دار المعارف
نشر الكاتب السعودى مشعل السديري – اليوم الأحد – مقالا فى صحيفة "الشرق الأوسط التى تصدر فى لندن، وحمل المقال عنوان: "سكتم بكتم" ، وقد وصف الكاتب فى مقاله بعض ما جاء فى كتب التراث بلفظ " الهلس ".
وقال السديري في مقاله: " ما أكثر "الهلس" في كتب التراث ولا أقول "الكذب" تأدبًا، مضيفا " في هذه الأيام أقرأ كتاب "تحفة الألباب" نوعًا من التسلية العبثية، وإليكم ما ذكره شيخ اسمه عبد الله." يقول:
" شاهدت رجلًا من نسل عاد طوله أكثر من سبعة وعشرين ذراعًا، واسمه (دنقي أو ديقي)، وكان يأخذ الفرس تحت إبطه كما يأخذ الطفل الرضيع، وقد لاقيته وهو رجل متواضع فسلّم ورحب بي وأكرمني، وكان رأسي لا يصل إلى ركبته، وكانت له أخت على طوله، وقد أعجبني جمالها الفائق، ويقال إنها في إحدى الليالي من شدة شوقها إلى زوجها ضمته فكسرت أضلاعه فمات من ساعته."
وواصل السديرى فى مقاله كاتبا: " وإليكم المزيد من «الهلس» المضحك: "أُهدي إلى أبي منصور الساماتي فرس له قرنان، وثعلب له جناحان إذا قرب منه إنسان نشرهما، وإذا بعد ألصقهما، وذكر القاضي عياض أنه: ولد له مولود على أحد جنبيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وتطرق السديرى فى مقاله ذاكرا الشيخ صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، وقد أكد السديري أنه يكنّ للمغامسى الاحترام والإعجاب؛ خصوصًا في بعض طروحاته المنفتحة، غير أنه مثلما يقولون: "الحلو ما يكمل"، مضيفا " وقد شاهدته على قناة mbc، يتحدث عن سيدنا آدم، ويؤكد أن طوله – عليه السلام – عندما هبط على الأرض كان قرابة 30 مترًا."
وواصل السيدرى متسائلا : " لا أدري إلى أي أساس أو مرجع هو استند؟! أي أن طوله إذا صح ذلك يكون بارتفاع عمارة مكونة من عشرة طوابق، وهل يا ترى أن ولديه هابيل وقابيل كانا عملاقين على شاكلته، أم أنهما ولدا على شاكلتنا نحن الأقزام؟!،
وإذا كان الهدف هو الدلالة على قدرة الله، فقدرته - عز وجل - تفوق الخيال والمستحيل، وأنه لو أراد لجعل آدم بطول برج خليفة المكون من 163 طابقًا، وبارتفاع 828 مترًا، وليس بطول عمارة مكوّنة من عشرة طوابق وبارتفاع 30 مترًا فقط”.
وختم الكاتب السديري مقاله بالقول: " لكنني أخمّن - والله أعلم- أن الشيخ المغامسي، من المحتمل أنه تأثر بما جاء في كتاب " البداية والنهاية" لابن كثير، وهو كتاب ممتلئ بالخرافات والإسرائيليات، مثل كتاب الطبري كذلك، غير أن ما يميز الطبري، أنه كان يشير إلى بعض المرويات على أنها من الإسرائيليات، بعكس عمنا ابن كثير الذي كان يكتب "سكتم بكتم".