تقرير يكتبه: عاطف عبد الغنى
استيقظت اليوم الجمعة على رسالة أحد أبنائى الطلبة الذى يدرس فى جامعة الأزهر ويتدرب فى بوابة " دار المعارف ".. فحوى رسالة يوسف عقيل، المدعمة بمستندات، أصابنى بالحزن الشديد .. ماذا يحدث؟!.. لماذا يلاحقنا السفهاء والمجانين بجرائمهم التى تسرق سلام أرواحنا كل يوم ؟!..
الواقعة مخجلة بقدر ما هى محزنة، وأكثر ما يدعو للحزن فيها أن تصدر عن معلم جامعى تربوى يدرس فى أعلى درجات الهرم التعليمى، وفى جامعة تابعة للأزهر الشريف، هذا الصرح العتيد الذى لم يطاوعنى عقلى ولا ضميرى أن أذكره فى العنوان، وعزائى الوحيد أن الشخص مرتكب هذه الجريمة بالتأكيد لا يتمتع بكامل قواه العقلية، وقد عرفت بالتحرى عنه أن له سوابق سلوكية تشير إلى ذلك، منها مثلا أنه أثناء ألقاء محاضراته يصعد أحيانا سطح مدرج الطلبة ما يسمى " البنج" ويسير لا يبالى أن حذائه فى مستوى رأس الطلاب، هذه الفعلة الجريمة التى تكشفها سطور رسالة يوسف التالية:
" اقلع اقلع اخلع اخلع.. هييييييه.. كان هذا هتاف 300 طالب فرحين سعداء عندما كان يخلع طالبان ملابسهما الداخلية مظهرين عوراتيهما، وأحدهما يرقص بأداة حفظ النسل.
ليس هذا مشهدا في جامعة أجنبية، أو فى دولة خارجية، ولكن في أروقة الأزهر الشريف.
في مشهد لم تعهده جامعة الأزهر، راح دكتور لمادة العقيدة والأخلاق يغري الطلاب بنيل درجة الامتياز فى الامتحان مقابل خلع ملابسهم الداخلية كاملة، ويساوم طلبة راسبون فى مادته على مدار أكثر من عام بالنجاح مقابل تنفيذ طلبه فيوافق بعضهم ويخرجوا إلى المنصة التى يقف عليها دكتور التربية، ويلقى درسه.
كان هذا عرضا مغريا للطلاب ولكن لم يتخيل أحد أن هذا الطلب كارثة حقيقة وهو إظهار العورة أمام الجميع، لكن مع ضغط الدكتور ، وتهديده لهم قائلا: " إللى هينزل هيشيل المادة "، وقف طالبان وأعلنا الموافقة على تنفيذ طلبه.. وبدا الأمر وكأنه عرض " استربتيز" ماجن، وهاج الطلبة الشباب فى المدرجات هاتفين: " اقلع اقلع اقلع اخلع "..ثم رقص طالب من الذين يستعدون لخلع ملابسهم على طريقة محمد رمضان في أغنية "مافيا" وتحولت قاعة العلم إلى مسرح للفسق والفجور ، بينما كان البعض من الطلبة يوارى وجهه خجلا، وربما قال الطالبان اللذان نفذا الفعل الشائن فى نفسيهما: " ما باليد حيلة شايلين المادة ونريد أن نحصل على النجاح".
خلع الطالبان بنطاليهما ووقفا بالملابس الداخلية بينما أخرج بعض الطلاب هواتفهم المحمولة لتسجيل الواقعة، لأسباب وأغراض مختلفة.
..تردد طالب منهما، فصدر تهديد من الدكتور له بالرسوب، فخلعا الطالبان ملابسهما بالكامل ليقفا عراة ملوحين بأعضائها الذكورية في لحظة هوس وجنون منهما ومن المشاهدين الذين انفجروا فى التصفيق والصفير وإلقاء تعليقات السخرية والاستهزاء."
لم تقف الواقعة التى حدثت يوم الثلاثاء الماضى عند هذا الحد، فقد وصل خبرها إلى إدارة جامعة الأزهر، وقد كشف عنها تداول الفيديوهات عن أستاذ العقيدة بكلية التربية بنين جامعة الأزهر، الذى يجبر الطلبة الراسبين في مادته لعدة سنوات، على خلع ملابسهم بالكامل، مقابل النجاح.
رئيس جامعة الأزهر، الدكتور محمد المحرصاوى قرر فور إبلاغه بالواقعة عن طريق عميد الكلية الدكتور حشمت عبد الحكم، إيقاف الدكتور عن العمل وتحويله إلى التحقيق العاجل.
ومن جانبه منع عميد الكلية نفس الدكتور من وضع الأسئلة والتصحيح، مشددًا على أن إدارة الجامعة لا تتوانى في محاسبة أي مخطئ، أو مقصر، وأنه لا يوجد أحد فوق القانون، وحث الجميع على الانشغال بالدراسة والاستعداد للامتحانات
ومن جانبه قال الدكتور يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الطلاب والتعليم إن ما حدث يعد أمر جلل وأن الجامعة فور علمها اتخذت قرارا بإحالة الدكتور مرتكب المخالفة إلى التحقيق العاجل وسوف يتم تبيان ما سيتم التوصل إليه من المحققين لعرضه على الرأى العام كما تم إحالة الطلبة الذين تجاوبوا مع الدكتور المتهم، إلى مجلس تأديب لما بدر منهم من سلوك يتنافى مع القيم والأخلاق .
من ناحيتهم رفض عدد كبير من طلبة الأزهر الشريف الواقعة وأكدوا على أن هذا لا يليق بأستاذ جامعي ينتسب لجامعة الأزهر العريقة.
وعلى صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك " حاول الدكتور مرتكب الواقعة تبرير أفعاله، فكتب الآتى:
" أبنائي طلاب الأزهر الشريف عامة، وطلاب كلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة خاصة اليوم وبعد نهاية المحاضرة الثانية فى العقيدة والأخلاق الإسلامية لطلاب الشعب العامة بالكلية ،اتخذت جامعة الأزهر التى اشرف بالانتساب إليها منذ أن كنت طالبا حتى أصبحت معلما بها منذ عشرين عاما، اتخذت الجامعة قرارا بإيقافي عن العمل وإحالتي إلى التحقيق، وهذا حق أصيل من حقوق الجامعة تجاه كل من ينتسب إليها معلما أو متعلما لكن يبقى حقى جزء لا يتجزأ من حق أبنائي الطلاب الذين تلقوا علوم العقيدة والأخلاق منى، والذين تواصلوا معى بكثافة عالية عقب نشر الصور والتعليقات التى نالت من كرامة وسمعة أستاذه."
وتابع فقال: " فإلى أبنائي هؤلاء الذين تخرجوا والذين يواصلون الدراسة اكتب هذه الكلمات التى استهلها بقوله تعالى :( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).
وواصل : لقد كان موضوع محاضرة العقيدة والأخلاق هذا الأسبوع لجميع طلاب شعب الكلية، الإسلام والإيمان والإحسان، بدأت يوم الثلاثاء وفيها شرحت معنى الإسلام والفارق بينه وبين الإيمان، وبينت أن الأول يختص بالظاهر الحسى، والثانى يختص بالجوهر الفعلى الذى يترجم إلى نتائج ملموسة تعود منافعها على الأمة رقيا ورفعة ،ثم انتقلت إلى الإحسان شرحا وعلاقته بالحياء، وكيفية ارتقاء الإنسان إلى مرتبة الإحسان وكيف تكون النفس رقيبة على السلوك، وسلاحها فى هذا الحياء الذى افتقدناه فى العبادات والمعاملات، وطغيان الجانب المادى حتى أن الإنسان ليبيع دينه بعرض من عوارض الدنيا
وقد أردت كما تعود منى طلابى أن امثل لهم تمثيلا حيا واقع الأمة عقيدة وخلقا فقلت من يقبل النجاح فى المادة بامتياز مقابل تنفيذ ما يطلب منه فإن امتنع رسب فى المادة تطوع يوم الثلاثاء طالب أو أكثر، والكل لا يعلم ما سيطلب منه وكانت المفاجاة التى أردت أن تكون صادمة لمن خرج متبرعا وبإرادته وفى نفس الوقت أذهلت الطلاب عندما قلت للطالب اخلع البنطلون، ضحكوا جميعا لكنى لم اضحك وقلت لهم: منذ المحاضرة الأولى للمادة اتفقنا أن كل ما يقال داخل المدرج سواء أكان جدا أو مزاح يخضع لميزان العقيدة والأخلاق وقلت أنا أصر على تنفيذ مطالبى فإن تراجع أحد فسوف يرسب فى مادة العقيدة، رفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبى مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا فى المادة، هنا توجهت لكل الطلاب الجالسين وطلبت منهم تحية زملائهم الذين رفضوا الانصياع لى وبعد تحيتهم قلت للطلاب أتعرفون سبب التحية؟ قال الطلاب لإنهم لم يرضخوا لك في فعل منافي للأخلاق، قلت هذه واحدة ،والثانية أنهم لم يفعلوا ذلك حياء منكم أليس هذا صحيحا؟! قالوا نعم، قلت فمن باب أولى أن يكون حياءنا من الخالق مقدم على حياءنا من المخلوق، وهذا من باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية الشياطين من الجن والإنس ،وهذا من قبيل الارتقاء فى درجات الإيمان بالله.
لقد قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان فى تمثيلية أردت من خلالها بصورة عملية كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق."
كان ما سبق دفاع دكتور الأخلاق عن نفسه وتعليقنا عليه هو :
أولا: أنت كاذب حين ذكرت من رفضوا ولم تتطرق فى ردك إلى الواقعة المثبتة التى تجاوز فيها أمرك وأمر طلابك كل سلوك سوى.
وناهيك عن الأخلاق التى لم تخدشها ولكن طعنتها بسلاح علمك الكاذب.
ثانيا: إذا كنت تدرس علم الجريمة هل كنت ستطلب من طلبتك أن يذهبوا فيقتلوا إنسانا ثم تقولول لهم : " شوفوا الجريمة وحشه أزاى؟!".
ثالثا: فى ردك أنت وصفت نفسك بالشيطان، وصدقنى أن الشيطان الذى يسكن نفسك هو الذى دفعك لهذا الاعتراف الدامغ .. ويكفى هذا.. لأكرر طلبى بالكشف على قواك العقلية.
https://youtu.be/wHCuhtowuTA