حمادة عبد الوهاب
يبدو أن الحكومة القطرية لن تكف عن استفزاز الدولة المصرية، منذ توتر العلاقات بعد 30 يونيو 2013، لا يدخر الحكام في الدوحة أي سبيل لاستفزاز القاهرة، وأحدث فصول هذه المناكفة هي توقيع شركة قطر للبترول رفقة أكسون موبيل الأمريكية، اتفاقا مع قبرص للبحث عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل الجزيرة المتوسطية والتي تملك حدودا بحرية مع مصر.
[caption id="attachment_25331" align="aligncenter" width="300"]
بترول[/caption]
ووقعت شركة النفط الأمريكية أكسون موبيل وقطر للبترول، الأربعاء الماضي، اتفاقا مع قبرص للتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل الجزيرة، ومن المتوقع أن تبدأ الشركتان العمل في العام المقبل.
وتم اختيار هذه الشراكة كجزء من الجولة الثالثة لمنح تراخيص الاستكشاف في المنطقة البحرية 10.
ترحيب قبرصي
[caption id="attachment_25335" align="aligncenter" width="300"]
حقول الغاز - أرشيفية[/caption]
ووصف وزير الطاقة القبرصي جورج لاكوتريبيس، وجود الشركتين في المنطقة الاقتصادية الخالصة لبلاده وللمرة الأولى في شرق المتوسط بانه أمر "رائع".
وقال خلال حفل التوقيع "أحد أهدافنا الرئيسية خلال جولة منح التراخيص كان الدفع قدما بعمليات الاستكشاف في منطقتنا الاقتصادية" التي تهدف الى اكتشاف احتياطات هيدروكربونية، مضيفا "وهذا بالتحديد ما أنجزناه".
وأشار الوزير إلى أنه سيتم حفر 12 بئرا استكشافية في المناطق البحرية 6 و8 و10 التي تم اعطاء تراخيص للعمل فيها.
وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للبترول، سعد شريدة الكعبي، إن هذا الاتفاق يوسع نطاق عمل قطر للبترول الدولي إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لبيان الشركة.
[caption id="attachment_25328" align="aligncenter" width="300"]
بترول[/caption]
وبحسب البيان، يقوم التحالف حالياً بإجراء مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد؛ لبدء أعمال الحفر والتنقيب بحلول عام 2018، كما سيعمل التحالف على بناء الكفاءات الوطنية في مجال النفط والغاز.
وكانت الشركة اعتزمت، في 7 فبراير الماضي، التحالف مع شركات عالمية لإعادة تحويل ما لا يقل عن 750 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي المسال إلى الحالة الغازية بحلول العام 2018.
توقيع العقود
[caption id="attachment_25332" align="aligncenter" width="300"]
بترول[/caption]
وسيتم توقيع عقود الاستكشاف وتقاسم الإنتاج مع شركتي ايني الايطالية وتوتال الفرنسية للمنطقة البحرية 6، وايني للمنطقة البحرية 8. وستتلقى قبرص ما مجموعه 103.5 مليون يورو من الشركات عند توقيع العقود بحسب لاكوتريبيس.
وأعلنت أكسون موبيل وقطر للبترول، أنهما بدأتا بالتخطيط لعمليات الحفر، وتنويان حفر أول بئر استكشافية في العام 2018. وقال أندرو سوايجر نائب رئيس شركة أكسون موبيل "نتطلع إلى العمل مع حكومة قبرص لتقييم واستكشاف الامكانات الهيدروكربونية".
قرب حقل ظهر
[caption id="attachment_25333" align="aligncenter" width="300"]
حقول الغاز - أرشيفية[/caption]
هذه المناطق البحرية المعروضة قريبة من حقل "ظهر" قبالة مصر الذي اكتشفت فيه شركة ايني احتياطات هائلة تقارب 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وقامت الشركة الأميركية نوبل إينرجي بأول اكتشاف امام سواحل جنوب شرق قبرص عام 2011 في منطقة أفروديت (المنطقة البحرية 12)، والتي من المتوقع أن تحتوي على حوالى 127.4 مليار متر مكعب (4.54 تريليون قدم مكعب) من الغاز.
وتملك الشركتان الإسرائيليتان ديليك وافنر حصة تساوي 30 بالمئة في هذا الحقل. وتحتاج قبرص اكتشاف مزيد من احتياطات الغاز من أجل جعل مخططاتها في هذا المجال صالحة اقتصاديًا، وكونها تسعى إلى أن تصبح لاعبا اقليميا في مجال الطاقة.
[caption id="attachment_25330" align="aligncenter" width="300"]
بترول[/caption]
كما إن قبرص تخطط لبناء مصفاة لتسييل الغاز الطبيعي يسمح بالتصدير عبر السفن الى آسيا وأوروبا، لكن الاحتياطات المؤكدة المكتشفة حتى الآن غير قابلة لجعل هذا ممكنا.
وتتطلع قبرص ومصر للعمل من أجل نقل الغاز من حقل أفروديت إلى مصر بوساطة خط أنابيب تحت الماء، وتطمح مصر إلى البدء بتصدير الغاز وربما النفط بحلول 2022.
وتسعى شركة قطر للبترول مواصلة تفوقها على منافسيها في الولايات المتحدة وأستراليا، عن طريق خفض التكلفة في عملياتها المحلية، وتسعى للتوسع في الخارج بمشاريع مشتركة مع شركات نفطية دولية، حسب ما قالت الشركة القطرية في فبراير.