خالدة خليل.. إيزيدية تفضح ممارسات داعش مع النساء فى ليلة سقوط الموصل

خالدة خليل.. إيزيدية تفضح ممارسات داعش مع النساء فى ليلة سقوط الموصلخالدة خليل.. إيزيدية تفضح ممارسات داعش مع النساء فى ليلة سقوط الموصل

* عاجل12-4-2017 | 23:16

[caption id="attachment_26484" align="aligncenter" width="300"]الطاووس رمز أساسى فى الدين الإيزيدى الطاووس رمز أساسى فى الدين الإيزيدى[/caption]

قبل أن تقرأ:

يشكل "الإيزيديون" أو "اليزيديون" واحدة من أصغر الأقليّات الدينية في العراق التى يعيش فيها نحو 50% منهم، خاصة في المناطق المحيطة بناحية شيخان التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الموصل وفي جبل سنجار غرب الموصل، كما يُقدّر عددهم في كل أرجاء العالم بحوالي 250 ألف يزيدي.

ومن الصعب تحديد الخلفية التاريخية العقيدية للديانة الإيزيدية، التى توصف - عادة - بأنها ديانة توفيقية، حيث تدمج عناصر إيرانية قديمة، وزرادشتية ومانوية مع تقاليد مسيحية ويهودية وإسلامية.

وبينما يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، يرى بعض الباحثين الإسلاميين وغيرهم أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام، ويرى آخرون أن الديانة عبارة عن خليط من الديانات القديمة سالفة الذكر أو هى امتداد للديانة الميثرائية.

وأيا ما يكون أمر العقيدة الإيزيدية فهذا لا يعنى على الإطلاق أن يتم التعامل مع معتقديها بغير ما أمر به رب العزة وأقره الإسلام، وشريعته التى تكرم خلق الله جميعا، الجماد، والنبات، والحيوان، فما بالك بالإنسان ؟! .. أبيضه وأسوده وأحمره، الموافق فى الجنس والهوية والعقيدة أو المختلف معها، على هذه الأسس قبلنا فى "دار المعارف" أن ننشر الكلام الآتى لإمرأة تنتمى للطائفة الإيزيدية تشعر وأهلها بالظلم .. وقد تكون محقة فى شكواها ، أو تكون غير ذلك ، نترك هذا الحكم لك عزيزى القارىء أما نحن فنقيّمها على أساس إنسانى وقومى وعروبى وليس على أى أسس أخرى.

-  من الصعب التوافق مع العشائر العربية التى دعمت داعش.

-  عدد النازحين و اللاجئين إلى إقليم كردستان مليون و850الف وعدد من تم انقاذهن من النساء 2913.

كتبت: د. نسرين مصطفى

تحت عنوان " إرهاب داعش و معاناة النازحين من الموصل " جاءت محاضرة الكاتبة الإزيدية خالدة خليل رشو المسئولة الثقافية فى البرلمان الكردستانى التى استضافها مركز بحوث الشرق الأوسط، وقدمت خليل من خلال المحاضرة شهادتها كمسئولة عن شئون النازحين و اللاجئين الأكراد وما يحدث من إرهاب فى الموصل وما شاب ذلك من ممارسات الإبادة وانتهاك الإنسانية للمواطنين العراقيين وخاصة الأكراد على يد "داعش".

وفى بداية حديثها أعطت خليل فكرة عن الإزيديين الذين ينتمون للأكراد لأسباب سياسية ودينية، فقالت إنهم  من أكثر شعوب العالم التى تعرضت للاضطهاد.

Yezidis trapped in the Sinjar mountains walk to safety

أصغر الأقليّات

وأضافت خليل أن "الإيزيديين" يشكلون واحدة من أصغر الأقليّات الدينية في العراق حيث يعيش منهم فى العراق نحو 50 %، يتركزون في المناطق المحيطة بناحية "شيخان" التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الموصل وفي جبل سنجار غرب الموصل، وعادة ما توصف الديانة الإزيدية بأنَّها ديانة توفيقية، وهى من أقدم الديانات التوافقية فى الشرق الأوسط ،ويعود تاريخها الى سيدنا إبراهيم علية السلام أى إلى ما قبل ميلاد المسيح.

وأضافت خليل أنه فى شهر أغسطس 2014 وقعت الموصل فى يد داعش منذ ذلك الوقت، وأكثر من دفع تلك الضريبة هم السنة ورغم أن المسلمين السنة شجعوا دخول داعش للموصل، فأن داعش أخذت ابنائهم وسبوا بناتهم وزوجاتهم وسجلوا أسماء الصبية فى جيش داعش واتخذوا منهم الآن دروعا بشرية لحماية أنفسهم .

ويتكاتف الآن البشماركية و الجيش العراقى و العشائر العربية للحرب ضد داعش والقضاء على هذا التنظيم المتطرف فالعراقيين لن يسمحوا لهذا الفكر المتطرف  بالنمو فى مجتمعهم ، ومن ثم على الحكومات وخاصة العربية السعى و التكاتف  للقضاء على ذلك الفكر.

غطاء دينى، وأهداف سياسية

[caption id="attachment_26493" align="aligncenter" width="640"]الأب فرانسيس فى مقابلة مع رجل دين أيزيدى الأب فرانسيس فى مقابلة مع رجل دين أيزيدى[/caption]

وواصلت خليل فقالت أن داعش منظمة جاءت بغطاء دينى، وأهداف سياسية، جاءت لتقتل، و تسبى و تغتصب وتتخذ من البشر دروعا لحماية نفسها، وجاءت تدمر الاختلاف الذى هو أساس الحياة لقتل التنوع فليس لديها احترام للآخر، وقد عملت داعش على إبادة كل ما هو مختلف معهم فى المذهب أو الدين، والحقيقة أن الحكومات العراقية المتعاقبة لم تحترم ذلك الاختلاف والتنوع فى  العراق وجاء الوقت لكى نتخلص من هذا الفكر المتشدد و الرغبة فى عدم وجود تنوع لدى البعض لتجفيف منابع التشدد والارهاب، وإذا كان هناك أهدافا حقيقة جاء بها داعش تهدف إلى هدم الأمم، و العودة إلى الخلف ، ثم يأتى دور الغرب الأوروبى فى التحكم فى مصائر تلك الشعوب والتحكم فى مصائرها وفى ثرواتها.

ليلة سقوط الموصل

لاجئون أكراد فارون من جحيم داعش

ووصفت خليل ليلة سقوط الموصل فى يد داعش فى شهر أغسطس من عام 2014 حيث توقفت عقارب الساعة وعاد الناس الى الوراء مرة أخرى، وأعاد التاريخ فصل من فصوله السيئة وهو المتمثل فى سيطرة داعش على مقدرات العراق، فسبى النساء و قتل الرجال، وكانت هناك مقابر جماعية للإزيديين حتى بعد أن وافق الأزيديون على تغيير دينهم، إلا أنهم – رغم ذلك - لم يسلموا من القتل و الإبادة و السبى و الاغتصاب وقد اتخذوا من الصبية جنود فى الجيش و فخخوا اشخاص آخرين لمحاربة الجيش العراقى كما حدث مع أمجد و أسعد اللذين فجرا نفسيهما فى الجيش العراقى .. أليس هذا انتهاكا للطفولة و انتهاكا للدين؟!

هناك الكثير من المآسى التى تعرض لها الإزيديين، منها أن أحد الأباء استيقظ فوجد ابنة الوحيد مقتول بجواره، و كذلك سبى الفتيات من سن الـ12 عاما، و تزويجهن إلى رجال فى سن آبائهم، وكانت الفتيات تغتصبن ثم تباع الواحدة منهن إلى رجل أخر،  وبلغ عدد الناجيات من هذا العذاب 2913 ناجية حتى الآن، وجهود حكومة كردستان مستمرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الفتيات الإزيديات، والعربيات أيضا ، كما فقدت أحدى السيدات أطفالها الثلاثة، لأنهم لم يكونوا فى سن يمكن بيعه أو تجنيده فقتلوهم بالسم ، ووصل عدد النازحين و اللاجئين إلى إقليم كردستان إلى مليون و850 ألف.

وانهت خالدة كلمتها قائلة لايمكن ان نقول إن داعش تمثل الدين الإسلامى المتسامح، فالعيب فى القائمين على الدين وليس فى الدين نفسه، وانتشرت التفسيرات الخاطئة عن الدين الإسلامى وأصبح التفسير وفقا لأهواء.

مسألة شرف

 مثل-كل-البشر-الإيزيديون-لهم-طقوس-خاصة-فى-الاحتفالات-والأفراح

ومن جهه أخرى  فان مسألة عودة الوفاق مرة أخرى مع العشائر التى تحالفت مع داعش للقضاء على الإزيديين هو أمر فى غاية الصعوبة فهى مسألة شرف فنحن مجتمع شرقى ولابد أن تكون هناك محاسبة لمن قاموا باختطاف الفتيات الإزيديات إلا أن كثير منهم لاقى حتفه أثناء العمليات العسكرية ضد داعش بالموصل.

وجدير بالذكر أنه حضر المحاضرة، د.عادل السكرى وكيل كلية التربية جامعة عين شمس، و د. الملا  ياسين رؤوف ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة و رجائى فايد رئيس المركز المصرى للدراسات والبحوث الكردية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية و د خيرى فرجانى استاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عين شمس.

[caption id="attachment_26494" align="aligncenter" width="1600"]طقس إيزيدى أقرب لطقوس الديانات الهندوسية طقس إيزيدى أقرب لطقوس الديانات الهندوسية[/caption]

د جمال شقرة: مصر هى الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب

عقب د. جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط على المتحدثة فقال إن مصر هى الدولة الوحيدة التى تحارب الإرهاب، ونجحت فى ذلك فى سيناء، إلا أن المجتمع الإسلامى يحتاج إلى خطاب دينى حقيقى لمحو الفكر الداعشى وهو الفكر الذى يهدد الحضارة الإنسانية.

وأضاف شقرة أن داعش جماعة ممولة من الخارج، ولا تمت للدين بصلة، تستهدف تحقيق أهداف سياسية فالحقيقة أن الدول الكبرى تمول داعش حتى تسقط الدول العربية، و الإسلامية، ثم تٌجهز عليها الدول الاستعمارية للتحكم فى ثرواتها و مقدراتها.

أسر إيزيدية تم تهجيرها بالكامل "دار المعارف" سألتها عن تقسيم العراق وتواجد الأمريكان على أراضيها

فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قالت الكاتبة والأكاديمية العراقية مستشارة اللجنة الثقافية فى برلمان كردستان خالدة خليل، فى إجابتها عن سؤال بشأن تقسيم العراق بين ثلاث طوائف (سٌنة وشيعة ، وأكراد) " إننا كنا نريد عراقا فيدراليا يضم كل فئات المجتمع وتوجهاتة ، والحل فى رأيي تفعيل مبدأ المواطنة ولو تم تفعيل هذا المبدأ منذ البداية لم تكن لتظهر داعش، مضيفة أن الغرب لا يريد فى الحقيقة تقديم حلولا حقيقية لقضية الأقليات ليتخذها ذريعة للتدخل فى شئون الشرق الأوسط ، وهناك سياسات دولية كبيرة تتحكم فى مصير المنطقة، إلا أن مسألة المؤامرة لا يمكن اتخاذها سببا لما وصلت إليه المنطقة، وأعتقد أن السبب الأساسى هو أن من تولوا الحكم  لم يرسوا قواعد المواطنة.

وأضافت خليل أن الحكومة العراقية قدت دعما للنازحين إلا أنه لم يكن على مستوى الكارثة فكان يجب تقديم مساعدات أكثر لأن الأكراد هم أبناء العراق.

وعن دور الأمم المتحدة فى أزمات العراق قالت إن الدعم كان محدود انظرا لما تقدمه الأمم المتحدة للكثير من النازحين واللاجئين على مستوى الوطن العربى، ومنطقة الشرق الأوسط كما ساهمت العديد من المنظمات فى تقديم مساعدات ودعم للأكراد، وكان أكثرها يحمل الجنسية الأمريكية والألمانية والبريطانية والنرويجية والسويدية، هذا على عكس حكومة أقليم كردستان التى قدمت الكثير للنازحين واللاجئين، كما أنشئت حكومة كردستان برئاسة نيجرفان بارزاني مكتب لمتابعة شئون المخطوفات فى دهوك كما تعاقدت مع الحكومة الألمانية لإعادة تأهيل الفتيات وقد تم ارسال 1100فتاة لاعادة تأهيلهم

وعن رأيها فى تواجد قوات أمريكية على الأراضى العراقية قالت، إن هذا لن يغير من وضع اللاجئين من الأنبار و الفلوجة فى شئ، إلا أن الولايات المتحدة عليها أن تصلح ما افسدتة، لكن الولايات المتحدة لها نظرة أخرى تجاه تلك القضية، فلو نظرنا للأمر فلن نجد أن وجود الجيش الأمريكى منذ 2003 كان سببا فى حل أى مشكلة، وكذلك وجوده بالتأكيد له أهداف فالشعوب العربية ليست فى أولويات الولايات المتحدة و الغرب.

وفيما يخص مشروع تقسيم العراق قالت خليل إن العراق تختلف تماما عن أى دولة عربية لأن فيها ثلاث قوميات كبيرة هى الشيعة و السنة و الأكراد وبسبب ما تعرضت له من هجمات غربية وأمريكية نما لدى جميع الطوائف الحس الوطنى و القومى ورغم ما تم التوافق علية فى دستور 2005 والذى نص على حقوق المواطنة إلا أن قيادات السنة و الشيعة لم تقم بتفعيل القانون الذى ينص على أن العراق دولة فيدرالية فتعرض الأكراد للاضطهاد وفى تلك الحالة يصعب التعايش ومن ثم يتم طرح او الموافقة على "مشروع بايدن" والذي ينص على تقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم، وهناك أصوات كثيرة تنادى بعراق موحد إلا أنه ليست هناك إرادة حقيقية لذلك، ومن هنا أؤكد تصريح بارزاني أنه إما أن نكون شركاء حقيقيين أو جارين متحابين.

[caption id="attachment_26492" align="aligncenter" width="522"]الكاتبة خالدة خليل الكاتبة خالدة خليل[/caption]

*خالدة خليل كاتبة وأكاديمية من محافظة الموصل بالعراق تعمل مستشارة للجنة الثقافة فى برلمان كردستان وتخرجت فى كلية الاداب قسم اللغة العربية سنه 1994 ودرست القانون فى كلية القانون حتى 1997 وحصلت على درجة الماجستير فى الاداب و النقد الحديث من جامعة الموصل سنه 1998 درست اللغة الألمانية وحصلت على عدد كبير من الجوائز منها جائزة من جوائز تاجى لقمان سنه 2008 فى لبنان و الجائزة الأولى من جوائز ناظم الملائكة سنه 2010 عن قصيدة تأملات رماد وجائزة العنقاء الذهبية عن أعمالها سنه 2011 وجائزة النقد سنه 2013 ، وجائزة المرأة المتميزة عن دار القضية العراقية فى بغداد، ولها العديد من الإصدارارت منها، "شرنقة الحمى، وتوهمات رماد" ، وتجيد التحدث والكتابة بأكثر من لغة منها العربية والكردية و الإنجليزية و الألمانية.

أضف تعليق