وكالات
أحيت الدراما التركية المسلسل الشهير "حريم السلطان"، تاريخ شخصية بارزة في العالم الإسلامي، شخصية أوصلت بحكمها الدولة العثمانية إلى ذروة مجدها في الغرب والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولقيت قصة الحب "العثمانية" التي جمعت بين السلطان سليمان القانوني وزوجته هرم سلطان "روكسيلانا"، شهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم، ونُسجت حولها قصص وروايات، إلا أن رسائل قديمة كُشف عنها مؤخرا، ألقت الضوء على طبيعة العلاقة التي جمعتهما.
وكشف الأرشيف الرئاسي في تركيا عن رسالة كتبتها هُرم سلطان إلى سليمان القانوني عندما كان الأخير في ساحة المعركة، وقد وصفها مراقبون بأنها أحد أفضل الأمثلة على الشعر والنثر التركي في العصر العثماني.
مولد السلطان سليمان
وُلد السلطان سليمان القانوني في طرابزون (جزء من تركيا اليوم) عام 1494، وكان والده سليم الأول هو سلطان الإمبراطورية العثمانية آنذاك.. نشأ سليمان في قصر “توبكابي” الساحر الواقع في عاصمة الإمبراطورية “إستانبول”، ثم ذهب إلى المدرسة ليتلقى العلم على يد بعض كبار العلماء المسلمين في ذاك الوقت؛ فدرس مجموعة متنوعة من المواد كالتاريخ والعلوم والأدب والاستراتيجية العسكرية.
وساعدت الحياة العملية المبكرة سليمان في إعداده لحين توليه مقاليد الحكم؛ فبينما لا يزال في سن المراهقة تم تعيينه حاكمًا لمدينة كافا؛ فتعلّم السياسة وكيفية تطبيق القانون، كما تعرَّف أيضًا على مختلف الثقافات والأماكن المنتشرة داخل الإمبراطورية العثمانية.
أعماله
قام سليمان القانوني بالعديد من أعمال التشييد من الحملات العسكرية من عام 1520 إلى عام 1566 في مجالات القانون والأدب والفن والهندسة المعمارية، ففي عصره بنى مدينة السليمانية بالعراق العجمي على انقاض قرية قديمة، كما بنى جامع السليمانية الذي بناه المعماري سنان، والتكية السليمانية في دمشق، كما قام بحملة معمارية في القدس من ضمنها ترميم سور القدس الحالي، عرف بسنّه قوانين لتنظيم شؤون الدولة عرفت باسم "قانون نامه سلطان سليمان" أي دستور السلطان سليمان، وظلت هذه القوانين تطبق حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وكان ذلك مصدر تلقيبه بالقانوني. ولقد سماه الفرنجه بسليمان العظيم. ويعرف أيضا بلقب سليمان المشرع.
أما بالنسبة للرومانسيين، فإن سليمان القانوني معروف أيضا بقصته مع زوجته هرم، التي كانت في أحد الأيام ضمن "عبيده"، وفق ما ذكرت صحيفة "حرييت" التركية.
زوجته
وهُرم، المعروفة أيضا بـ"خُرَّم سلطان"، هي زوجة سليمان القانوني، ووالدة ابنه وخليفته سليم الثاني. وتعرف أيضا باسمها الأصلي "روكسيلانا".
وتقول هرم في الرسالة التي كشف عنها، الموجهة إلى زوجها السلطان: "لقد ضللت في هذا الكون. عشت أفضل سنوات حياتي تحت حمايتك، مثل اللؤلؤة في صندوق مجوهراتك. الرجاء قبول هذه الرسالة من عبدتك البائسة العاجزة، التي تعاني في غيابك".
وتضيف في الرسالة التي كتبت في عام 1526: "أجد فقط السلام بجانبك. الكلمات والحبر لا يكفيان للتعبير عن سعادتي وفرحتي عندما أكون بجانبك. ذكريات الأيام التي قضيناها معا، اللحظات التي تشاركناها، تملأ قلب خادمتك".
وأرفقت هرم قطعة من ملابسها غارقة في الدموع مع الرسالة التي جاء فيها أيضا: "يا عزيزي السلطان، أصلي إلى الله من أجل رؤية وجهك المبتهل مرة أخرى. لا مزيد من البعد من الآن فصاعدا. أتمنى من ربي أن يكون سلطاني، حبيبي، سعيدا دائما في الدنيا والآخرة".
وجاءت هرم إلى البلاط الملكي فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، وسرعان ما جذبت انتباه سليمان القانوني على الفور، وأصبحت المفضلة لديه، إذ كسر البروتوكول الملكي وجعلها زوجته.
وكان لسليمان القانوني من هورام 6 أبناء، هم محمد ومحرمة سلطان وعبد الله وسليم الثاني وبايزيد وجيهانغير. وصعدت لتصبح واحدة من الشخصيات النسائية الأكثر تأثيرا في التاريخ العثماني.
وتوفي سليمان القانوني أثناء حصار مدينة سيكتوار عام 1566. وأصبحت الإمبراطورية العثمانية بعده بقوتها العسكرية وخيراتها الاقتصادية وتوسعاتها أقوى دولة في العالم.
[caption id="attachment_243864" align="aligncenter" width="1000"]
رسالهويام لزوجها سليمان القانونى[/caption]