صاحب لغة النصر فى حرب 73: ساقونى إلى الرئيس السادت فى «كلبشات» وبعد 45 عاما كرمنى الرئيس السيسى

صاحب لغة النصر فى حرب 73: ساقونى إلى الرئيس السادت فى «كلبشات» وبعد 45 عاما كرمنى الرئيس السيسىصاحب لغة النصر فى حرب 73: ساقونى إلى الرئيس السادت فى «كلبشات» وبعد 45 عاما كرمنى الرئيس السيسى

* عاجل25-3-2019 | 21:21

كتب: عاطف عبد الغنى
فى حضوره المميز، والملفت بملتقى الشباب العربى الأفريقى، سواء بزيه النوبى التراثى، أو بالبدلة المرصعة بالنياشين والأوسمة والتكريمات التى حصل عليها مؤخرا، كان لابد أن يلفت نظرنا، حكايته باتت شبه معروفة، هو صاحب مقترح استخدام اللغة النوبية كلغة إشارة خلال حرب أكتوبر المجيدة، لكن أن تسمعها منه هو شخصيا، هذا له أثر ووقع ومذاق مختلف.
هو أحمد محمد أحمد إدريس, ابن النوبة ولد بقرية توماس وعافية في الأربعينيات، وحصل علي الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952. وشارك فى خمس حروب وهى: 56 واليمن و67 والاستنزاف و73.
وفي عام 1954 تطوع الشاب أحمد إدريس فى الجيش االمصرى وتم تجنيده فى قوات حرس الحدود، وفي عام 1971 بعد أن تولي الرئيس محمد أنور السادات الرئاسة، وكانت القوات المسلحة المصرية تستعد لخوض معركة رد الشرف، ويجرى التجهيز لهذه المعركة على قدم وساق كما يقولون، وبخطة خداع غير مسبوقة، فى تاريخ الصراع والحروب العربية الإسرائيلية.
كان هناك مشكلة فيما يخص الشفرات، التى تستخدمها العسكرية المصرية، والمعركة القادمة لا تحتمل أدنى خطأ، وتحتاج إلى أقصى درجات السرية فى تأمين شفرة تستعصى على الجانب الأخر، العدو، وأمر الرئيس قياداته بالبحث وايجاد حل
ويواصل أحمد أدريس حكايته فيقول لـ "دار المعارف":
" في ذلك الوقت كنت على درجة الشاويش, قلت له فيه بخصوص مشكلة الشفرة: إنه أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرأ لخلو اللغة من الحروف الأبجدية, وكانت هذه نقطة البداية، فقد وصل الكلام لرئيس الأركان من قائد الكتيبة الذى أمره باستدعائى، وناقشنى فى الفكرة ونالت أعجابه فأوصلها بطريقة ما إلى الرئيس السادات، فأمر الرئيس السادات إحضار الشاويش صاحب هذه الفكرة الذى هو أنا، وأمر الرئيس أن يحضرونى "متكلبش بالحديد"ن لسبب لا أعرفه.
وبالفعل تم إحضارى فى اليوم التالى ووضعوا فى يدى الحديد، فاستغربت لهذا الأمر حتى أنى سألت من اقتادنى للرئيس : |" أنا عملت ايه عشان تكلبشوني؟!."
وقد أعتقدت فى نفسى أنهم اعتبرونى أعمل جاسوسا، ففى هذا التاريخ، كانت أخبار سقوط الجواسيس كثيرة، وشعرت بالخوف، وأنا لا أعرف أين سأذهب.
ويواصل أدريس فيكشف عن شعوره خلال اللحظات التي قابل فيها الرئيس الراحل السادات ويقول:
" انتظرت الرئيس بمكتبه حتي ينتهي من اجتماعه، وقد أمروا بفك قيدى من الحديد, وكانت المرة الأولي التي أري بها رئيسأ لجمهورية مصر العربية.
كان حضور الرئيس بعصاه والبايب فى فمه لافت، وأكثر من هذا ضحكته الطويلة عندما أخبرته بالفكرة، وبعد أن لاحظت أنها تروق الرئيس وبعد حوار دام فأشعرنى بالاطمئنان قلت لسيادته على سبيل النصح إذا كانت تريد أفراد نوبيين فلابد أن تستعين بأبناء النوبة القديمة، وليس الجدد، لأنهم لايجيدون اللغة, والقدامى منهم متوفرون بقوات حرس الحدود فتبسم السادات قائلا بلغة الآمر : لا يعرف بشأن هذا الحوار الذى دار بينى وبينك إلا خمسة: " أنا وأنت وقائد الجيش وقائد اللواء ورئيس الأركان ولو حدث وخرج الخبر عن نطاقنا سوف أحاكمكم جميعا..
وتابع الشاويش أحمد، هذا السر ظل فى صدرى طوال 40 سنة لا أحد يعرف به ولا حتى أهل بيتى.
وواصل .. وأحضر السادات ما يقرب من 350 فردا من سلاح  الحدود كنت أنا واحدا منهم، وكنا قد تلقينا فرق وتدريب فى سلاح اللإشارة، ولا تنسى أن الرئيس السادات، أيضا فى شبابه كان ضابطا فى سلاح الإشارة، وفى أثناء المعارك فى حرب 73، تم تكليف بعض منا بمهمات خلف خطوط العدو، تلقى بنا المظلات، وتحمينا قوات الصاعقة، ومنها كتيبة البطل إبراهيم الرفاعى.
ومن الماضى الذى كان يسرده عم أحمد بفخر يعكس على وجهه مخايل البطولة، إلى الحاضر القريب الذى تم فيه تكريمه استطرد عم أحمد فى حديثه قائلا: أول تكريم لى كان من وزير الدفاع السابق الفريق أول صدقي صبحي 2014.  وتشرفت بتكريمى من الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنحى وسام النجمة العسكرية سنة 2017، وكان هذا أكبر وأهم تكريم لى.
[caption id="attachment_260350" align="aligncenter" width="619"] أحمد محمد أحمد إدريس صاحب لغة النصر فى حرب 73[/caption] [caption id="attachment_260352" align="aligncenter" width="606"] أحمد محمد أحمد إدريس صاحب لغة النصر فى حرب 73[/caption]
أضف تعليق

إعلان آراك 2