابقة قدمت معلومات تخص حكومة أمريكا تتعلق ببرنامج عسكرى سرى للغاية، وساعدت قراصنة إيرانيين فى استهداف زملاء سابقين لها، ومعلومات سرية لحكومة طهران ، بما في ذلك الاسم الرمزي والمهمة السرية لبرنامج وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، حسب سلطات الإدعاء الأمريكى.
مونيكا إلفريد ويت، تبلغ من العمر 39 عاما، وكانت متخصصة فى مكافحة التجسس، وشاركت من قبل فى مهام سرية أمريكية فى الخارج، لكنها أصيب بخيبة أمل فغادرت الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد مدة ظهرت فى يران وقد غطت شعرها البنى بالحجاب
وولدت مونيكا فى تكساس ونشأت فيها، وانضمت لسلاح الجو الأمريكى فى عام 1997 وسرعان مع حصلت على الثقة واؤتمنت على أدق أسرار الجيش، وفقا للائحة الاتهام، وتم تدريبها باللغة الفارسية، ومن مايو 1999 وحتى 2003، أمضت بعض الوقت فى رحلات خارجية سرية لجمع معلومات استخباراتية إلكترونية.
وفى الفترة بين نوفمبر2003 ومارس 2008، التحقت بالعمل كمحققة جنائية ومتخصصة فى مكافحة التجسس فى مكتب التحقيقات الخاصة بالقوات الجوية، وهى المهمة التى أتاحت لها السفر إلى الشرق الأوسط فى عمليات سرية ووفرت لها وصولا إلى أسماء ومصادر العملاء الأمريكيين المشاركين فى أنشطة سرية وتركت الجيش الأمريكى فى 2008، لكنها عملت كمتعاقدة حكومية لحوالى عامين إضافيين وشمل هذا العمل على برنامج سرى.
وقال مسئولون أمريكيون إنه حتى قبل انشقاق مونيكا رسميا فى عام 2013، ظهرت فى مقاطع فيديو وتصريحات إعلامية تنتقد الحكومة الأمريكية، وكانت تعلم أن هذه التصريحات ستذاع فى المنابر الإعلامية الإيرانية، وتجاهلت تحذير من الإف بى أى بأن الاستخبارات الإيرانية ربما تحاول تجنيدها، وكانت دوافعها الرئيسة إيديولوجية، وفقا لما قاله جاى تاب، المساعد التنفيذى لمدير الأمن القومى بالإف بى أى، وأضاف أنه بمعنى آخر قررت أن تتحول ضد الولايات المتحدة وتغير ولاءها لصالح حكومة إيران.
والقصة كلها تأتى فى ظل التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، وربما تكون بداية لللدخول فى حرب جواسيس بين واشنطن وطهران، خاصة وأن المتهمة كانت تشغل منصبا حساسا فى الجيش الأمريكى سمح لها بالإطلاع على تفاصيل وأسرار عسكرية سرية للغاية، فيما سيبدو وكأنه انتصارا حققته طهران.