كتب: حمادة عبد الوهاب
فى يوم احتفال المسيحيين بأحد السعف، ووسط أجواء من البهجة وفرحة طال انتظارها بأسبوع الآلام، الذى بدأ أمس السبت، وجد الإرهاب الأسود ضالته فى إشباع غريزته الدموية، فتربص بالمصلين الوافدين إلى الكنائس، ومد يده الغادرة ليقتل ويسفك الدماء ويُسقط الشهداء، فاستهدف كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، صباح اليوم الأحد، بانفجار راح ضحيته 25 شخصا وأُصيب 78 آخرون، وفي انفجار آخر لقى 16 آخرون مصرعهم وأصيب 34، كان من نصيب كنيسة مار مرقس بالإسكندرية.
وانتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، وتقل المصابين والضحايا للمستشفيات، فيما تمشط قوات الأمن المنطقة.
وقال محافظ الغربية، اللواء أحمد ضيف: "الانفجار وقع داخل الكنيسة أثناء الصلاة"، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن الانفجار نجم عن عبوة شديدة الانفجار وضعت في الصف الأول داخل الكنيسة.
وأكد مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية أن عبوة ناسفة انفجرت داخل الكنيسة بطنطا، ما أسفر عن وقوع الضحايا.
وأوضح المصدر الأمني، أنه تم على الفور انتقال خبراء المفرقعات والحماية المدنية وفرض طوق أمني بمحيط الكنيسة، مشيرا إلى قيام خبراء المفرقعات حاليا بتمشيط محيط الكنيسة للتأكد من عدم وجود أية عبوات متفجرة أخرى.
وفي السياق، أمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، بفتح مستشفيات الجيش لعلاج المصابين، يأتي هذا الانفجار بالتزامن مع أعياد المسيحيين بأحد الشعانين (أحد السعف).
وهذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الإرهابيون الكنائس في مواسم الأعياد، فقد سبقها إطلاق نار على كنيسة نجع حمادي في 2010، وتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية في 2011، وتفجير الكنيسة البطرسية بداية العام الحالي.
تفجير كنيسة نجع حمادى
[caption id="attachment_25026" align="aligncenter" width="300"]
كنيسة نجع حمادي[/caption]
في ليلة 7 يناير 2010، حدث تفجير بجوار مطرانية نجع حمادى فى محافظة قنا، راح ضحيتها 7 أشخاص منهم 6 مسيحيين وحارس مسلم، حيث تم إطلاق نيران بشكل عشوائى ومكثف من سيارة، على المواطنين أثناء خروجهم من قداس الاحتفال بعيد ميلاد المسيح.
وفي يوم 8 يناير، أعلنت الشرطة، أنه تم القبض على المجرمين الثلاثة الذين نفذوا الحادث بعد ما استسلموا للقوات التي حاصرتهم.
تفجير القديسين
[caption id="attachment_25029" align="aligncenter" width="300"]
كنيسة القديسين[/caption]
وفى ليلة رأس السنة عام 2011، وبالتمام عندما دقت الساعة الثانية عشرة وخمسة دقائق، وقع انفجار مدوٍّ أمام كنيسة القديسين، بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية، لم يحدد سبب له حتى الآن بشكل رسمي هل وقع بسبب سيارة ملغمة أم قام انتحاري بتفجير نفسه.
واستشهد في الحادث كل من محب زكي جحا، وبيتر سامي فرج، ومايكل عبدالمسيح، وليلي جابر شنودة، ومينا وجدي فخرى، وفوزي بخيت نجيب، وصموئيل ميخائيل إسكندر، وسميرة سليمان سعد، وسونيا سليمان سعد، وهناء يسري زكي، وعادل عزيز غطاس، وتريزا فوزي جابر، ومريم فكري نجيب، بالإضافة إلى 3 جثث مجهولة لم يتم التعرف عليها، وهناك بعض الأشلاء التي تم جمعها من موقع الأحداث بالإضافة إلى 79 مصابًا.
[caption id="attachment_25028" align="aligncenter" width="300"]
كنيسة القديسين[/caption]
وفى 23 يناير 2011 أعلنت سلطات التحقيق، أن عملية تفجير الكنيسة تمت عن طريق منظمة جيش الإسلام الفلسطيني وهي منظمه فلسطينية مقرها غزة، وأن الإرهابي الذى دبر العملية مصري يدعى "أحمد لطفى إبراهيم" من مواليد 1984 في الإسكندرية مرتبط بالتنظيم الفلسطيني وكان قد تسلل إلى غزة عام 2008.
تفجير البطرسية
[caption id="attachment_25030" align="aligncenter" width="300"]
الكنيسة البطرسية[/caption]
وقع يوم الأحد 11 ديسمبر 2016، قُتل على إثره 28 شخصاً وأصيب 70 آخرون في الكاتدرائية المرقسية في العباسية، بسبب عبوة ناسفة تزن 12 كيلوجراما.
وتبنى تنظيم "داعش" يوم 13 ديسمبر، التفجير، وقال التنظيم في بيان له نشر على مواقع التواصل الاجتماعي إن "أبا عبد الله المصري"، فجر حزامه الناسف في الكنيسة، ما تسبب بمقتل وإصابة أكثر من 80 شخصا.
واتهمت وزارة الداخلية، في بيان لها يوم 12 ديسمبر، جماعة الإخوان بالوقوف وراء الحادث، حيث جاء في البيان: "فور وقوع الحادث شكل فريق بحث متخصص من مختلف أجهزة الوزارة، ووضع الفريق تصورا للأبعاد المختلفة للحادث وطبيعة مسرح الجريمة ونتائج الفحص التقني توصلا للجناة".
[caption id="attachment_25031" align="aligncenter" width="300"]
الكنيسة البطرسية[/caption]
وأضاف البيان "أسفرت نتائج التحقيق عن توصل قطاع الأمن الوطني لمعلومات دقيقة، حيث جرى التعامل مع حصيلة تحليل تلك المعلومات وتطابقها مع نتائج فحص المعمل الجنائي لمسرح الجريمة وأشلاء جثث الضحايا، وأسفرت عن الاشتباه في أحدها، وهو المتهم الهارب محمود شفيق محمد مصطفى المشهور بـ(أبو دجانة الكناني)، بالتورط في تنفيذ حادث الكنيسة من خلال عمل انتحاري باستخدامه حزام ناسف".