صحيفة يونانية زارت تركيا وعادت تؤكد: الدكتاتور يسقط قريبا

صحيفة يونانية زارت تركيا وعادت تؤكد: الدكتاتور يسقط قريباصحيفة يونانية زارت تركيا وعادت تؤكد: الدكتاتور يسقط قريبا

* عاجل7-5-2019 | 14:34

كتب: على طه على عكس ما أراد، انتهت رحلة "شبه دبلوماسية" نظمتها الحكومة التركية لمحررين في صحيفة يونانية، لتغسل بها سمعة الرئيس التركي، رجب إردوغان، وتبيّض وجهه. لكن الزيارة انتهت إلى قناعة تامة لدى الضيوف اليونانيين بأن نظام "العدالة والتنمية" لن يستمر طويلا على عرش تركيا. فى تقرير مثير كشفت صحيفة يونانية عن سر الزيارة التى وجهها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عبر خارجية بلاده، والتى انتهت (الزيارة) بعكس الهدف الذى خططت له الدبلوماسية التركية الرسمية تماما، وفشلت الزيارة فى تبييض وجه الدكتاتور التركى، وحكومته، بل على العكس زادت من فضح سياساته القمعية. وقد وجه مكتب الاتصالات بالرئاسة التركية الدعوة إلى عدد من الصحفيين اليونانيين، واصطحبهم في رحلة شبه دبلوماسية، حيث زاروا مقرات وسائل الإعلام الموالية للحكومة، من بينها قناة "تي آر تي ورلد" وصحيفة "ديلي صباح"، التي يملكها حلفاء إردوغان، إلى جانب مكتب الاتصالات بالرئاسة ووزارة الخارجية ومركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" وفى تقرير عن الزيارة نشرته الصحيفة اليونانية هى : "كاثيميريني"، تناول زيارة محريرها لتركيا لفتت الصحيفة فى بداية التقرير، إلى المفارقة الكبيرة والأخيرة التى تتجسد في كلمة ألقاها إردوغان قبل حوالي أسبوعين أمام حشد من الموظفين الحكوميين في أنقرة، وقال فيها: "تنعم بلادنا أخيرًا بأربعة أعوام ونصف العام بفترة خالية من النزاعات الانتخابية. لقد حان الوقت الآن لترك جميع التوترات خلفنا وتقبل خصومنا والتركيز على التحديات التي تواجه اقتصاد بلادنا وأمنها واستقرارها". ولم يمضى يومان على هذه الكلمات الإنشائية الجميلة، حتى تعرض كمال كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر حزب معارض في البلاد، إلى الضرب والاعتداء عليه وأصابته في وجهه من قبل مؤيدي الرئيس التركي، أثناء تشييع جنازة جندي سقط في قتال ضد الأكراد. وأضافت الصحيفة أنه خلال الشهور الأخيرة، تأرجحت تركيا بين فترة انتخابية نجحت فيها أحزاب المعارضة بالسيطرة على المراكز الحضرية في البلاد برغم كل الإمكانيات ومظاهر الديكتاتورية التي مارسها إردوغان، على الأرض. وواصلت الصحيفة: " لم تفلح المنشورات الدعائية تحدث أحدها عن فوائد نظام الحكم التنفيذي في النظام الرئاسي الجديد في تركيا، الذي حرص عليه إردوغان، ودفعه لتعديل الدستور في 2017 لينقل السلطة إليه، بدلا من رئيس الحكومة، كما كان متبعا في النظام البرلماني." وجاء في الأوراق الدعائية التى تم توزيعها على الصحفيين اليونانيين، وتصور أردوغان على أنه حامى الإسلام والمسلمين، عناوين تصور الغرب كأنه كاره للمسلمين جميعا، ومنها "التطرف العنيف في أوروبا" و"تقرير الإسلاموفوبيا" السنوي، كما عبرت أنقرة خلال هذه الأوراق عن خيبة أملها إزاء رفض أوروبا انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وتحدّث ممثلو مكتب الاتصالات بالرئاسة التركية - إلى الصحفيين اليونان - بحرارة عن الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، معربين عن تفاؤلهم بشأن ازدهار العلاقات التجارية والحلول الأمنية بين البلدين، لكن تلك النبرة الدبلوماسية تغيرت عندما تحول الحديث إلى قضية الضباط الثمانية الذين فروا إلى اليونان في ليلة مسرحية الانقلاب في منتصف يوليو عام 2016، والمتهم بتدبيرها فتح الله جولن. وحاول المتحدثون الأتراك إقناع مستمعيهم أنها قضية أمن قومى، متهمين اليونان بأنها تتحول إلى نقطة جذب لعناصر حركة جولن، مشيرين إلى غضبهم من عدم دعم أثينا ودول أوروبا للعدوان العسكري التركي على سورية وقمع حركة جولن والأكراد، زاعمين أن كل هذه الأطراف تمثل "الإرهاب". وحين تطرق الحديث إلى حرية الإعلام والصحافيين الأتراك المعتقلين، وأكد صحفيو اليونان أن "لجنة حماية الصحافيين" ذكرت أن تركيا تحتل موقع الصدارة في قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحافيين، متقدمة على الصين التي تأتى في المركز الثاني بفارق كبير، رد صحفى تركى يعمل فى جريدة "ديلي صباح" التركية وقد تقمص دور إردوغان فقال: "إذا انضم صحافي يعمل لدى صحيفة نيويورك تايمز إلى تنظيم داعش، ألن يدخل السجن؟"، وعقبت الصحيفة اليونانية فى تقريرها على ما سبق بتأكيد أنه ليس له علاقة بالواقع، مضيفة " يتم اعتقال صحافيين لمجرد كتابة آرائهم النقدية للحكومة فقط." وانتهى تقرير الصحيفة اليونانية بالتأكيد أن نظام حزب "العدالة والتنمية" بقيادة إردوغان، اقترب من نهايته، منوهة إلى أنهيار الاقتصاد التركى الحاصل الآن، والذى يتجلى فى انخفاض سعر صرف الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها في الستة أشهر الأخيرة، وموضحة أن إردوغان ربما ينعم بفترة أربعة أعوام ونصف العام قادمة فى الحكم بدون صراع انتخابي، لكن الطريق لن يكون سهلًا في ظل معارضة وشعب لن يرضى بممارساته القمعية التي تطال جميع المجالات فى تركيا، فضلا عن مغامراته الخارجية غير المحسوبة.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2