كتبت: راندة فتحي
أسهمت مبادرات مملكة البحرين الداعمة لإحلال السلام في شتى بقاع الأرض فى تكوين نموذج أكثر اتساقاً لملفات السلام متناغماً مع سياستها الرامية لمد جسور التواصل والتلاقى بين شعوب العالم فشكلت منظومة متكاملة بٌنيت ضمن خطط ممنهجة لدعم الجهود الدولية الداعية للسلام الدائم والعادل.
وعبر اهتمام مملكة البحرين بقضايا السلام عن موقف حكومتها الراسخ في التأكيد علي أهمية أن يسود السلام والاستقرار مختلف دول العالم وتنمية العلاقات الودية بين الشعوب وتعزيز التقدم الاجتماعي لنشر السلام في المجتمعات وتحسين مستويات المعيشية والنهوض بالقضايا الحقوقية والاقتصادية بما يحقق الآمن والرخاء فى كافة أرجاء الأرض.
وتحظي مملكة البحرين بمكانة مرموقة علي المستوى المحلي والدولي لدعمها مبادئ المحبة والسلام والتعايش وهي مكانة استحقتها نتيجة الرؤية الحكيمة لجلالة ملك البحرين وجهود حكومته برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فى خدمة المجتمع الدولي من خلال العديد المبادرات الدولية التى تفردت بها البحرين انطلاقا من إيمانها الراسخ بالارتباط الوثيق بين الأمن والسلام من جهة والتنمية وبناء قدرات الشعوب من جهة أخرى.
وجسدت رعاية الأمير خليفة بن سلمان احتفالية اطلاق البعثة الدائمة لمملكة البحرين بفيينا بالتعاون اتحاد السلام والمحبة العالمي فوبال اليوم الدولي للضمير تحت رعاية رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة دور مملكة البحرين فى دعم الجهود الدولية الداعية لنشر السلام مما يعزز من الدور العالمى الذي تؤديه البحرين اتجاه قضايا السلام وأهمية التمسك بالطرق السلمية في حل المشكلات والنزاعات الدولية التي تعيق جهود التنمية في العالم.
وكان أهم ثمرات هذا المؤتمر هو تدشين اليوم العالمي للضمير الذي احتضنته البحرين والتى تعد نموذجاً للتسامح واحترام الاختلاف وصون التنوع في بيئة منفتحة وقائمة على الاحترام ونبذ التطرف وتقبل الآخر كما تمتلك البحرين سجلًا حافلا فى مجال تعزيز السلام وترسيخ مفهوم التعايش بين الشعوب إذ انتهجت حكومتها سياسة الانفتاح مرتكزة على وسطية الإسلام في اطلاق المبادرات السلمية لإحلال السلام العالمي
ووضع رئيس وزراء البحرين من خلال كلمته علي أسباب التوتر التي تعيق جهود التنمية في العالم وما تعانيه بعض دول العالم من مشكلات وحملت رسالته التى وجهها بمناسبة اليوم العالمي للضمير، خمس مبادئ أساسية لإستراتيجية دولية قادرة علي إزالة العنف والإرهاب والفوضى وإحلال السلام والرخاء بدلاً عنها.
المبدأ الأول الذي حدده رئيس وزراء البحرين في رسالته "التمسك بالطرق السلمية"في حل النزاعات الدولية لأنه ـ كما قال ـ لا مجال للحديث عن سلام وسط صراع وتحديات تلاحق الجميع فلا يمكن للمجتمعات النهوض دون تنمية ولا تنمية دون سلام ،ضارباً مثالاً حياً بمملكة البحرين وحرصها مع دول العالم في إطار المنظومة الدولية على تكريس الجهود من أجل الأمن والسلام والاستقرار والرخاء الاقتصادي في جميع مناطق العالم وبلدانه.
المبدأ الثاني "ارساء أسس السلام"من خلال إيقاظ الضمير العالمي بحيث يكون أكثر ايجابية وتحركا في مواجهة كل الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار العالمي وأن تركز منظومة العمل الجماعي على ارساء السلام الذي يوفر للدول الأجواء التي تمكنها من استكمال مسيرتها على صعيد التنمية لصالح شعوبها.
المبدأ الثالث "تحقيق التنمية المستدامة"ويمكن إرجاع معظم مشاكل العالم ونزاعاته ومعاناته من العنف والإرهاب إلي الفشل في تحقيق التنمية المستدامة فالتنمية شرط رئيسي لنظام عالمي مستقر وآمن كما أنها أفضل سبل الوقاية من النزاعات والعنف قائلاً يتوجب علي المجتمع الدولي أن يتحد لإنهاء المعاناة التي يعيشها ملايين البشر في العديد من مناطق العالم وأن تتواصل الجهود لصيانة الحق في الحياة الآمنة والمستقرة مطالباً بأن يكون الضمير العالمي أحد المرتكزات الأساسية التي يتم على أساسها دفع مسيرة العمل الجماعي الدولي من أجل عالم أكثر أمنا وسلاما واستقرارا.
المبدأ الرابع "جدية التعامل مع الأوضاع المأساوية التي تعيشها العديد من الشعوب جراء الصراعات"قائلاً أن الضمير العالمي مساءل اليوم عن مدى تلك الجدية وعن الإجراءات التي تتخذ لحماية الفئات الأكثر ضعفا ولا سيما الأطفال والنساء والمسنين الذين يواجهون الأخطار جراء الفوضى التي باتت مشهدا ثابتا في العديد من البلدان وجميعها تنطوي على معاناة للبشر ويجب أن تؤرق الضمير الانساني لكي يعمل على إنهائها.
المبدأ الخامس "وضع رؤية شاملة لمعالجة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية"قائلاً أن النهوض بأوضاع الانسانية يبدأ بإحلال السلام وتوفير مسببات الأمن والاستقرار لكل الدول وقال انه يتوجب علينا كمجتمع دولي أن نأخذ بأيدي بعضنا البعض للعيش في السلام والأمان الذي ننشده،مضيفاً أن التحديات التي تواجهها البشرية تفرض ضرورة أن يكون هناك تغيير مستمر في الرؤى والاستراتيجيات وحث في الوقت ذاته الأسرة الدولية على العمل من أجل إشاعة روح المحبة والتعايش والبناء على نقاط التلاقي بين الحضارات كوسيلة مهمة لإنهاء والقضاء على كافة أشكال التعصب والعنف والإرهاب التي تهدد حاضر.