القمة الإفريقية المصغرة.. محاولة مصرية لوقف نزيف الاستقرار فى السودان الشقيق

كتب: عاطف عبد الغنى

انعقدت أمس الثلاثاء 23 إبريل الحالى القمة الافريقية المصغرة التى استضافتها القاهرة لبحث لبحث أوضاع السودان وليبيا، وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى لعقد هذه القمة للشركاء الأقليمين لدولة السودان الشقيق، باعتبار مصر الرئيس الحالى للاتحاد الافريقى.

وجاء تحرك مصر نحو الشركاء الأقليميين، لتجنب تعقيدات المواقف التى حدثت فى أزمات ما تسمى دول الربيع العربى  بعد تدخل قوى دولية تبحث عن مصالحها فى هذه الدولة فى المقام الأول حتى ولو غلفتها بشعارت إنسانية براقة، أو ادعت أنها تحاول حل أزمات هذه الدول ، وهو ما ثبت عدم صحته من خلال معطيات الواقع الأليم الذى تعيشه شعوب هذه الدول، المهددة بعوامل التفكك والفناء.

واهتمت وسائل الإعلام الممختلفة وخاصة السودانية بأخبار القمة وأفردت لها، مركزة على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى التى أكد فيها على أنّ استعادة النظام الدستوري في السودان، رهينٌ لإرادة السودانيين أنفسهم، وحث الفرقاء على تجاوز المنعطف التاريخي الخطير بإدارة حوار شامل بين القوى السياسية كافة.

ونشر موقع صحيفة "الصيحة" السودانى اليوم الأربعاء أن الرئيس السيسي حث في القمة الأفريقية المُصغّرة أمس، دول الجوار والمُجتمع الدولي، لمُساندة الجهود الرامية لإحداث التحوُّل الديمقراطي في السودان وصولاً إلى انتخابات حُرّة ونزيهة، وقال السيسي، إنّ القادة الأفارقة اتّفقوا خلال اجتماع القاهرة على ضرورة إتاحة مزيدٍ من الوقت للمجلس العسكري في السودان لتطبيق إصلاحات ديمقراطية، وأضاف: “تم التوافق على منح المزيد من الوقت لتنفيذ تلك الإجراءات بمُساعدة الاتحاد الأفريقي”.

وفى نفس السياق أعلن المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضي في تصريحات صحفية، أنّه تمّ الاتفاق على عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول التي حَضَرت الاجتماع التّشاوري بشأن السودان، وعقد سلسلة من الاجتماعات للتنسيق ومُتابعة تطوُّرات الأوضاع، وأشار راضي إلى أن السيسي عرض التجربة المصرية المُشابهة للأوضاع في السودان وانحياز القوات المسلحة للشعب دائماً، وشدّد على أنّ الجميع يسعى للحفاظ على السودان واستقراره.

فى تصريحات صحفية حول أهمية استضافة مصر للقمة قال سفير مصر الأسبق فى الخرطوم محمد الشاذلى أن مصر تتحرك من منطلق رئاستها للاتحاد الافريقى وكذلك باعتبار السودان دولة جوار مباشر، يعد الاستقرار بها من محددات الأمن القومى المصري

وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة أن دعوة الرئيس السيسى لعقد هذا الاجتماع الطارئ يعد محاولة لمعالجة الأزمة فى السودان قبل انتهاء المدة التى منحها لها الاتحاد قبل تعليق عضويتها، حتى لا يعانى السودان أكثر مما يعانيه الآن

وجدير بالذكر أن دعوة الرئيس السيسى لعقد هذه القمة، هى محاولة مصرية للإضطلاع بدورها تجاه السودان الشقيق وشعبه أولا، ورفع المعناة عنهم، وثانيا للإسراع بمعالجة أزمته قبل انتهاء المدة التى منحها الاتحاد (للسودان) قبل تعليق عضويته، وحتلا لا نفقد تماسك واستقرار دولة أخرى لا قدر الله مهددة بدالدخول فى سيناريو الفوضى كمثيلات فى دول عربية أخرى.