«مستقبل الإستثمار الزراعي بين مصر والسودان».. دراسة جديدة لـ«حوض النيل»

«مستقبل الإستثمار الزراعي بين مصر والسودان».. دراسة جديدة لـ«حوض النيل»«مستقبل الإستثمار الزراعي بين مصر والسودان».. دراسة جديدة لـ«حوض النيل»

مصر26-2-2019 | 16:29

كتبت:إيمان هاشم

أعد الدكتور عدلي سعداوي عميد معهد دول حوض النيل للبحوث والدراسات الاستراتيجية دراسة بحثية جديدة عن " مستقبل الاستثمار الزراعي بين مصر والسودان".

وقد جاءت الدراسة إيمانًا من المعهد بأن السودان يزخر بالموارد الطبيعية حيث الأراضى الزراعيه وموارد المياه العذبة من مصادر متعدده كالأنهار والأمطار والمياه الجوفية إضافة إلى الغابات والمراعى والثروة الحيوانية والثروات المعدنية التى تشمل الذهب وبعض المعادن النفيسة والثروة البترولية.

 ويتميز السودان بوفرة المواد الخام لمعظم الصناعات، كذلك يتميز بوفرة  الموارد البشرية التى تتمثل فى العمالة الفنية والمدربة وبأجور تقل كثيرًا عن الدول الأخرى.

 وأكد " سعداوي " أن كل هذه المقومات تدفع باتجاه أهمية تنفيذ مشروعات مشتركة تحقق مصالح مصر والسودان للدفع باتجاه التكامل المشترك لمصلحة البلدين.

فالحديث عن الاستثمار فى الإنتاج الزراعى، يعتمد على أن السودان هو  بلد غني بالموارد الطبيعية حيث يقوم اقتصاده على الإنتاج الزراعي والحيواني، حيث تمثل الزراعة العمود الفقري للاقتصاد وتقوم عليها معظم الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

 وفيما يلى أهم فرص الاستثمار فى قطاع الزراعة بالسودان والتى يمكن الاستفادة منها لتعزيز التكامل المصرى السودانى.

تقدر الأراضي الصالحة للزراعة فى السودان بحوالي 200 مليون فدان، المستغل منها حالياً لا يتجاوز 15% أي حوالي 30 مليون فدان. وتقدر حصة السودان من مياه النيل حسب اتفاقية مياه النيل لعام 1959م بنحو 18.5 مليار م3 سنوياً، ويستغل السودان حالياً منها حوالي 12.2 مليار م3 في العام.

 تنتشر مصادر المياه الجوفية في أكثر من50% من مساحة السودان ويقدر مخزونها بنحو 15.2 مليار م3.

تشمل فرص الاستثمار المتاحة فى مجال الإنتاج النباتى إنتاج المحاصيل الحقلية كالقمح، الذرة الشامية، عباد الشمس، فول الصويا، بنجر السكر، الخضر والفاكهة، الأعلاف والنباتات الطبيعية والعطرية. ومن أمثلة بعض هذه المشروعات ما يلى:

أحياء مشروع المنطقة المتكاملة بين جنوب مصر وشمال السودان وهى بين أسوان ووادى حلفا، حيث يتيح المشروع تخصيص أكثر من ستة ملايين فدان من الأراضي الزراعية الخصبة في منطقة وادي حلفا وقرب الحدود المصرية للشركات الزراعية المصرية وفق عقود ملكية انتفاع طويلة الأجل. ومن أمثلة المشروعات الزراعية القائمة فى وادى حلفا ما يلى:

مشروع حلفا الجديدة الزراعي:

ويعرف رسمياً باسم “هيئة حلفا الجديدة الزراعية” هو واحد من المشاريع المهمة لإنتاج المحاصيل الزراعية في السودان ويقع في ولاية كسلا على بعد 360 كيلومترًا شرق الخرطوم و80 كيلومترًا غرب مدينة كسلا.

يهدف المشروع إلى توطين أهالي وادى حلفا المهجرين بعد قيام السد العالى في عام 1963 وتوطين السكان المحليين من منطقة البطانة والرحل وغيرهم من الوافدين من مناطق السودان الأخرى الراغبين في الاستقرار بالمنطقة. كذلك استغلال مياه نهر عطبرة للتنمية الزراعية من خلال زراعة المحاصيل النقدية للمساهمة في الدخل القومى للبلاد وأخرى استهلاكية لتعزيز الأمن الغذائى بالمنطقة والاكتفاء الذاتي من المحاصيل لسكان المنطقة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للمواطنين.

وفيما يتعلق بمساحات المشروع، فهي تتنوع ما بين أراض مخصصة لمزارعي حقول الدورة الزراعية وتبلغ 366.8 ألف فدان تزرع في دورة ثلاثية (قطن، قمح، ذرة، فول سوداني).

أو أراض مملوكة للمهجرين من أهالي وادي حلفا تبلغ مساحتها الكلية 24 ألف فدان وتزرع الخضراوات، الفاكهة، الأعلاف والمحاصيل البقولية .

 ومشاتل مزارع إنبات بذور خضراوات وبساتين فاكهة تابعة لإدارة البساتين بهيئة حلفا الجديدة الزراعية ومساحتها حوالي 900 فدان، وأراض مخصصة للاستثمار الخاص وتبلغ نحو 9800 فدان.

وإذا انتقلنا إلى المحاصيل فتشمل الذرة الرفيعة حيث تم إدخال أصناف محسنة ذات إنتاجية عالية منها لزراعتها في المشروع باعتبارها واحدة من أهم المواد الغذائية في السودان، بالإضافة إلى الفول السوداني وتمت زراعته بغرض المحافظة على خصوبة التربة فضلاً عن أنه يشكل محصولاً نقدياً يدر عائدًا ماليًا للمزارع، والقمح وهو المحصول الغذائي الرئيسي بالنسبة للمهجرين من وادى حلفا، والذرة وتعرف في السودان بالذرة الشامية أو عيش الريف، تمييزاً لها عن الذرة الرفيعة وقد تم إدخالها في المشروع حديثاً لتزرع في الموسمين الصيفي والشتوي، والخضراوات وتتمثل فى زراعة الطماطم، البصل، القرع، البطيخ، الشمام والبطاطا الحلوة، والفاكهة: وتتمثل في الجريب فروت، البرتقال، التمور، الليمون والجوافة.

مشروع ( ارقين– جمي)

حيث يقع في سهل جمي بالولاية الشمالية على الضفة الغربية للنيل غرب مدينة وادي حلفا تقريباً، وتبلغ المساحة المقدرة للمشروع 200 ألف فدان. يتميز المشروع بقربه من الطرق الممهدة ووجود وسائل النقل بالسكة الحديد والنقل الجوي. يهدف المشروع إلى زراعة المحاصيل الغذائية والنقدية لتحقيق الأمن الغذئي والمساهمة في زيادة حصيلة البلاد من العملات الصعبة من خلال التصدير، كذلك خلق فرص عمل والمساهمة في تنمية منطقة المشروع. ومن أهم المنتجات الزراعية بالمشروع القمح، الذرة الشامية، زهرة الشمس، فول الصويا، بنجر السكر، الخضر والفاكهة،  الأعلاف، النباتات الطبيعية والعطرية والإنتاج الحيواني. هذا وتبلغ التكاليف الاستثمارية للمشروع نحو 142 مليون دولار.

إذا انتقلنا إلى الاستثمار فى إنتاج اللحوم، فإن السودان يتميز بحكم موقعه واتساع مساحته وتنوع مناخه بثروة حيوانية ضخمة تقدر بنحو 30 مليون رأس من الماشية والجاموس ونحو 70.5 مليون رأس من الأغنام والماعز .

وهو ما ينقلنا للحديث بمزيد من التفاصيل عن فرص ومجالات الاستثمار في مجال اللحوم بالسودان.

تعكف الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعى والتى تضم مصر فى عضويتها، على تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إنتاج وتصنيع اللحوم الحمراء في جمهورية السودان، ويهدف المشروع إلى تغطية الفجوة الغذائية للحوم الحمراء في الدول العربية من خلال إقامة مشروع متكامل لإنتاج وتسمين وجزر وتسويق وتصدير اللحوم الحمراء (حيوانات حية، مقطعات لحوم، مصنعات لحوم) بنوعية وبمواصفات عالمية وبطاقة سنوية على النحو التالي:

تسمين 500 ألف رأس من الأغنام للهدى وللتصدير الحي.

تسمين 150 ألف رأس من الضأن وتجهيزها للسوق المحلي والتصدير.

تسمين 45 ألف رأس من الأبقار وتجهيزها للسوق المحلي وللتصدير.

تخصيص 15 ألف رأس من الأبقار لتصنيع اللحوم.

وتعتمد فكرة مشروع إنتاج وتصنيع اللحوم على أن يتم شراء الأغنام والعجول وجمعها في مراكز التجميع في ولايات السودان المختلفة ومن ثم ترحيلها إلى مراكز التسمين في غرب أم درمان وشمال كردفان.

 كذلك ذبح المواشي وتجهيزها وتصنيعها بالمجزر المُعد لهذا الغرض ومن ثم تسويقها بالسوق المحلي وأسواق التصدير إلى الدول العربية المختلفة.

يتكون المشروع من وحدة تسمين حيوانات بطاقة 45 ألف رأس من الأبقار و 150 ألف رأس من الأغنام بولاية الخرطوم.

بالإضافة الى مجزر حديث بطاقة 250 رأس من الأبقار و2500 رأس من الأغنام يومياً للمشروع وتقديم خدمات للمصدرين. كذلك مصنع لتصنيع اللحوم بطاقة 10 أطنان/ يوم، ومختبر لفحص اللحوم للمصنع وتقديم خدمات للمصدرين

وقدرت التكلفة الاستثمارية للمشروع المقترح بنحو 119 مليون دولار أمريكي.

والموقف الحالي، يوضح إنه يجرى العمل على تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع من قبل الهيئة وذلك بجمع وتسمين الماشية وتصديرها حية، كما يجرى العمل على الترويج لاستكمال لمشروع؛ لذلك يعد البدء فى تنفيذ ذلك المشروع من الخطوات الناجحة من أجل التكامل مع السودان فى مجال الإنتاج الحيوانى وسد احتياجات مصر والدول العربية من اللحوم.

ومن المجالات الأخرى التى يمكن الاستثمار بها فى مجال الإنتاج الحيوانى بالسودان إنشاء أسواق ومراكز حديثة لتسويق الماشية واللحوم البيضاء، تكوين شركات لصيد الأسماك وتحسين وسائل صيد ومصائد الأسماك وربط ذلك بتقنية يتم تجهيزها للعرض والتسويق، إنشاء مزارع لصيد الأسماك، إنشاء مصانع للأعلاف المركزة، تطوير أسلوب عرض اللحوم البيضاء والحمراء وتجهيزها للتسويق، إدخــال أساليب متطــورة فــي النقل المبرد من أماكن الإنتاج إلى مواقـع الاستهلاك، توفير خدمات متخصصة في النقل البرى والبحري والجوي للماشية واللحوم وتصدير اللحوم البيضاء والحمراء إلى الأسواق الخارجية.

أضف تعليق