طارق متولى يكتب: قولًا كريمًا

طارق متولى يكتب: قولًا كريمًاطارق متولى يكتب: قولًا كريمًا

*سلايد رئيسى3-4-2019 | 14:33

بعد أن خرج على المعاش وتوفت شريكة حياته وتزوج الأبناء أصبح وحيدا لا إنيس له ولا جليس ، لم تعد صحته تساعده على الخروج والتنقل هنا وهناك فكان يقضى معظم وقته فى البيت ينتظر زيارة من أبنائه وأحفاده لا تحدث إلا على فترات بعيدة حتى  المحادثات الهاتفية لم يكن يستطيع أن يطيل فيها الحديث معهم فهم مشغولون دائما بأمور حياتهم وأولادهم فكانت المكالمات قصيرة لا تتعدى دقيقة أو دقيقتين يسألونه فيها عن صحته ويطمئنون أنه لا زال على قيد الحياة ويعتذروا له بأن وراؤهم شيئا ما.

لم يعد يواظب على أخذ الأدوية المعتادة لأمراض الشيخوخة كما لم يعد يهتم لغذائه.

كسّر كل القواعد وراح يأكل كل الأطعمة الممنوعة لصحته، تدهورت حالته الصحية سريعا وكأنه كان يريد أن يلحق بزوجته ويترك هذا العالم الذى لم يعد يكترث له.

نقلوه إلى المستشفى فى حالة سيئة وهرول الأبناء والأحفاد إلى المستشفى للاطمئنان عليه تجمعوا حوله وكان لا يستطيع النهوض من فراشه لكن ارتسمت ابتسامة كبيرة على وجهه بمجرد رؤيتهم ودبت السعادة فى روحه لكنه فارق الحياة بعد أيام قليلة استمتع فيها بصحبة أبنائه.

تأثرت كثيرا بقصة هذا الرجل وتذكرت الآية الكريمة "وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا" والآيات الكثيرة والأحاديث الشريفة التى تحسنا على بر الوالدين والإحسان إليهم بالقول الكريم وعدم التأفف منهم فى الكبر حيث تضعف النفس كما يضعف الجسد فلا تتحمل الإساءة أو التجاهل وعدم الاهتمام وهنا يأتى دور الأبناء بصفة خاصة فى رعايتهم نفسيا قبل رعايتهم ماديا وتكريمهم التكريم اللائق والمجتمع بصفة عامة فى الإحسان والاهتمام بالآباء والأمهات لكى ينعم المجتمع بحياة هانئة يقوم أفراده فيها برعاية بعضهم البعض.

أضف تعليق

إعلان آراك 2