دار المعارف
نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية مؤتمرا علميا، تحت عنوان "دور أئمة ودعاة الأوقاف في ترسيخ مبادئ السلم الاجتماعي"، وذلك تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.
وبدأت فعاليات المؤتمر بالوقوف دقيقة حدادًا على شهداء حادث الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وكنيسة مار جرجس بطنطا.
وقال وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية محمد العجمي، إن هذا المؤتمر يأتي في توقيت شديد الحساسية، في أعقاب حادثي الاعتداء على الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وكنيسة مار جرجس بطنطا، وهما الحادثين اللذين تألمت قلوب جميع المصريين من آثارهما الدامية.
وأكد أن المديرية قررت - من منطلق تحمل المسؤولية الوطنية - أن تبادر بتنظيم هذا المؤتمر الذي يحضره الأئمة والدعاة وقيادات الدعوة بأوقاف الإسكندرية، من أجل الوصول برسالة الدين الإسلامي الحنيف السامية من خلالهم لجميع المواطنين، خاصة في خطبة الجمعة المقبلة، والتي خصصها وزير الأوقاف للحديث عن مواجهة الإرهاب الغاشم تحت عنوان "خطورة التكفير والفتوى دون علم وضرورة الاصطفاف في مواجهة قوى الإرهاب".
وأوضح العجمي أهمية الدور الذي يجب أن يؤديه جميع الأئمة في مساجدهم، وفي مناطقهم وفي الأندية والمؤسسات، وكذلك أماكن التجمعات الشبابية لغرس مبادئ السلم الاجتماعي في عقول الشباب، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم وإبعادهم عن أصحاب الأفكار المتطرفة والمتشددة التي تريد الخراب والدمار بالبلاد.
وشدد على أن أوقاف الإسكندرية ستذهب بأئمتها إلى كل بقعة على أرض المحافظة، لنشر صحيح الدين الإسلامي الحنيف بيسر وسماحة.
من جانبه، أكد الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين بالقاهرة وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في كلمته، أن الإسلام يدعو إلى التسامح والمشاركة الاجتماعية لأصحاب الكتب السماوية، مشيرًا إلى أن سورة مريم في القرآن الكريم سميت على اسم والدة المسيح عيسى، وهو دليل على تكريم المسيح للدين المسيحي، قائلا: "من سولت نفسه واستحل الاعتداء على دور العبادة فهو مخالف للدين الإسلامي، فهناك نص قرآني منع الاعتداء على دور العبادة، وذلك في إطار التسامح والمحبة التي يحثها علينا الإسلام".
وأضاف أنه لا يوجد هناك نص واضح يقول إن تهنئة الأقباط وبناء الكنائس حرام، موضحا أن التهنئة لغير المسلم واجبة، وهناك نص قرأني يؤكد أنه على المسلم إذا تم تحيته بتحية فلابد أن يحيى بأحسن منها مهما كانت عقيدته وديانته، فهو سلوك اجتماعي، مشيرًا إلى أن الإسلام استباح الزواج من أهل الكتاب، فكيف أباح ذلك وحرم تهنئتهم بالأعياد وبناء كنائس لهم.
وطالب عوض الأسرة المصرية بضرورة تحصين شبابها وأولادها من الأفكار المتطرفة ومتابعة أولادهم وأصدقائهم، لأن المرء على دين خليله، مشيرًا إلى أنه فى السنوات الأخيرة حدث خلل فى الأسرة ومتابعتها لأطفالها، مؤكدًا أن أولياء الأمور والأسرة يتحملون مسئولية كبيرة في إنهاء التطرف من المجتمع فهي بيت التربية الأول، وعليهم أن يوضحوا خطر استباحة الدم والعرض وإعلان السيف والتطرف وتحصينهم بشكل دائم ضد التطرف واستقطابهم من الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى أن الإسلام دعا إلى الحوار مع من يخالفنا في الاعتقاد، في الموضوعات التي يوجد عليها خلاف، وإذا كان الحوار سيسبب صراعا فالابتعاد عنه سيكون أفضل، مؤكدًا أن الرسول ابتعد عن بعض الموضوعات التي لها عواقب، فالمجتمع وسلامته وأمنه وسلمه أهم من الصراع.
وفي السياق نفسه، أطلقت مديرية الأوقاف بالإسكندرية اليوم، قافلة دعوية إلى إدارة أوقاف غرب المحافظة لمواجهة التطرف ونشر الإسلام الوسطي.
وقال مدير الدعوة بالإسكندرية الشيخ حسن عبد البصير، إن القافلة الدعوية تأتي بهدف مواجهة فوضى الفتاوى الدينية والتكفير والدعوة إلي الاصطفاف الوطني لمواجهة ما يهدد السلام المجتمعي.
وأوضح مدير إدارة أوقاف غرب الإسكندرية الشيخ محمد أبو الخير، خطورة التكفير والفتوى بدون علم، مشيرا إلي أن الدين الإسلامي أمر أتباعه بالوسطية والاعتدال، ونهى عن الغلو والتطرف الذي يدعو لسفك الدماء وتدمير البلاد والعباد واستحلال الدماء والأعراض وتكفير الشعوب والحكام وتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وطالب جموع المجتمع إلي الاصطفاف الوطني والإنساني وحفظ الأعراض والأنفس الإنسانية، والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع المصري، داعيا المولي عز وجل إن يحفظ مصر وأهلها وشعبها وجيشها وأمنها واستقرارها.
وتأتي القوافل الدعوية التي تطلقها مديرية الأوقاف بالإسكندرية لنشر الإسلام الوسطي طبقا لتعليمات وزارة الأوقاف على جميع المحافظات، بتكثيف القوافل الدعوية والتواجد وسط المواطنين، وإقامة مجالس فتوى يومية للاستماع للمواطنين والإجابة على تساؤلاتهم.