حمادة عبدالوهاب
حذر خبراء مصرفيون في دراسة حديثة صدرت في سويسرا، من أضرار العملات الرقمية وفي مقدمها "بيتكوين"، على الاقتصاد ومكافحة تبييض الأموال والعصابات المنظمة والإرهاب الدولي، رغم أنها تشكل الصرخة الأخيرة في عالم المال والأعمال.
ويتجانس التقرير السويسري مع النتائج الصادرة عن منظمة "فاتف" الدولية المستقلة التي تعمل على هندسة سياسات مالية وتعميمها، بهدف حماية النظام المالي من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
ويُجمع الخبراء السويسريون ونظراؤهم في منظمة "فاتف"، على أن العملات الرقمية خصوصا "بيتكوين"، ستكون موجة أنظمة الدفع المستقبلية لملايين المستهلكين.
وفي الوقت ذاته، ستعطي هذه العملات مجالا مفتوحا أمام المنظمات الإجرامية والإرهابيين والمتهرّبين من الدفع الضريبي لتدوير أموال غير شرعية وإخفائها، يستحيل أن يطالها القانون الدولي.
ما هي عملة البيتكوين؟
[caption id="attachment_25375" align="aligncenter" width="300"]
عملة البتكوين[/caption]
هى عبارة عن عملة وهمية (افتراضية) مشفرة من تصميم شخص مجهول الهوية يعرف باسم "ساتوشي ناكاموتو"، و تشبه إلى حد ما العملات المعروفة من الدولار واليورو وغيرها من العملات، ولكنها تختلف فى أنها وهمية، أى تعاملاتها على الإنترنت وليس لها وجود مادى، ومشفرة، أى لا يمكن تتبع عمليات البيع والشراء التى تتم بها أو حتى معرفة صاحب العملات.
من أين يحصل الناس على عملة البيتكوين؟
[caption id="attachment_25374" align="aligncenter" width="300"]
عملة البتكوين[/caption]
يحصل عليها الناس بعدة طرق ولكن الطريقة الرئسية هى عملية التعدين: وعملية التعدين هذه تشبه عملية استخراج الذهب بالحفر فى المناجم سواء بصورة فردىة أو على هيئة مجموعات، ولكن في عملية تعدين البيتكوين، تستبدل أدوات الحفر بأجهزة الكمبيوتر وكلما زادت قدرة الجهاز على المعالجة، زادت قدرته على استخراج العملات بشكل أسرع، ويستبدل منجم الذهب ببرنامج لحل معادلات معقدة تحمل فى طياتها أكواد العملات، ومن يجد كود العملة تصبح هذه العملة ملكه، وهناك الكثير حول العالم من اصبحوا مهوسون بهذه العملة وحجزوا سيرفرات كاملة تعمل على مدار اليوم لحل المعادلات واستخراج العملات.
وبالرغم من أن هذه العملة وهمية إلا أن بعض الشركات مثل شركة Titan Bitcoin تعمل على خروج هذه العملة إلى الواقع على هيئة عملات معدنية تحمل نفس القيمة وتحمل ID مكون من 8 أرقام ولكن ذلك يفقدها أهم مميزاتها وهى السرية والسرعة والرسوم المنخفضة.
خطورة العملة
[caption id="attachment_25373" align="aligncenter" width="300"]
عملة البتكوين[/caption]
هى سرية العملة وتشفيرها، فهذه كما أنها ميزة إلا أنها تنعكس ببعض السلبيات فى أنها تعطى بعض السهولة للعمليات المشبوهة على الإنترنت وبخاصة فى الشبكة العميقة وأفضل مثال هو موقع silkroad الذى كان يتاجر بالمخدرات ولكن يجب أن نضع فى الحسبان أن هذا الموقع كان فى بداية عمر العملة كما أن إغلاقه لم يشكل خطراً كبيراً على العملة لكنها تظل مشكلة.
وشهدت الشبكة العنكبوتية شهدت في السنوات الأخيرة، ولادة مواقع إلكترونية تتصل بمنظمات إرهابية مثل "داعش"، وتعطي تعليمات لزوارها حول كيفية استعمال عملة "بيتكوين"، للالتفاف حول أنظمة المراقبة بهدف تمويل شبكات الإرهاب الدولية.
ولا يشمل التداول بعملة "بيتكوين" تمويل الإرهاب الدولي فقط، بل يطال قطاعات أخرى في مقدمتها بيع الأدوية والأسلحة وجوازات السفر المزورة وسلع وخدمات أخرى وشراؤها، ناهيك عن التجارة بالمخدرات وتبييض الأموال ونشاطات القرصنة المعلوماتية، واللافت أن هذه الأنشطة تتم بسرية تامة عبر اللجوء إلى تنفيذ صفقات مالية كبيرة عبر عملة "بيتكوين".
[caption id="attachment_25372" align="aligncenter" width="300"]
عملة البتكوين[/caption]
يذكر أن "بيتكوين" التي ظهرت عام 2009، هي العملة الافتراضية الأولى التي لم يصدرها أي مصرف مركزي في العالم أو أي هيئة مالية حكومية، والتي أُطلق عليها اسم العملة الأولى الكريبتوغرافية.
ويزداد عدد المشغلين المتعاملين بهذه العملة حتى في سويسرا، أي يمكن فتح حساب مشابه للحساب المصرفي الكلاسيكي، لكن يعتمد على الـ"بيتكوين".
وعن انتشار هذه العملة حول العالم، يفيد خبراء بأن عددها الكلي بلغ 21 مليونا في أبريل من عام 2014، بقيمة سوقية تبلغ نحو 5.5 مليارات دولار تقريبا.
الوحدة = 20 ألف جنيه
[caption id="attachment_25369" align="aligncenter" width="300"]
عملة البتكوين[/caption]
ويقول محمد الحكيم، أحد الأشخاص الذين تعاملوا بهذه العملة، في تصريحات خاصة لبوابة "دار المعارف"، في البداية بتسجب على موقع إليكتروني اسمه بيتكوين، وبعدها بيكون عندك محفظة إليكترونية، والمحفظة دي بيبقى عليها الفلوس الخاصة بك، ولها بورصة زي أي بورصة أسعار أخرى صعود وهبوط.
وأضاف، لما تقدم خدمات على الإنترنت لشخص من أي دولة، هو ممكن يحاسبك عن طريق عملة بيتكوين، وانت بتاخد العملة دي وتحوله كاش عن طريق وسيط، والوسيط بدوره بياخد العملة منك ويبيعها لشخص آخر بسعر أعلى، وبيتم الحساب عن طريق الدولار الأمريكي، ولكنه هو بيشتري أقل سعر من سعر السوق، ويبعها لشخص آخر بسعر أعلى.
وتابع، جوجل معترف بالبيتكوين كعملة، وكمان سعر البيتكوين الواحد بيساوي أكثر من 20 ألف جنيه مصري، وفي الخارج ممكن تدخل تاكل في أي مطعم أو تشتري ملابس من محل وتحاسب بعملة بيتكوين شيء طبيعي جدا، واعتقد إنها من تساهم في تمويل الإرهاب وغسيل الأموال بسبب غياب الرقابة البنكية على حساباتها.