سارة سعد تكتب: بكاء الروح!!!

سارة سعد تكتب: بكاء الروح!!!سارة سعد تكتب: بكاء الروح!!!

* عاجل18-3-2019 | 20:26

بكاء الروح!!! ذات يوم..اتفقنا أنا وصديقتي أن نتناول افطارنا معاً في حضرة شاطئ بلدتنا،نستمتع بسحر صوت فيروز ممزوج بملح البحر، وعبير الصباح ينعش خمول الروح ويوقظ خلايا العقل..ومرّ وقت طويل انتظرها فيه، ولكنها لم تأتي بعد. تململت أمواج البحر حتي سكنت في هدوء من تحديقي فيها..وجَزَعَ صَبْري لهدْر كل هذا الوقت.. فقد كنت علي وشك مغادرة المكان..ولكن شئ ما منعني، وجلست مرة أخري، لا أعلم ما تأثير تلك الصديقة عليّ بالتحديد، وما يجعلني أتهاون في قراراتي معها...فهي تُشعرني دائماً بالذنب حيال أي تصرُّف منّي لا تراهُ هي مناسباً لها،حتي وإن كانت هي المتسبّب الأول فيه!! في النهاية قررت أن انتظرها..حتي ظهرت بعيداً في الأفق..وكانت تبكي!! جلست وظلّت تبكي وأنا لا أعلم في البداية ما سبب هذا البكاء،فقط أنظر لها وقلبي يملؤه الشجن والحيرة من حالتها،وبعد هُنَيْهة استطعت أن أخمٍّن نوع المشكلة، لكننّي وبالرغم من ذلك،حرصت علي الإصغاء لها جيدًا، ليس لفضولي أكثر من رغبتي في تحليل دوافع تلك المدامع الذليلة وهي تُذرف من عينيها!! وبعد ساعة بكاء مستمر..أخيراً توقفت..وبدأت في حديثها مسترسلة. بدأت كلامها وتعبيرات وجهها لا تخلو من اليأس،مصاحب له بقايا دموع متوقفة في عينيها،وكيف أنها فشلت في سائر محاولاتها لإستقطاب حبّه واهتمامه بها، وأنها مهما أظْهرت له من حب، ومهما كثفت أجواء الإحتواء تجاهه فهو لا يزال لا يأبه بها،لدرجة أنها ذات يوم تجلّي في تفكيرها أن تتظاهر بالمرض كي تلفت انتباهه،أملاً في نظرة حب وعطف تقتنصها من مقلة عينيه لقلبها الوحيد المسكين!!! بعدما انتهت من سرْد حكايتها، سكتَتْ لبرهه..ونظرت إليّ في صمت صفعته الدموع مرة أخري لمدة خمس دقائق ،فقد كانت تنتظر مني مواساه أو كلمات لتهدئتها أو حتي انفعال لها علي أقل تقدير، في الواقع لم أجد ما أقوله لها،لم أتحلي بشجاعة تنبيهها لما وصلت إليه من تدنّي اللطف مع نفسها!! وقَطَعتْ الصمت الذي بيننا (بسببي)..وواصلت حديثها المتكرر بأطراف القصة المترديّة،ولكن هذة المرة هربت أذنيّ منّي،واستنكرت أي محاولة للإصغاء في بقيّة الكلام، و شرد عقلي هو الآخر بمزيج مُحبط من الأسئلة!! كيف يمكن لأيّ شخص مهما كانت عواطفة تتحكّم في تصرفاته أن يُقْدم علي استدرار أو استعطاف مشاعر شخص آخر مهما كانت الأسباب؟؟ و كيف يجعل وجوده متوقف علي نظرة حنان من آخر دافعها ذلّ ودونوية؟؟ و كيف تطالب صديقتي بتحرّرها..وبعدالة الفرص المتساوية،وتنتفض احتجاجاً لصالح حقوق المرأة..وفي المقابل تقع في فخ التسوّل..فالتسوّل له أشكال عدّة،وهذا النوع هو الأكثر قهرًا ونفياً لإنسانيّة صاحبه!!! غادرتنا لغة الحوار حينها،وفقدنا التواصل بيننا..كما لو انقسمت الأرض من تحت أقدامنا فجأة..لتضع كلٌّ منّا في جهة..تولّتْ أسئلتي وصراعاتي الحرب علي أرضي..وفي الجهة الأخري..جلست هي علي أرضها..يُلوٍّح لها وعيها بخُبث..طرق أخري جديدة لروحها الفقيرة...ثم هدأت!!!

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2