سفير د.محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: «مصر وحادثة نيوزيلندا»

سفير د.محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: «مصر وحادثة نيوزيلندا»سفير د.محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق يكتب: «مصر وحادثة نيوزيلندا»

*سلايد رئيسى19-3-2019 | 10:16

حادثة كرايست تشرش في نيوزيلندا والاعتداء الوحشي على مصلين آمنين هو اعتداء على الإنسانية وعلى القيم والمبادئ السامية، وعلى حرمة الإنسان وكرامته.

إن الإدانات الدولية بدأت من بابا الفاتيكان ومن كافة الكنائس والتجمعات المسيحية واليهودية، هي تعبير عن حجم الألم والحزن الذي شمل الجميع دون حدود لعرق أو جغرافيا أو دين.

 والآن، يستدعي الموقف مطالبة دول العالم بإجراءات دولية وإقليمية ومحلية تحاصر تلك الجماعات ورصدها وحظر نشاطها، وتتعامل مع قضية حمل الأسلحة بالجدية المناسبة.

إن نقل المواجهة للأمم المتحدة لتبني إعلان أو بيان أو قرار بات أمرا ضروريا، وتطرح وثيقة التعايش المشترك للأزهر والفاتيكان مثلا كملحق معتمد من كل دول العالم نتبناه جميعا لصالح القيم والمبادئ الإنسانية.

إن الرضوخ للفاشية والجماعات المتطرفة والسماح لها بمنصات إعلامية وحزبية هو تمكين للتطرف وخطاب العنف والكراهية .

وعليه وعلى العالم أن يتحمل مسئوليته ويواجه تلك الجماعات ويضيق على أنشطتها إعلاميا وسياسيا وأمنيا وعدم الرضوخ لابتزازها وعنفها وتطرفها.

نحن بالفعل في مرحلة فصل .. فإما أن يتبنى المجتمع الدولي موقفا صارما وإما أن يجرف التطرف الجميع، وعلى مصر بأزهرها .. ودبلوماسيتها.. ومكانة رئيسها.. أن تتقدم الصفوف وتطرح قرارا في الأمم المتحدة يقود لإنشاء جبهة عالمية ضد التطرف والتمييز يدين نشاط تلك الجماعات المتطرفة واختراقها الحياة السياسية وتلاعبها بمشاعر الخوف من الأجانب لدى مواطنيها، وإنشاء منصات سياسية وحزبية قد تصل أحيانا لكرسي الحكم.

إن صعود اليمين المتطرف في أوروبا والولايات المتحدة وانتشار جماعات التفوق العرقي البيضاء،  والتي تنشط الآن على السطح وبدأت  في الظهور مجددا  خلال السنوات الأخيرة، جاءت  كردة فعل مجتمعية تجاه تزايد أعداد المهاجرين وتصاعد المخاوف من ظاهرة الإرهاب الذي الصق عمدا بالعرب والمسلمين وبفعل فاعل مغرض، مما خلق حالة من الخوف المجتمعي أدت إلى الالتفاف حول الأفكار المتطرفة، بالإضافة إلى وجود من يروج إلى أن سوق العمل أصبح متضررا من هؤلاء المهاجرين الذين ينافسون أبناء البلد.

دفع كل ذلك بعض الأحزاب إلى القيام بعملية استدعاء للأفكار المتطرفة واستثمارها للحصول على مكاسب سياسية مما أدى لصعود أحزاب اليمين المتطرف في العديد من الساحات السياسية الأوروبية، والتي استخدمت وروجت لخطاب عنيف وشديد الكراهية لم يكن مستبعدا معه ما نتعرض له  من حوادث عنف ضد الأجانب بلغ زروته في حادث نيوزيلندا المروع والأثيم.

لا يجب ألا نجعل حادث نيوزيلندا يمر دون أن نحمل العالم مسئولياته، دون أن نطلق مبادرة دولية لوقف التطرف وخطاب الكراهية والعنف والإرهاب، وحتى لا تذهب الأرواح الشهيدة المصلية دون أن يدفع التطرف ودعاته ثمنا دوليا باهظا، وعلى مصر أن تقود مع تحالف من دول العالم مسيرة محاصرة التطرف والإرهاب.

أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2