نادية صبره تكتب: ساهم في ثمن رصاصة !

نادية صبره تكتب: ساهم في ثمن رصاصة !نادية صبره تكتب: ساهم في ثمن رصاصة !

*سلايد رئيسى29-4-2019 | 13:03

من جديد شددت الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها على إيران، وبدءاً من شهر مايو المقبل تنتهي الإعفاءات السابقة من العقوبات لدول تستورد النفط الإيراني فقد فرضت واشنطن منذ نصف عام تقريباً ومن جانب واحد عقوبات جديدة على إيران لكنها سمحت لأكبر ثمانية مشترين للنفط الإيراني (الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا وإيطاليا واليابان واليونان وتايوان) بإستيراد كميات محدود وتنتهي تلك الإعفاءات في الثاني من مايو المقبل.

 وقال الممثل الأمريكي الخاص للشئون الإيرانية (برايان هوكن) إن العقوبات التي فرضتها واشنطن حرمت الحكومة الإيرانية أكثر من عشر مليارات دولار من إيرادات النفط.

كما توجد في البحر المتوسط مجموعتان من حاملات الطائرات "إبراهام لينكولن" و"جون ستينيس" ارسلتهما أمريكا كنوع من إستعراض القوة في إشارة واضحة لإستعدادها للتصعيد وهذا ظهر بوضوح حينما أطلق السفير الأمريكي لدى روسيا "جون هانتمان" تهديدات تفيد بأن بلاده تستخدم حاملات الطائرات للضغط الدبلوماسي على إيران قائلاً إن كل حاملة طائرات في البحر المتوسط تحمل مائة ألف طن من الدبلوماسية الدولية !!

ويبدو أن الأزمة المالية في إيران بدأت تتفاقم والعقوبات الأمريكية تؤتي ثمارها وانعكست بوضوح على ميلشيات حزب الله اللبناني على الرغم من العلاقة الوطيدة بين الحزب وإيران والتي عملت كذراع له منذ نشأته حيث بدأت رواتب عناصر الحزب بالإنقطاع تدريجياً كما فقدوا مزايا أخرى فقد كان الحزب يعتمد إعتماداً كبيراً على الأموال التي تأتيه من إيران والتي كانت تسهم بنصيب الأسد في ميزانيته بمبلغ يصل إلى (800 مليون) دولار سنوياً أي 80% من نفقاته تأتي من إيران.

 وقد أكد حسن نصر الله الأمين العام لميلشيا حزب الله ذلك عندما قال:- " أكل الحزب وشرابه وسلاحه وصواريخه من إيران وطالما في إيران فيه فلوس يعني نحنا عنا فلوس."

وكذلك استنكر قرار إدارة ترامب عدم تمديد الإعفاءات من العقوبات المفروضة على شراء النفط الإيراني وإعترف بالصعوبات المالية التي خلفتها تلك العقوبات واعتبرها شكلاً من أشكال الحرب، ودعا ذراع جمع الأموال التابع للحركة بجمع التبرعات لإتاحة الفرصة للجهاد بالمال وأيضاً للمساعدة في هذه المعركة المستمرة ولجأ مؤخراً إلى إستغلال التبرعات الخيرية وتحويل هذا التمويل إلى مقاتليه فضلاً عن إعتماد سياسة الإكراه والترهيب والضغط على القطاع المالي للدولة اللبنانية ولذلك انتشرت في أنحاء العاصمة بيروت لافتات تدعو للتبرع للحزب تحت شعارات مختلفة، ففي الميادين الكبرى هناك لافتات تدعو للتبرع لصناديق هيئة دعم المقاومة الإسلامية، وعلى أعمدة الإنارة لافتات أخرى مكتوب عليها "ساهم في ثمن رصاصة".

والسؤال الأهم هو على من سيطلق حزب الله هذه الرصاصات التي يدعو إلى التبرع بثمنها؟ على السوريين العزل؟!.

 على عناصر الجيش اليمني دعماً للحوثيين الذين يدربهم عناصر من حزب الله؟!.

 على أي مواطن لبناني يرفض هيمنة حزب الله على الحياة السياسية والعسكرية في لبنان؟!.

 على أي مواطن عراقي يرفض وجود ميلشيا حزب الله في العراق؟!.

 ربما لكن بالتأكيد لن يطلق هذه الرصاصات على إسرائيل فشعار المقاومة الإسلامية الذي ما زال يرفعه الحزب لدغدغة مشاعر المتبرعين لم يعد ينطلي على أحد فأيادي حزب الله ملطخة بالدماء ومتورطة في غسيل الأموال وتجارة السلاح والمخدرات عبر مختلف القارات من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية وآسيا بالإضافة لإستغلال الدولة اللبنانية وعمل إقتصاد موازي له داخل لبنان حتى أصبح يمتلك إمبراطورية مالية حقق من خلالها دخلاً سنوياً يقدر بحوالي مليار دولار.

 وفي خطوة منها لحرمانه من موارده المالية التي تأتي من أنشطته الخارجية وعدت الولايات المتحدة يوم الإثنين الماضي بتقديم مكافآت جديدة يمكن أن تصل إلى عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات يمكن أن تعرقل عمل الشبكات المالية لحزب الله في العالم.

واللافت للإنتباه في عرض المكافآت الذي أصدرته الخارجية الأمريكية هو تحديد ثلاثة أسماء بعينها كأبرز ممولين للحزب من ضمن عشرات الشركات والأفراد المدرجين على لائحة العقوبات.

الأول هو "أدهم طباجة" وقد تمكن الحزب من خلاله من الحصول على مشاريع نفطية وتنموية في العراق من أجل إمداد الحزب بالأموال، والثاني "أيمن بزي" وقد حددته وزارة الخزانية الأمريكية على أنه الشخصية الرئيسية في غسيل الأموال وتجارة المخدرات، والثالث "يوسف شرارة" ويمتلك شركة إتصالات لديها أعمال في الشرق الأوسط وغرب أفريقيا وأوروبا وقد تلقي ملايين الدولارات من حزب الله بهدف إستثمارها في مشاريع تجارية.

 وبالرغم من أهمية الخطوة الأمريكية إلا أنني لا أتوقع لها النجاح فمجرد الإعلان عن مكافأة مالية يعني فشل الإستخبارات الأمريكية في تتبع الأذرع المالية لحزب الله حول العالم ولذلك لجأت إلى التحفيز بالمال.

نعم حزب الله تلقى ضربات موجعة بالعقوبات على إيران ويعاني أزمة مالية لكن تجفيف منابع تمويل حزب الله يحتاج إلى تضافر جهوداً دولية لأن الحزب يمارس أنشطته الخارجية منذ عشرين عاماً وأكثر حتى استفحل خطره وأصبح كالإخطبوط !

أضف تعليق