- العلاقات المصرية الإسرائيلية لا ترتبط بأى حكومات جديدة
- توقيع معاهدة السلام كانت مع أكثر القوى والأحزاب الإسرائيلية تطرفاً فى إسرائيل
- فوز اليمين واليمين المتطرف سيلقى عبئًا كبيرًا على الدول العربية وسيؤدى إلى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها
- وحدة الصف الفلسطينى هى الأساس ثم يبدأ بعدها مفاوضات جادة بين الإسرائيلسيين والفلسطنيين
- من الضرورى وجود موقف فلسطينى مدعوم من الجانب العربى ومن القوى الدولية تواجه محاولات طمس القضية الفلسطينية
كتب: فتحى السايح
قبل انطلاق الانتخابات الإسرائيلية بـ 48 ساعة، أكد الدكتور محمد عبد المقصود رئيس محور دعم القرار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أن الأوضاع الداخلية فى إسرائيل تشير إلى أن المجتمع الإسرائيلى ينزع نحو اليمين، واليمين المتطرف بصفة خاصة.
وكشف عبد المقصود - فى تصريحات خاصة لـ «دار المعارف» - أنه أصبح هناك دعم بأن يتولى السلطة داخل إسرائيل أحزاب تنتمى إلى اليمين واليمين المتطرف، مضيفاً جميع القوى والأحزاب الدينية واليمينة الموجودة داخل إسرائيل تتنافس على المزايدة على المواقف العربية بما يحقق لها مكاسب على المستوى الداخلى وبما يحقق الفوز فى الانتخابات التى ستعقد الثلاثاء 9 أبريل.
جاء ذلك على هامش ندوة الانتخابات الإسرائيلية، والتى عقدت اليوم بمركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس برئاسة أ. د.
وفى إجاباته عن أسئلة « دار المعارف» أشار عبد المقصود إلى أن ما يحدث فى إسرائيل، سوف يؤدى إلى وجود حكومة يمينة، وستتبنى مواقف فى غالبيتها لا تستجيب للمطالب العربية والفلسطينية.
حل أقليمى
ونوه فى هذا الإطار أنه لدينا مسألة مهمة وهى إذا كنت توجهات القوى والأحزاب السياسية فى إسرائيل تركز بشكل رئيسى على إقامة حكم ذاتى فلسطينى محدود داخل الأراضى الفلسطينية والامتناع عن تنفيذ الرؤية الخاصة بحل الدولتين والتى تقضى بإقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقي، فإننا سنكون أمام حل إقليمى ويعنى اشراك الدول العربية فى تحمل تبعات ومسئوليات عملية التسوية السياسية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
تفريغ القضية
وأضاف عبد المقصود أن هذا الأمر سيلقى عبئًا كبيرًا على الدول العربية وأيضا من الممكن أن يؤدى إلى تفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها نتيجة تجاهل القضايا الرئيسية محل الخلاف بين الجانبين العربى والإسرائيلى وعلى رأسها قضية القدس والتى اعترف الرئيس الأمريكى " دونالد ترامب " بها كعاصمة موحدة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مضيفاً أيضاً قضية الجولان، والتى تم أيضاً بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليها وبالتالى، سيضعف شرعية موقف احتلال إسرائيل للأراضى العربية، ويأتى هذا بالمخلفة للقانون وبالمخلفة للشرعية الدولية ومن هنا لا بد أن يكون هناك موقف عربى واضح مساند للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة بما فيها حق تقرير المصير، مشيراً إلى أن هذا يطلب منا جميعاً أن يكون هناك اهتمام ببلورة موقف عربى موحد داعما للقضية الفلسطينية وداعما للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقادرة على البقاء على أراضى الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس.
ويتسائل الدكتور عبد المقصود، هل هذا سوف يتحقق؟!
ويجيب أن ذلك سيكون مرتبطا بمدى قدرة الجانب الفلسطينى على أن يوم بجهود حثيثة، لتوحيد الصف الفلسطينى والحفاظ على وحدة الأراضى والقوى والفصائل الفلسطينية بما يضمن أن يكون هناك شريك فلسطينى قادراً على التفاوض مع إسرائيل، مشيراً إلى أن هذا سيكون له تبرير للإدعاءات الإسرائيلية التى تتحدث عن قدرة السلطة الفلسطينة فى السيطرة على الأراضى الفلسطينية، وعدم قدررتها فى السيطرة والتأثير على الضفة الغربية وقطاع غزة، مضيفاً أن هذا الأمر سيضعف الموقف الفلسطينى بشكل كبير.
الأساس
ويرى رئيس محور دعم القرار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن وحدة الصف الفلسطينى هى الأساس ثم يبدأ بعدها مفاوضات جادة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى لبحث مستقبل التسوية السياسية بين الجانبين، وهذا الأمر لن يتأتى إلا بدعم دولى للموقف الفلسطينى، وعدم السماح بتشريع وإضفاء طابع قانونى على الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية بما فى ذلك هضبة الجولان والأراضى المحتلة بجنوب لبنان.
تغيير السياسات
وقال الدكتور عبد المقصود ردا على سؤال حول تغيير السياسات المصرية الإسرائيلية بعد نتائج الانتخابات المقبلة، إن فى واقع الأمر العلاقات المصرية الإسرائيلية لا ترتبط بأى حكومات جديدة، لافتاً إلى أن توقيع معاهدة السلام كان مع أكثر القوى والأحزاب الإسرائيلية تطرفاً فى إسرائيل وهى حكومة " بيجن" ومبدأها أنه لا تخلى ولا تنازل عن الأراضى التى تم احتلالها عام 67، والأكثر من ذلك كان مناحم بيجن يتحدث فى هذا التوقيت أن سيناء ستظل جزءا من الأراضى الإسرائيلية، وأن مقبرة بيجن ستكون فى أرض سيناء، وبالتالى لن يسمح بالتفريط فيها لأى دولة، أو أى طرف عربى.
وأشار عبد المقصود إلى أن ما حدث نتيجة جهد من القيادة السياسية المصرية فى هذا التوقيت وحركات الاتصال والتنسيق والتعاون مع القوى الدولية نجحت مصر فى الضغط على الجانب الإسرائيلى بأن يقبل بمعاهدة سلام مصرية إسرائيلية أدت فى النهاية إلى التخلى عن كافة الأراضى التى تم احتلالها عام 67.
سيناء
وأوضح رئيس محور دعم القرار بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن شبه جزيرة سيناء مساحتها الإجمالية 60 ألف كم مربع ومساحة إسرائيل بالكامل 20 ألفا و700 كم مربع، أى أن مساحة سيناء تساوى 3 أضعاف مساحة إسرائيل، ومع ذلك إسرئيل تخلت عن سيناء نتيجة وجود موقف عربى ومصرى واضح ومدعوم من جانب القوى الدولية، وهو ما تسعى إليه مصر والأمة العربية مع القضية الفلسطينة، وهو أن يكون هناك موقف فلسطينى مدعوم من الجانب العربى ومن القوى الدولية لكى نواجه المحاولات الإسرائيلية لطمس القضية الفلسطينية وتصفيتها وإلغاء الحلول الخاصة بالتسوية الدائمة سواء للقدس أو اللاجئين أو بناء المستوطانت أو الحدود.