أمل إبراهيم تكتب: الراحلون فى العالم الأفتراضى

أمل إبراهيم تكتب: الراحلون فى العالم الأفتراضىأمل إبراهيم تكتب: الراحلون فى العالم الأفتراضى

*سلايد رئيسى27-4-2019 | 13:38

خلال الأسبوع الماضى فقدت ثلاثة من أصدقاء الفيس بوك والحقيقة أن الأمر كان مؤثرا جدا بالنسبة لى وشعرت بحزن شديد رغم أننى لا أعرفهم معرفة شخصية أو واقعية كمان يقولون ..ورغم أننى لم أكن أتابع بحرص ما يكتبون ولكن أقرأ ما يظهر أمامى من كتابات تخصهم ولكن بعد خبر الوفاة بدأت أدخل إلى صفحاتهم وأقرأ ما كتبه الأصدقاء من كلمات رثاء ،واتابع كيف تبعد الأيام تاريخ التعليق الأخير لكل منهم وتبقى صورهم وأبتساماتهم وأفكارهم مدونة دون وجود حقيقى ، وتبقى الأسئلة معلقة دون إجابة حول تدويناتهم الاخيرة.


الحقيقة لا أعرف كيف يتصرف الآخرون تجاه الحسابات التى رحل أصحابها إلى العالم الآخر بعيدا عن الصخب والجدال وبدون شبكة واى فاى ، هل يبقون على تلك الحسابات فى قائمة الأصدقاء أم يقومون بحذفها ،لوهلة خطرت على بالى فكرة الحذف وخاصه عندما تقفز صورهم على الحائط إلا أننى تراجعت ولم أستطع أن أتخذ القرار برغم أن مرورهم مؤلم ولكن أليس الألم جزء من الحياة ؟


أولئك الذين كانوا جزء من يومنا هل أصبحوا مجرد ذكرى ،يقوم الفيس بوك بتذكيرنا بتورايخ ميلادهم أو تاريخ ميلاد صداقتنا فى العالم الأفتراضى ، أعتقد أن الأمر أهم وأكبر من ذلك ،لابد أن كل إنسان كانت له بصمة مختلفة عن الأخرين ومن الواجب علينا أن نحافظ على أفكارهم وكلماتهم وصورهم ويتم تداولها من وقت لآخر،


ولكن للأمر قصة أخرى لا ترتبط بالمشاعر فقط فموقع تويتر على سبيل المثال، يقوم بحذف الحساب بعد مرور مدة ستة شهور إذا لم يكن هناك تفاعل لصاحب الحساب ، إلا أن باقي الشبكات الاجتماعية تبقي على الحساب فعّالاً إلا إذا تقدم أحد أقارب المتوفى أو المسؤولين القانونيين بطلب رسمي لإنهاء وجود الحساب، ليتم دفنه إلى الأبد.


ويسمح موقع “فيسبوك” تحويل صفحة المستخدم المتوفى إلى صفحة خاصة لتأبينه وتذكره، ليبقى السؤال المطروح هو مدى قدرة الموقع على استيعاب حسابات الموتى عندما تفوق عدديا حسابات الاحياء ،ومن الأرقام المثيرة للاهتمام عند الحديث عن الموت الرقمي على الفيسبوك، موت 30 مليون مستخدم في السنوات الثمان الأولى من إنشائهم لحساباتهم، بينما يتوفى 428 مستخدم كل ساعة، و312 ألف و500 في كل شهر! ويومياً يتم إرسال طلبات إضافة على الفيسبوك لـ10 آلاف مستخدم متوفى، ويتم عمل Tag لهم في الصور، ويصل الأمر إلى حد التقّدم بالتهاني والتبريكات في أعياد ميلادهم بالرغم من وفاتهم و تعتزم الشركة إيقاف تنبيه العملاء ليباركوا لأصدقائهم المتوفين في أعياد ميلادهم، وكذلك لن تقترح على المستخدمين دعوة أصدقائهم الذين فارقوا الحياة إلى فعاليات وندوات عبر الموقع الإلكتروني.


ومؤخرا أكدت الشركة العملاقة أنها ستلجأ إلى تقنيات الذكاء الصناعي "لمنع هذه التجارب المؤلمة من الحدوث".

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2