عاطف عبد الغني يكتب: الشيطان الذى يشعل النار فى السودان

عاطف عبد الغني يكتب: الشيطان الذى يشعل النار فى السودانعاطف عبد الغني يكتب: الشيطان الذى يشعل النار فى السودان

*سلايد رئيسى26-4-2019 | 22:21

شريط الجزيرة شغال نار، شغل شياطين، على الشارع السودانى، نفس التكتيكات التى استخدمت فى تونس ومن بعدها مصر، ثم ليبيا، فسوريا.
(1)
التعليقات التى تجرى على الشريط منسوبة لأسماء سودانية، تحمل – غير التحريض الواضح - هجوما وقح على مصر والسعودية لقطع الطريق على أى تدخل من البلدين نحو التهدئة والوصول إلى حل سلمى لأزمة السودان، العربى الشقيق.
ونظام الدوحة عبر ذراعه الإعلامى «الجزيرة» يضرب فى كل اتجاه لنشر الفوضى فى دول العرب، وليس جديدا عليه ما يفعله الآن، من استخدام أوراق اللعب المحروقة، وعلى رأسها الرئيس السابق عمر البشير حليف الأمس لنشر الفوضى، والسودان على رأس القائمة، تليه الجزائر، وحرق «الكروت» وفضحها من «تكتيكات» أجهزة المخابرات الغربية التى رأيناها وعرفناها جيدا فى كل ثوارت ما يسمى «الربيع العربى».
وبالنسبة لفضائية الجزيرة، الأمر بسيط للغاية، استقطاب أشخاص سودانيين من الداخل، وتوظيفهم، (أموال الجزيرة وقطر كثيرة ومغرية) لعمل تقارير، مكتوبة، أو مصورة، أو الظهور فى تقارير، وهؤلاء المتعاونون مع الجزيرة، فيهم من هو مقتنع بأفكاره، ويتوجه بروحه الثائرة لصالح تغيير واقع بلده ومستقبله للأفضل، ومنهم أصحاب ثارات مع النظام السابق لأسباب سياسية أو اقتصادية، مادية أو معنوية، أو حتى اختلافات إيديولوجية.
ومن حيث «دماغ» الأشخاص» الذين يقبلون العمل فى الجزيرة فهى على صنفين، الأول إما «دماغ» مبرمجة على أفكار وتوجهات التيارات الإسلاموية وعلى رأسها الإخوان، وإما «دماغ» علمانية أو غير مؤدلجة لكنها فى الحالتين معارضة، أما الصنف الثالث فهم الذين لا يفكرون إلا فى «لقمة العيش» ممن ألقت بهم المقادير للعمل فى الجزيرة، ولم يستطيعوا حتى اللحظة التخلص منها لأسباب مختلفة، و«تعال يازول سوى هادا»، فيؤدى الزول عمله الذى يأخذ عليه أجرا قيمته بالتأكيد كبيرة جدا مقارنة بأى أجر كان سيحصل عليه فى أى مكان آخر مقابل نفس العمل، وحتى لا يغضب أشقاؤنا فى السودان، نؤكد أن جزيرة قطر المسمومة، يعمل بها أشخاص من كل الدول العربية تقريبا، ومنهم مصر.
(2)
وبناء عليه سهل جدا أن تستعين الفضائية المسمومة، بسودانيين وخبراء فى شئون السودان فى أطقم عملها المختلفة، ويتم تحرير عبارات تتعمق فى الشأن السودانى الداخلى، أو عبارات أخرى مثل: «نرفض الانحياز لحلف الشر، علاقتنا مع الدول يحكمها الاحترام المتبادل» توقيع: «ودعطبرة» أو : « رسالة للسعودية والإمارات ومصر أين كنتم عندما كان النظام السابق يبطش بالثوار فى الجامعات والشوارع» توقيع: «هشام ضرار/ بورسودان»، ولا أعتقد أن سودانى مهموم بشأنه الداخلى، سوف يتحدث بلسان قطر ويكتب رسائلها الموجهة ضد دول المقاطعة «مصر والسعودية والإمارات والبحرين»، ولكنها قطر والعاملون فى الجزيرة وسياساتها المضبوطة على بوصلة واشنطن وتل أبيب.
وتستخدم قطر البشير زيتا تصبه على النار المشتعلة، وما سبق ليس غريبا على النظام القطرى الذى ينفق بسفه لم يعرفه تاريخ العرب، ويتصرف بحقد يصل إلى حد الجنون للوصول إلى غاياته وأولها إشعال ثورات الشعوب العربية، ليس ضد الأنظمة والحكام كما هو معلن، ولكن ضد الدول ذاتها ككيانات ومؤسسات، لتفكيكها، والثانية إشعال الفتن بين الحكام والشعوب العربية لإفساد العلاقات وخلق الضغائن والأحقاد، وأحدث محاولات الدوحة فى هذا الصدد وقعت قبل أيام قليلة من خلال نشر أخبار كاذبة ومفبركة عن أزمة سياسية ودبلوماسية كبيرة بين الإمارات والمملكة المغربية، وادعاء الجزيرة أن الإمارات سحبت سفيرها فى المغرب، بينما الرجل كان فى إجازة عادية قبل هذا الإعلان بأسبوعين، والغاية الثالثة التى تعمل عليه قطر بدأب هو المعاونة فى تصفية القضية الفلسطينية حسب المخطط الإسرائيلى / الأمريكى، وإن شئت الدقة حسب المخطط اليهودى الصهيونى، وكل تحركات القطريين نحو الفلسطنيين فى رام الله أو غزة، تفضحهم، وتفضح توجهاتهم.
(3)
منذ حوالى 3 شهور أرسل لى صديقى الكاتب المبدع الشاب السودانى، الربيع رحيمة رسالة على الخاص، يسألنى بصفتى الصحفية، لماذا لا يدلى الإعلام المصرى بدلوه فى غضبة الشارع السودانى الذى ترتفع وتيرته ضد الرئيس البشير؟!
وجاوبته صادقا حسب تصوراتى، فقلت: على المستوى السياسى، هناك حساسية فى العلاقات السياسية بين مصر ونظام البشير، وتحاول مصر الرسمية أن تحافظ وتنمى العلاقة بأقصى ما تستطيع معه، ولا تنسى أزمة سد النهضة، وأهم من هذا أن مصر اكتوت بمثل هذه الأحداث الصعبة ولا تريد للأشقاء فى السودان أن ينالهم ما نال دول العرب الغارقة فى الاحتراب الداخلى، أو ما ذقناه فى مصر من فوضى واضطراب، وعنف، وأزمات كادت تعصف بالدولة.
وعلى المستوى الشخصى فعدم التعاطف مع نظام البشير، ومن قبله نظام الحزب الوطنى الحاكم فى سنوات مبارك الأخيرة، لم يصرفنى عن استيعاب وفهم الأخطار الخارجية التى كانت تحيق بمصر، والسودان، وكيف تخطط قوى الشر لاستخدام الشباب، حال غضبهم الثورى النبيل لتحويله إلى طاقة هدم وتخريب، والحملة متزامنة فى مصر والسودان لكن مصر سبقت وتأخرت السودان إلى الآن.
ومع بداية حبات الربيع العربى صنع الشباب السودانى فيديو لذيذ يظهر فيه شاب أو شابة تستعرض أمام الكاميرا «تيشيرت» يحمل صورة عمر البشير، ثم تضعه فى غسالة عادية مرسوم عليه قبضة حركة «كفاية» السودانية وفى لقطة أخرى فى «طست غسيل» يحمل نفس الشعار، وبعد برهة تخرج القميص من الغسالة «الثورية» وتستعرضه أمام الكاميرا وقد اختفت صورة الحاكم، الملفت أننى رأيت نفس الفيديو بالضبط من صنع حركة «أوتبور» التى دربت الشباب العربى على أعمال الثورة فى صربيا، مع فارق بسيط وهو أن الشابة الصربية الشقراء، كانت تستخدم غسالة «فول أوتوماتيك» (!!).. ثم ألم تنتبه إلى الشعارات: « الشعب يريد إسقاط النظام»، وتفجر نفس الاتهامات التى تلى سقوط الأنظمة؟!..هذه السيناريوهات المكررة بالكربون هل هى من قبيل المحاكاة العمياء أم المصادفة ؟!..
(4)
دعونا نتفاءل خيرًا ولا نئد حلم الأشقاء فى السودان بمستقبل أفضل، يتخلصون فيه من الطغاة والفاسدين، والكفرة، والمكفرين، لكن دعونا أيضا نحذر أعداء الداخل والخارج، واسمح لى يا الربيع صديقى أن أقول لك ولأخوتك وأهلك فى السودان، تجاوزوا سريعا الغضب الثورى، وانتبهوا جيدا لأن أعداء بلدكم على أبوابه، ولا تخربوا أوطانكم بأيديكم، واشرعوا فورا فى استئناف الحياة والبناء والتعويض، أو كما قال أعز من قائل: «وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» صدق الله العظيم.
    أضف تعليق

    رسائل الرئيس للمصريين

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2